| محليــات
أياً كانت النتيجة التي تنتهي اليها قمة كامب ديفيد الثانية هذه سواء بنجاح التوصل الى اتفاق اسرائيلي فلسطيني نهائي أو بالفشل، فان من حق التاريخ الذي لن يتجاوز وقائع هذه القمة عندما يحين وقت تدوين النهاية التي لم تأت بعد للصراع العربي الاسرائيلي بسبب الحقوق الفلسطينية، من حق التاريخ على جميع المهتمين بتحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط على اختلاف توجهاتهم السياسية ان يشيدوا بالجهود الجادة التي بذلها وما زال يبذلها الشركاء الأمريكيون بقيادة رئيسهم بيل كلينتون في هذه القمة من أجل ان تنجح وتحقق الهدف الذي من أجله دعي كل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الى منتجع كامب ديفيد للتحاور اسبوعا كاملا حول قضايا الوضع النهائي.
وحتى أمس ظل الموقفان الفلسطيني والاسرائيلي متباعدين حول مجمل القضايا الجوهرية وهي كما تكرر ذكرها قضايا: القدس واللاجئين والمستوطنات وحدود الدولتين، اليهودية والفلسطينية، ولهذا فقد تركزت الجهود الأمريكية أمس الجمعة على صياغة مقترحات هدفها تقريب الفجوة بين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي.
وهو ما يعد جهدا اضافيا من جانب الشريك الأمريكي لتفادي الانحراف بمفاوضات القمة الى طريق نهايتها مسدودة وذلك بالرغم مما يلوح في آفاق منتجع كامب ديفيد من خلال الانحياز التاريخي المعروف للسياسات الأمريكية الى جانب اسرائيل طيلة 52 سنة مضت هي عمر الصراع العربي الاسرائيلي من أجل قضية حقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي دعا الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من مقرها في دمشق إلى تحذير المفاوضين الفلسطينيين من أي تنازل فلسطيني مقابل الضغوط الأمريكية الاسرائيلية التي تمارس حاليا في قمة كامب ديفيد على الرئيس عرفات.
هذا ويبدو ان من بين الضغوط الاسرائيلية خصوصا المبادرة السياسية التي طرحها مستشار باراك لشؤون العلاقات مع وسائل الاعلام في كامب ديفيد جوزف الفير اذ استبق إعلان المقترحات الأمريكية باعلان تفاصيل المقترحات الاسرائيلية التفاوضية مع الفلسطينيين ومنها:
1 منح بعض الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة حكما ذاتيا واسعا في ظل بقاء المدينة موحدة مع الشطر الغربي كعاصمة لاسرائيل .
2 تبادل أراض على أساس ضم مستوطنات في الضفة الغربية مثل مستوطنة معالي أدوميم ومستوطنة جيفات زئيف الى القدس الشرقية ومقابل ذلك تضم الدولة الفلسطينية المقبلة بعض الضواحي مثل أبوديس والسواجرة وعناتا وجميعها تقع خارج محيط القدس الشرقية.
3 توفير ممر آمن للفلسطينيين الى الأماكن المقدسة في مدينة القدس الشرقية بما فيها الحرم القدسي الشريف، وينطلق هذا الممر من حي أبو ديس.
وبعد هذه المقترحات التي تشكل محور المطالب الاسرائيلية الى جانب مسائل أقل درجة في الأهمية قال مسؤول اسرائيلي من الموجودين في كامب ديفيد: ان المشكلة الأساسية تكمن في مصير بعض الضواحي في القدس الشرقية مثل ضاحية الشيخ جراح ومثل الحي المحيط بشارع الفاتح صلاح الدين الذي يقع في قلب الوسط التجاري للقدس الشرقية.
ويرى هذا المسؤول الاسرائيلي ان ما أسماه الحل الأفضل للوضع القانوني لمدينة القدس القديمة وضواحيها هو ارجاء النظر فيه .
وجاء الرد الفلسطيني سريعا وهو ما كان متوقعا رافضا لهذه المقترحات، اذ قال تيسير خالد أحد أعضاء الوفد الفلسطيني الذي وصل أمس واشنطن للمشاركة في المفاوضات، قال : ان التوصل الى اتفاق نهائي خلال قمة كامب ديفيد مستبعد في ضوء تمسك ايهود باراك بلاءاته الخمس الأمر الذي يجعل الموقفين في المفاوضات متباعدين رغم الجهود الأمريكية للتقريب بينهما .
|
|
|
|
|