| محليــات
يبدو أنَّ بعض المصطلحات عندما ترد يذهب التفسير لها مذهباً محدوداً في إطار ما عُرف عنها في العموم,, بينما هناك استخدامات لمصطلحات يمكن أن تجري على أمور كثيرة,.
ولعلَّ مصطلح المنهج من أكثر هذه المصطلحات مرونة في الاستخدام، وسعة في التعامل، وتحديداً للمجالات,,,، وهو في الوقت نفسه، ولإشاعة المسائل التربوية، والإسهاب في الحديث عنها,,, نجده كلَّما يرد إلى الآذان، يذهب التفسير له إلى مجال المناهج التربوية.
في القرآن الكريم آية تقول لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً 48 المائدة ، فإذا ما أخذنا المنهاج على تفسيره اللغوي: الدرب أو الطريقة ، فإن لكلِّ امرئٍ في الحياة طريقة يفكر بها، وأخرى يشعر بها، وثالثة يسلك بها,,,، وهي في الأخير تكوِّن منظومةً موحدةً في منهج هذا الإنسان في تفكيره، وتحليله، وفهمه، وإحساسه، وسلوكه,,,،بل يتخطى الأمر إلى حركيته، إذ لا يتوقف عند سلوكه الداخلي وإنما يشمل سلوكه الحركي الخارجي,,.
ومنهج الإنسان الفكري هو محور كلِّ حركة تصدر عنه، وكلِّ تفسير لأية حركة تصدر عنه, من هنا يمكنني أن أربط الإنسان بفكره، وفكره هو عقله,,, والعقل مناط هذا الإنسان الذي كُلِّف في الحياة لأنه يحمل عقلاً,,.
والعقل هو الضابط,,.
ومناط هذا الضابط تربيته وتدريبه وتعويده,,.
وأول مكونات هذا الضابط الإيمان بالقيم المنبثقة عن الأخلاق، والأخلاق المكونة من القيم,,.
فإن أردنا أن نحكم على منهج أي إنسان يحدث لنا أن نتعامل معه في الحياة، فإنَّنا نردُّ كلَّ ما ينضوي داخل هذا المنهج، ومن ثم يخرج في سلوك يمكننا من تفنيد أبجديات هذا المنهج إلى ذلك لأننا سوف نتعرف على: خلقه، إيمانه، سماته، صفاته، قدراته، مبادئه، مفاهيمه,,.
وليس كلُّ من يلتقي إنساناً وهو إنسان يستطيع أن يفعل في تحليل أبجديات فكر هذا/ أو ذلك من خلال منهجه المؤدي إلى عقله، المكوِّن لكلِّ تفاصيل منهجه,,.
لأن قدرة التحليل هبة من الله تعالى للإنسان يقويها بمعارفه وثقافته وعلمه,,.
بعض الناس تحكم عليهم من ظواهر أفعالهم,,, حتى إذا ما وضعت منهجهم في الحياة على محك التحليل اكتشفت أنك أمام نسق مترابط دقيق يُعيدك إلى بداية تكوين هذا الإنسان، تلك البداية التي قد لا تستطيع معرفة كلِّ ما أحاطها، وبالتالي لا يمكنك معرفة الأسباب المكوِّنة لتفاصيل هذا المنهج,,.
إن الإنسان وحده من يستطيع أن يتحكّم في مفردات منهجه,.
وهو المسؤول المباشر عن مُخرجات هذا المنهج، ما يخصُّه وما يخصُّ سواه، لذلك جعل الله تعالى التكليف للمرء العاقل,,، وليس لغيره، وجعل لنتائج هذا التكليف نتائج حصد، فإن كان الحصاد مُثمراً كان الجزاء وافياً، وإن كان الحصاد غير مثمر كان العقاب بما يزنه الحصاد.
تُرى,,.
هل فكّر كلُّ إنسانٍ من منطلق معرفته بتكليفه، وإدراكه بامتلاك عقل ذي فكر أن يعرف شيئا عن منهجه، ويحاول التفكُّر فيه، وعرضه على ميزان الصواب والخطأ، والحق والباطل، والعدل والظلم، والخير والشر؟
إن مجرد أن يفكر الإنسان في دراسة نفسه لهو الطريق إلى تطهيرها.
فيما أكدت خطبة المسجد الحرام أن المرأة هي المدرسة الحقيقية لإعداد الرجال
|
|
|
|
|