| المجتمـع
* حوار:غازي القحطاني
رغم تنوع وتميز شبكات الطرق واتساع الشوارع في مدينة الرياض إلا ان الازدحام المروري هو سمة مميزة لهذه المدينة الحالمة الجميلة,, خصوصاً في بعض الشوارع التي لا غنى للموظفين واصحاب الحاجة عن المرور منها.
هذه الظاهرة المحيرة فسرها لنا الدكتور علي الغامدي رئيس اللجنة الوطنية للسلامة بقوله:
أولا يجب ان يكون هناك احصائيات عن حجم المرور وكثافته وهناك طرق علمية لرصد الحركة المرورية من خلال عدادات متخصصة.
وهناك أمر اخر يجب ان نضعه في الحسبان هو سعة الطرق، لذلك هناك طرق انشئت بشكلها الحالي لأن الدراسات التي اجريت في ذلك الوقت كانت مناسبة.
ويضيف الدكتور بانه يجب معرفة سعة الطرق وهل المركبات التي تستخدم هذه الطرق وصلت الى حد سعة الطريق فعليا؟ وإذا وصلت فإننا نواجه ازدحاما مروريا اما إذا لم نصل الى هذه السعة فإننا نواجه مشكلة تدعى عدم استخدام الطرق بالشكل الصحيح!!
تضاعف عدد السكان
وفي سؤال حول الاحصائيات التي عملت عن كثافة السيارات واستخدام الطرق، وهل مدينة الرياض بالفعل تعاني من ازدحام للطرق السريعة، قال: فعلا مدينة الرياض كعاصمة مترامية الأطراف تواجه مشكلة في ازدحام الطرق وخصوصا ان عدد سكان الرياض تضاعف بشكل واضح في فترة زمنية قصيرة وفي آخر احصائية لسكان مدينة الرياض وصل عدد السكان الى 4 ملايين نسمة ويوجد حاليا في مدينة الرياض مليون مركبة تستخدم الطرق يوميا, ويضيف بأن عدد سيارات الأجرة العامة في الرياض يتجاوز عدد سيارات الأجرة في المدن العالمية الكبيرة مثل مدينة نيويورك في أمريكا.
ويستمر في حديثه قائلا بأن مشكلة مدينة الرياض هي طريق الملك فهد الذي يعتبر شريان المدينة الرئيسي وذلك يعود لعدم وجود طريق منافس لهذا الطريق ومواز له.
وتدل الدراسات الحالية على ان شوارع مدينة الرياض الرئيسية قد وصلت الى حد السعة التي خططت من أجلها وبهذا فنحن نواجه ازدحاما مروريا خانقا, وطرق تشغيل الطرق الحالية طرق قديمة ويجب استخدام الطرق الحديثة حتى لا نصل الى عنق الزجاجة وعن المشكلة والحلول التي يراها للقضاء على هذه المشكلة قال هناك عدة حلول منها:
اولا: إنشاء طريق مواز لطريق الملك فهد لتخفيف الضغط على هذا الطريق ولكن هناك مشكلة من الناحية الاقتصادية حيث ان هناك نزع ملكيات وتعويضا لأصحاب الأراضي والعقارات وان هذا الحل غير مجد من الناحية الاقتصادية لانه مكلف كثيرا.
ثانيا: تحسين اسلوب التشغيل في هذه الطرق وهذا الحل اقتصاديا مقبول غير مكلف وهو يصلح مع الوضع الحالي.
ثالثا: التقنيات الحديثة منها نظم النقل الذكي مثلا ابلاغ جميع اصحاب المركبات الذين يستخدمون هذه الطرق عبر طبعا الإذاعة بأن الطريق الرئيسي مزدحم بسبب وقوع حادث ما، لذلك يستطيع السائق ان يتخذ البديل المناسب لتجنب هذا الزحام.
رابعا: من خلال اسلوب التشغيل الحديث وهو تخصيص مسار معين مثلا المسار الأوسط للطريق للسيارات ذات السعات العالية التي يكون ركابها من اربع اشخاص فما فوق وبهذا نستطيع تشجيع الأفراد الى ان يستقلوا مركبة واحدة للاستفادة من هذا الطريق وكذلك بدلا من خروج اكثر من اربع سيارات من حي واحد تخرج سيارة واحدة فقط لكن هذا الأسلوب يحتاج الى ضبط مروري.
خامسا: تحسين شارع الضباب خصوصا وانه يقطع الرياض شمال جنوب مثل طريق الملك فهد وذلك من خلال إلغاء الإشارات المرورية ووضع بدلا منها كباري كما هو موجود في طريق الملك فهد مخارج .
سادسا: بما أن مشكلة الطرق في الرياض هي ان نظام الإشارات الضوئية في الرياض يشغل بطريقة تقليدية جدا لذلك يجب على هندسة المرور استخدام نظام الحساسات وذلك بوضع اجهزة حساسة عند كل إشارة تدل على انه يوجد ضغط عليها ووجود حركة مرورية لذلك تعطي الضوء الأخضر للمركبات.
واكد الدكتور علي بأنه يوجد بعض الأخطاء الهندسية في طريق الملك فهد خصوصا عند المخارج والمداخل على هذا الطريق وكذلك يوجد ضيق في الطريق في بعض النقاط ويوجد مجال اوسع في نقاط اخرى.
ويشير الى ان بنية الطرق ثابتة بينما عدد سكان الرياض في زيادة دائمة وكذلك زيادة عدد السيارات فيها لذلك يجب النظر الى هذه المشكلة وحلها بشكل سريع قبل وقوع اختناق مروري لا يمكن السيطرة عليه.
ويستمر الدكتور علي في وضع بعض الحلول قائلا: لا يمكن حل المشكلة فقط بانشاء الطرق السريعة بل يمكن دون ذلك من خلال تشجيع وسائل النقل العام والنقل المدرسي الذي لا شك سوف يساهم بشكل فعال في حل نسبة 60% من ازدحام الطرق اليومي.
وان يكون في الاذاعة المحلية إذاعة الرياض نشرة موجزة عن الطرق وازدحامها لكي تحذر مستخدمي الشوارع وذلك من خلال استخدام الهيلوكبتر او وضع لوحة الكترونية على كل مداخل الطريق تخبر اذا كان هناك زحام او حادث وغيره قد يتسبب في التأخير.
وأخيرا يركز الدكتور الغامدي على ان الهندسة المرورية لم تحظ بالاهتمام الكافي حتى الآن من قبل المسؤولين مع انها قطاع مهم في المجتمع.
|
|
|
|
|