| الاقتصادية
لست أنوي الحديث عن قانونية الغرامات التي تنهال على المنشآت والأفراد من كل حدب وصوب والتي مصدرها في الغالب غير نظامي وانما تعليمات ينفذها من أصدرها على طريقة )أنت الخصم والحكم( ويكفي ان اشير الى ان احد الكتاب الكبار ذكر هذه الغرامات، بل نوعية منها كأحد مصادر الدخل العام وتوقع الا يشكل العائد السياحي المتوقع شيئا بالنسبة لها!
لكن ما اريد التأكيد عليه اهمية استمرار هذه الوسائل المتعددة التي تسلكها مصلحة المياه للحد من الافراط باستهلاك الثروة المائية بما في ذلك الغرامات حتى في فصل الحر والغبار,
والواقع ان مصلحة المياه حسنت اداءها في الآونة الأخيرة في هذا المجال واخذ مراقبوها يتربصون بكل قطرة ماء تتهادى الى الشارع لدرجة انهم منعوا مؤخرا ما كان متعارفا عليه من السماح بغسل الحوش او الفناء كل يوم جمعة وتحت جنح الظلام او هكذا اتصور أنه حدث,
ولعل المصلحة تزيد من جديتها في هذا السبيل والذي يعكر صفو سلوكه الغبار الذي يدفع بعض البيوت الى استراق اوقات الغفلة لاغراق الشوارع بالمياه والاتربة رغم أن كنس الغبار ثم مسح الفناء أو الحوش بمسّاحة مبللة كما يفعل عمال النظافة في المنشآت يؤدي الغرض المطلوب ويوفر الماء ويريح الشوارع من الأتربة لكن كل هذا لا يعني ان رقابة المصلحة دقيقة وعامة دائما,, فأحدهم يحتار وهو يرى الرقابة تصيده بالغرامة حين ترتكب العاملة المنزلية حماقة غسل الحوش مرة في الشهر أو في السنة ربما دون علمه في الوقت الذي يرى فيه جاره يسيّل كل يوم تقريبا وفي وضح النهار وليس تحت جنح الظلام شارعا ما سال سيله,,!!
وحين يبحث عن مخرج لحيرته ودهشته يسمع من يقول له: ان جارك يعرف المراقب او أنه يعرف احدا في المصلحة يعفيه من الغرامة، هل هذا صحيح؟
اذا كان الامر كذلك فان جهود المصلحة لتوفير المياه وترشيد استهلاكها والتي نوهت عنها واشدت بها في بداية هذا المقال تصاب بالتشويه في بعض الاحياء من خلال المحسوبية,, والحمد لله ان الامر وفق ما يقال لم يتجاوز ولن يتجاوز بإذن الله محسوبية المعرفة والقرابة كما يقال عن قطاعات اخرى وهو ما يحسب رغم ذمه للمصلحة ومراقبيها,
من جانبي وبينما انا امارس رياضة المشي كل مساء في احد الشوارع الفسيحة القريبة من الحي الذي اسكن فيه لفت نظري صاحب منزل لديه هواية غريبة حيث يقوم كل مساء وهو يرتدي القميص والشورت بغسل مدخل المنزل والساحة المحيطة به,
والحق اقول انه لا يستهلك بممارسة هذه الهواية اليومية الكثير من الماء اذا ما نظرنا الى صغر المساحة التي يغسلها ولكنه بكل تأكيد يستهلك معدلا سنويا مرتفعا,
وفي كل مرة أراه احسب المعدل السنوي وأتساءل: أين رقابة المصلحة,, أم أنها تشجع اصحاب الهوايات المائية؟!
وهكذا فان وجود من يفلت من الرقابة ومن لا يرتدع بالغرامة يشكل هاجساً لدى المسئولين في مصلحة المياه وقد يدعو ذلك الى تصعيد العقوبة كلما تكررت المخالفة ولكن قبل ذلك ينبغي ان تكون الرقابة عامة وعادلة فلا اجد ما يمنع المراقب من السؤال عن سبب تسرب الماء الى الشارع، فقد يكون خللا فنيا لم يتنبه له اهل البيت,
|
|
|
|
|