أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 16th July,2000العدد:10153الطبعةالاولـيالأحد 14 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

شدو
المسافة ما بين الواسطة والموت ,,,!
د, فارس الغزي *
المكان : مقر حجز المرور في مدينة رئيسة؛ الزمان: عطلة نهاية الاسبوع، والقصد: زيارة صديق طفولة لم أره منذ سنين وسنين, نلتقي فتبدأ وتنتهي اجراءات الواجب من سلام وقهوة وملحقاتها!، وحينها ألحظ على صديقي الضيق رغم تفانيه وكفاحه ليبدو طبيعيا! أبادره بالسؤال عما يجول في خاطره وفجأة يأخذ بزمام (التورية) والتصنع، بل والشروع بدعوتي إلى العشاء في منزله! ,, وحينها أصارحه بأنه يحاول التهرب من إخباري عن حقيقة ما كان يجول في ذهنه,, ليذعن صديقي (الخلوق) ويصدقني القول بما يفيد بأن تألمه مرده حقيقة كوننا التقينا بعد سنين وسنين في مكان وزمان ليسا مناسبين البتة! بمعنى آخر، إن صديقي هذا اعتقد أنه لم يقم بواجب الضيافة تجاهي وذلك بسبب استغراقه في التفاهم وجهاً لوجه، أو من خلال الهاتف متواصل الرنين، مع أولياء أمور من تم حجزه من المخالفين مروريا والساعين بكل ما أتوا من (غفلة وجهل!!) إلى إطلاق سراح أبنائهم المخالفين بأسرع وقت ممكن!! عندها وكمحاولة مني لتلطيف الأجواء، أخبرته بأن المسألة لا تستحق كل هذا، بل وعلقت مازحا (مزحا برزح!) وذلك لغرض تشتيت تركيزه على الموضوع المعني فتخفيف احساسه بذنب لا مبرر له! بالقول: الغريب أن هؤلاء الآباء يبدون وهم على عجلة من أمرهم لإطلاق سراح أبنائهم القُصّر إلى الشوارع فالآخرة! ,, هنا تنتهي الزيارة ليبدأ التعليق على ما اكتشفت خلال هذه الزيارة: ,, فأقول ألا ترون، فعلا، أن في استيفاء المراهق المخالف مروريا للعقوبة المفروضة عليه حماية لنفسه من نفسه وحماية للمجتمع منه؟ أليس في عزله بالتوقيف، وتعنيفه بالتجاهل، وإشعاره (بضياع الحيلة) أمام فداحة الخطأ، ,, دورس كفيلة بالحد من امكانية تكراره للمخالفة مما سوف يجعله يحسب ألف حساب قبل أن يقدم على تعريض حياة الآخرين لمصير مأسوي تشهد أرقام ضحايا المرور له وعليه؟! حقا، ما هو البديل للعقوبة في ظل هذه الظاهرة الاجتماعية المؤسفة؟ ألا يكفينا (جهلا فحوادث!) عدم تطبيقنا لذلكم العرف الحضاري العالمي المتمثل في نظام خصم (النقط) من رخص القيادة المترتب عليه منع من يكرر الخطأ من القيادة عقابا له وحماية لغيره؟! بل ألا يكفينا درساً أن (سائق ليموزين!) من إحدى دول العالم الثالث (علما وحضارة) استطاع وبسبب غياب نظام كهذا أن يخدعنا فيسرح ويمرح (ويضحك علينا ويحق له!) في شوارعنا على الرغم من أنه كا ذكرت صحافتنا قد ارتكب على مدى سنين وسنين مئات المخالفات التي لم تسدد؟!! فلماذا لا يتم على الأقل حجز (جميع!) المخالفين لمدد أطول مما هو معمول به،بل وإعطاء المشهود له بتكرار التهور والاستهتار بالأنظمة المرورية شهادة سوء (وعي وقلة أدب وتربية) شريطة أن تسجل لهم بالحاسب الآلي كسوابق وعلى غرار سوابق (الأدلة الجنائية؟!) ,, بل وتؤخذ في الحسبان عند الالتحاق بالجامعة أو التقدم للوظيفة؟ بالمناسبة، فلمن لديه شك في (صلاحية) بل وضرورة اقتراحات كهذه أقول إننا في مدينة الرياض فقط نفقد مواطنا كل ساعة في الوقت الذي يلج في غياهب الجراح والإعاقة المزمنة أربعة منا (كل ساعة كذلك!!) بل ونخسر من جراء هذا وذاك ما يقارب من مائتي مليار ريال سنويا، ناهيك عن المآسي التي تخلفها حوادث كتلك على الأحياء منا من أمراض نفسية وأحزان وانحراف أحداث وسلوكيات لا أخلاقية مرتبطة بفقدان العائل والمربي والزوج والمحرم,,!
أتمنى، أن يعامل الأمن المروري لدينا كجزء لا يتجزأ من الأمن الوطني والذي، ولله الحمد، يعد مفخرة بل وإنجازا إنسانيا لا مثيل له عالميا فيؤخذ بالصالح مما تسود به صفحات صحفنا من اقتراحات أقلها وكخطوة أولى سن نظام يمنع من خلاله منعا باتا امكانية اتصال أي إنسان كائن من كان بضباط حجز المرور لغرض (التوسط!)، مما سوف يتيح لهؤلاء الأخوة الفرصة لتطبيق النظام على جميع المخالفين وبدون استثناء,.
,, أقول: أتمنى ذلك، وإن كان لسان الحال يقول (مستعيرا):


أتمنى أنني لا أتمنى
فلقد بت بآمالي معنى!

* للتواصل ص,ب: 4206 رمز 11491 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved