أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 16th July,2000العدد:10153الطبعةالاولـيالأحد 14 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

حق الزوجة عند بعض الرجال
ناصر محمد فهد العتيق
لا شك أن كلاً منا يحمل هما معيناً في حياته قد يستمر معه لمدة قصيرة وقد يكون هماً يرافقه طوال سنين حياته، ولقد رأيتني وانا احمل هماً استمر معي لسنين طويلة لطالما ارقني واقض مضجعي ذلك هو الظلم الواقع على الزوجة من قبل بعض الرجال في مجتمعنا, ان الناظر اليوم في هذا الشأن يلحظ ما يعتصر القلب ألما ويذيب الحديد والجليد معاً مما يسمع من قصص تتردد على الالسن وتدور في اروقة المحاكم وما خفي كان اعظم فبعض ما وقع ويقع على الزوجة من ظلم اوصدت الابواب امامه فلم يتعد حدود المنزل وهو قد يكون اشد ايلاماً وانكى جراحا.
ومن الاهمية بمكان ان نتذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قد ربط خيرية المسلم بخيريته لنسائه فقال خياركم خياركم لنسائهم , الا ان بعضاً من الرجال قد طبع على سوء الخلق والشراسة مع امرأته فلا يهدأ له بال ولا ينعم بالراحة الا اذا مارس ساديته عليها واشبعها نكداً واورثها مرضا في كل لحظة من لحظات عمرها الضائع المنكوب معه,, اين الله منه بل اين الله عند بعض الرجال ممن رأوا ان قهر الزوجة وظلمها امر لا جرم فيه؟,, واين الله عند بعض الرجال الذين يطلبون الكمال في الزوجة متناسين ان الكمال لله وحده سبحانه وتعالى وانهم هم أنفسهم لم يصلوا إلى الكمال؟ وأين الله عند بعض الرجال ممن تفننوا بتعذيب زوجاتهم وأسرفوا في ذلك ضاربين بعرض الحائط قول الله سبحانه وتعالى وعاشروهن بالمعروف ؟يقول الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: اي خالقوا ايها الرجال نساءكم وصاحبوهن بالمعروف اي بما امرتكم به من المصاحبة، وعن قوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:الا و استوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح: وقوله صلى الله عليه وسلم:عوان اي اسيرات فالنبي شبه المرأة في دخولها تحت حكم الزوج بالاسير, وهل هناك اشد ضعفاً من الاسير؟
والامثلة والشواهد كثيرة على تفشي هذه الظاهرة بين الرجال في مجتمعنا وعلى انها في نمو وازدياد وتشهد على ذلك ساحات المحاكم وادراج القضاة, فمهلاً يا من تظلمون نساءكم فهل من وقفة تأمل؟ تتأملون فيها سيرة اعظم انسان وتتذكرون فيها كيف كانت سيرته مع نسائه فلقد ضرب صلوات الله عليه وسلم المثل الاعلى في ذلك,, كان عطوفاً عليهن رحيماً بهن محباً لهن بسيطاً معهن,, الخ.
فهل نتأمل ونتذكر؟
ومما سبق يتضح لنا ان ديننا الاسلامي يحثك ايها المسلم على الرفق بزوجتك والحلم عليها ومراعاة مشاعرها وحسن معاملتها وعدم تصور الكمال بها وافتراضه فكما هي مثالية في بعض الامور فهي في الامور الاخرى غير ذلك, عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقاً رضي منها آخر رواه مسلم.
وقوله لا يفرك اي: لا يبغض.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved