مت كيفما شئت إن صبراً وإن كمدا
فالشعر ما راض شيطانا ولا طردا
كم بات حولك هذا الكون منطفئا
وبت يا شاعر الاحزان متقيدا؟!
يغني الخليون ان جن المساء هنا
وأنت طرفك ما اغنى ولا هجدا
إذا نظرت يمينا لم تجد احدا
وإذا نظرت شمالا لم تجد أحدا
وليس حلفك الا الفقر منفردا
وما أمامك الا الفقر مرتعدا
تصطاد من كل غيب غائم قمرا
ومن مدى كل حلم تستمد مدى
تبني المنى مدنا خضرا وتمنحها
حبا يبدد عنها البغض والحسدا
تفجر الصخر ماء والطوى شبعا
وتشعل الثلج نارا، والجفاف ندى
ولست يا شاعري ترجو الثواب قط
وأنت تحمل هم الناس مجتهدا
يا شاعري لست بالعاني وان عنيت
هذي القوافي فلا لا لن تضيع سدى
غداً يغرد طير ينتشي أفق
لا تبتئس إن وعد المبدعين غدا