| متابعة
* القاهرة مكتب الجزيرة تقرير علي السيد
حذر الدكتور اسعد عبدالرحمن مسؤول ملف اللاجئين بالسلطة الوطنية الفلسطينية من انفجار الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط اذا ما فشلت قمة كامب ديفيد الحالية بين الرئيس الامريكي بيل كلنتون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل ايهود باراك في التوصل الى اتفاق بشأن إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في 13 سبتمبر القادم.
ووصف مسؤول ملف اللاجئين الفلسطينيين الموقف في المنطقة بأنه على وشك الانفجار، وقال في تصريحات صحفية بمقر الجامعة العربية ان الجانب الفلسطيني ماض في طريقه نحو إعلان دولته المستقلة طبقا لقرار المجلس المركزي الفلسطيني وذلك بصرف النظر عن المعارضة الامريكية لهذه الخطوة باعتبارها اجراء احادي الجانب.
اكد المسؤول الفلسطيني ان الشعب الفلسطيني استعد لكل الخيارات المترتبة على إعلان الدولة المستقلة من جانب واحد، بما في ذلك التهديد الإسرائيلي باجتياح الاراضي الفلسطينية المحررة، واشار الى ان الدولة ستقام على قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس المحتلة، موضحا ان الجانب الفلسطيني ابدى مرونة جيدة من قبل بتجاوبه مع المطالب الامريكية والاوروبية بتأجيل إعلان الدولة لمدة عام انتهت في مايو الماضي.
وشدد اسعد عبدالكريم على ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وتعويضهم تنفيذا لقرار مجلس الامن رقم 194، وقال: لا اتفاقات او معاهدات سلام نهائية مع إسرائيل ما لم تحل قضية اللاجئين.
وذكر المسؤول الفلسطيني ان هناك تنسيقات حاليا بين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لمحاصرة الافكار الإسرائيلية الرامية الى تجميد قضية اللاجئين والعمل على توطينهم خارج فلسطين بالمخالفة لقرارات الشرعية الدولية.
وقد ركز مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين امس بالقاهرة بمشاركة كل من مصر والاردن وفلسطين ولبنان وسوريا والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي على ضرورة تنسيق الجهود العربية والإسلامية والدولية في المرحلة الراهنة بهدف انتشال مخطط إسرائيل الجديد بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، وهي لبنان وسوريا ومصر والاردن, وكان الجانب العربي قد رفض الاقتراحات التي تقدمت بها إسرائيل من قبل الى المفاوضات متعددة الاطراف بحل مشكلة اللاجئين عبر مشروع اقليمي تموله دول الخليج العربي، وتمسكت الدول العربية بضرورة الحل العادل لهذه المشكلة التي تمثل قنبلة موقوتة في الشرق الاوسط.
على جانب آخر طلبت الامانة العامة لجامعة الدول العربية من المجموعة العربية في الامم المتحدة اجراء اتصالات عاجلة مع الدول الغربية التي غيرت موقفها في التصويت على القرارات الخاصة باستمرار مهمة الوكالة الدولية لغوث اللاجئين الفلسطينيين، يأتي ذلك التحرك بعدما رصدت الجامعة العربية تراجع نسبة التصويت في الآونة الاخيرة على القرارات المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين في الامم المتحدة.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي ديفيد ليفي قد قرر مؤخرا عدم المشاركة في اجتماع لجنة شؤون النازحين الفلسطينيين في عام 1961، وهو الاجتماع المقرر عقده دوريا بمشاركة كل من مصر وإسرائيل، والاردن، والسلطة الفلسطينية.
ويأتي التهرب الإسرائيلي الجديد استمرارا للنهج الذي سلكته حكومة نتنياهو السابقة بمقاطعة اللجنة الرباعية المعنية بتسوية مشكلة نازحي عام 1967، وذلك في الوقت الذي تهدد فيه وكالة الغوث الدولية بإنهاء الخدمات التي تقدمها لنحو ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني.
ومن المعروف ان مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تعد من اكبر واعقد المشكلات في الاردن التي تستضيف وحدها نحو مليون لاجئ فلسطيني، ونسبة 40% من اجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، واستمرار القضية بدون حل يكلف الاردن اكثر من 300 مليون دولار سنويا.
ويتضاعف هذا المبلغ في حالة تخلي المجتمع الدولي والدول المانحة عن قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تعد اقدم واكبر قضية لاجئين يعرفها التاريخ منذ 51 عاما.
وتزداد المشكلة تعقيدا في لبنان الذي يحتضن 400 الف لاجئ فلسطيني، وذلك بسبب حالة اليأس الشديدة التي تسيطر على مخيمات اللاجئين، حيث يعيش اكثر من 60% من سكان هذه المخيمات تحت مستوى الفقر، وارتفاع معدل البطالة الى 40%، كما ان نسبة حالات العسر الشديد تصل الى اعلى درجاتها بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث تبلغ 10,2% متخطية بذلك نسبتهم في الاراضي المحتلة.
وترى لبنان انه ما لم تجد إعادة تصحيح سريعة لاوضاع اللاجئين الفلسطنيين عامة، ولاجئي الخيام بصفة خاصة فإن العواقب ستكون وخيمة على استقرار المسيرة السلمية والاوضاع في الشرق الاوسط.
|
|
|
|
|