| الثقافية
ما أكثر ما نسمع من حوادث السيارات,, ولقد أوشكت أخبار تلك الحوادث المفجعة أن تكون بسبب تواترها وكثرتها أخبارا عادية لا تثير في النفس أسى لأن تبلد الشعور بسبب تردادها قد أطفأ حرارة مشاعرها لدى سامعها,, والتدقيق في بعض أسرار بعض تلك الحوادث يكشف عن أشياء مشينة ومخزية لعل أبسطها أن يكون بعض مرتكبيها من أعضاء شلة كانت بداية اجتماعاتها سمر وسهر ليل ثم يدخل في محيطها أشياء كانت وليدة أفكار شريرة مثل تعاطي الشراب والمخدرات,, وكأنما السمر لا يطيب الا بها فيتطور الأمر حتى يصل الى درجة الادمان.
ومن الصور المؤلمة التي تحققها نتائج بعض الحوادث ما تكون متمخضة عن تصرف جنوني اثناء قيادة السيارة أثناء الانصراف من مجلس الشلة حيث يكون قد داخل العقل سموم المخدرات فعجزت أجهزة التركيز عنده على السيطرة على مراكز القوى البدنية حيث دبت الهلوسة في أعضاء جسمه النظرية منها والسمعية والحركية,, والفكرية فلم يعد في مقدوره توجيه سيارته توجيها فنيا صحيحا فيحصل بسبب ذلك ما لا تحمد عقباه من اصطدام أو انقلاب أو دهس أو ما الى ذلك مما يسىء ويشمت.
ولم يغفل أصحاب الأقلام عن التنويه والتشهير بهذه الحوادث التي تكون بسبب ادمان المخدرات والهلوسة أو الغطرسة,, فقد نبهوا الى ذلك وكتبوا عنه الكثير والكثير,, ومما أعجبني مما قيل في هذا الموضوع مقطوعة,, من أرجوزة ساخرة للشاعر الفلسطيني صالح عبدالله الجيتاوي والتي يقول فيها:
يا راكب المرسيدس المننمه في أمة مشلولة منومه لا تزد هي يا خال واعلم انمه ترقبك الفاجعة المحتمه في ليلة مشهودة منتقمة تبدؤها بسهرة محتدمه في رفقة شريرة ملتئمه على كؤوس الخمرة المضطرمه |
|
|
|
|
|