| مقـالات
لا أحد ينكر بأن اللغة هي عنوان الشعب الذي تمثل ثقافته، وبقدر قوة ذلك الشعب تنتشر تلك اللغة الوسيلة والدول العظمى تحاول جاهدة أن تفرض لغتها لتكون وسيلة المخاطبة والتعليم، لذا فإننا لا نستغرب أن الدول الاستعمارية في العصور الماضية بذلت ماتستطيع حتى تسود لغتها المجتمعات التي استعمرتها وتصبح هي أساس ثقافة تلك الشعوب المستضعفة التي أخذت تنطق بها وتنشرها, وأديبنا الذي كتب رواية بلغة ليست لغة وطنه ليس جديداً في ذلك لاستلاب تفكيره بلغة أجنبية فلقد سبقه الكثير من الكتاب أمثاله ولكنه لم ينل أي منهم احتراماً وتفوقاً لأنه استعمل هذه اللغة التي استلبته، وبعض الكتاب الأفارقة كتبوا أعمالهم باللغة الإنجليزية والفرنسية رغما عنهم لأن دور النشر الأجنبية تفضل الأعمال الإبداعية بلغتها كدليل على مكانة ثقافتها العالمية, والغريب أن الكثير من المواد في بعض العلوم تدرس في جامعتنا باللغات الأجنبية خاصة مادة الطب، ولست أدري هل نسي أبناؤنا أن العرب كانوا,, هم سادة علوم الطب الذين نشروها بلغتهم حتى جاءت مراحل ضعف العرب فسلبت منهم هذه الخاصية العلمية وأصبحوا اتباعاً بعد أن كانوا سادة.
ونحن اليوم أبناؤهم لا نحرك ساكناً رغم مايقال عن مكانتنا العالمية التي تحددت في الألعاب الرياضية وليس العلوم الانسانية بكل أسف وكم نتألم أن نجد اللغة العبرية الميتة قد أحياها أبناؤها وتدرس كافة المواد بلغتهم وليس بلغة أخرى.
فمتى نفيق إلى بعض أمورنا الثقافية لتأخذ مكانتها العالمية بدلاً من التنطح بالأمور التافهة راجياً على الأقل أن تعرض الجامعة العربية مثل هذه الأمور البسيطة فنتمسك بأن يكون تدريس كافة المواد بلغتنا العربية ذات التاريخ العريق وليس هذه اللغات ولتكن لغة اليهود العبرية مثل يحتذى حين فرض الصهاينة لغتهم على العالم، بينما نحن مازلنا نتشبث باللغات الإنجليزية بكل أسف اسوة بالقشور التي نركض خلفها ولا نجد من ينصف الأعمال الكبيرة، وثقافتنا العربية بل وحتى المحلية لا يتقدم أي منصف ليقف إلى جانبها في هذا الزمن البائس زمن تقهقر العرب في كافة المجالات وليس في لغتهم وحدها,,,,
وإنا لله وإنا إليه راجعون
|
|
|
|
|