| المجتمـع
* تحقيق : مروان عمر قصاص
حديث البيوت والمجالس هذه الايام يتمحور حول نتائج القبول بالجامعات السعودية حيث اخفق عدد كبير من خريجي الثانوية العامة في تخطي عتبات الجامعات اما بسبب تدني نسبة تخرجه من الثانوية او بسبب اخفاقه في اختبارات القبول او عدم تجاوزه المقابلة الشخصية او لأي سبب من اسباب الغربلة التي تقوم بها الجامعات لقبول الطلاب وفق امكاناتها.
وتعيش الاسر السعودية هذه الايام في قلق كبير على مستقبل ابنائهم وبناتهم وهو جزء من مسلسل طويل تعيشه الاسر منذ بداية العام الدراسي الحالي لمن لهم ابناء او بنات في المرحلة الثانوية وبلغ القلق قمته هذه الايام، ولمواكبة هذا الموضوع الذي يهم شرائح كبيرة من المجتمع كان لابد وان نخوض غمار هذه القضية لنتعرف على كافة الآراء والمقترحات الآمال والاماني وكيف يمكن تحقيق طموحات اكبر قدر ممكن من شباب هذا الوطن وانتشالهم من هوة الضياع، وقد كانت حصيلة الابحار في خضم هذه القضية اراء عديدة واقتراحات جميلة وافكار رائدة يمكن تبنيها كأساس لحلول مناسبة لهذه المشكلة المرشحة للتصاعد في الاعوام القادمة فقد ابدى عدد من الاشخاص الذين حاورناهم حول القضية رغبة اكيدة في التركيز على الوعي بقضية هامة وهي انه لا يمكن دخول كافة مخرجات المرحلة الثانوية للجامعات وانه لابد من تشجيع الابناء على التعليم الفني والمهني لان المستقبل سيكون في الصناعة والاعمال المهنية والحرفية ورحبوا بتجربة اختبارات القبول في الجامعات بعيدا عن المجاملات والواسطة المقيتة واجمعوا على اهمية وجود مكتب عام لتنسيق القبول بالجامعات يكون له فروع بكافة مناطق المملكة وقالوا اشياء كثيرة نحاول من خلال هذه السطور طرحها وكلنا ثقة بأن المسؤولين في الدولة حريصون على متابعة هذا الموضوع وبلورة الافكار الجيدة لحل الاشكالية في هذه القضية.
نعم لاختبارات القبول بالجامعات ولكن
يقول الاستاذ واصل عودة الاحمدي مدير فرع وزارة الاعلام بالمدينة المنورة بداية لابد من التأكيد على حقيقة ان كافة المسؤولين في حكومتنا الرشيدة يحرصون على وضع الحلول المناسبة لقبول الطلاب والطالبات في الجامعات السعودية ويتم وضع العديد من الاقتراحات المناسبة التي تتيح التوفيق بين مخرجات الثانوية وامكانات الجامعات السعودية ولعل آخر هذه الحلول اختبارات القبول بالجامعات وهي طريقة معمول بها في العديد من دول العالم الا انني ارجو ان يتم تطبيق هذا النظام كما هو في بعض دول العالم حيث تتاح فرصة اختبار القبول اكثر من مرة لاتاحة الفرصة للطالب لتجاوز الاختبار مراعاة لظروفه، خاصة وان اختبارات القبول في بعض الجامعات قد نتج عنها قبول طلاب بمستويات جيد جدا ورفض طلاب بمستويات ممتاز وهو ما تطرقت له الصحافة المحلية كسلبية لهذه الاختبارات ولكن لو اتيحت فرصة اخرى لكان الاقتناع اكبر بنتيجة القبول كما ارجو ان يكون الاختبار بعيدا عن المجاملات والواسطة التي قد تأخذ حق طالب اجدر وتمنحه لآخر.
مكاتب التنسيق مهمة:
وقال الاستاذ/ محمد سنوسي عامر مدير الامن الجمركي بجمارك المدينة المنورة ان مشكلة القبول بالجامعات قضية هامة ومرشحة للتصاعد والتنامي كل عام ولابد من وضع حلول مناسبة ودائمة لمواجهتها والحد من قلق الاسر على مستقبل ابنائها وبناتها ويقول ان ايجاد مكاتب للتنسيق لقبول الطلاب بالجامعات اصبح حتميا وضروريا بحيث يتم ايجاد عدة مكاتب في مناطق المملكة مرتبطة ببعضها ويتم قبول اوراق الطلاب وتسجيل رغباتهم بالنسبة للتخصصات والجامعات التي يرغبونها وهذا سوف يريح المواطنين من السفر بين مناطق المملكة لتقديم اوراقهم في الجامعات كما انه يمنع تكرار قبول الطلاب في اكثر من جامعة كما حدث هذا العام حيث قبل بعض الطلاب في اكثر من جامعة على حساب طلاب آخرين بسبب غياب التنسيق بين الجامعات.
لن يكون الجميع طلاباً بالجامعة:
ودعا الاستاذ/ هاشم علي راجح مدير مكتب العمل بمنطقة المدينة المنورة الى ضرورة تنمية الوعي لدى المواطنين حول القبول بالجامعات والتأكيد على ان القبول بالجامعات لن يكون متاحا لجميع خريجي الثانوية لان امكانات الجامعات السعودية لا يمكن ان تستوعب كافة مخرجات الثانوية العامة ولابد ان يعي اولياء الامور انه عليهم تشجيع ابنائهم على الدراسة بالكليات التقنية والدخول في مراكز التدريب المهني لتعلم الحرف والمهن خاصة وان المستقبل سيكون لهذه المهن والحرف وهذه المسؤولية تقع على عدد من الجهات الحكومية واولياء الامور حتى يعي الجميع هذه الحقيقة ويتعاملوا معها بجدية وتفاعل بدلا من ضياع الوقت في حلقة مفرغة واستجداء الآخرين لمساعدتهم في قبول ابنائهم في اي كلية حبا للمظاهر حتى ولو كلية نظرية قد لا يجد الابن بعد التخرج فرصة عمل مناسبة او قد لا يتمكن الابن من مواصلة دراسته وكلنا نسمع عن قصص تسرب عدد من الابناء من الكليات بعد ان يبذل ولي امره كل ما في وسعه من جهد في سبيل دخول ابنه الى كلية معتبرة رغم ان قدرات ابنه ليست في مستوى الكلية، وقال راجح ان القضية تحتاج الى مزيد من التوعية المكثفة لاقناع الاسر بحقائق هامة حول القبول في الجامعات واهمية التعامل مع وضع الابن ومستوى نسبته والتعامل مع رغبته بعيدا عن تأثيرات اسرته حيث يفرض الاب على ابنه كلية معينة بصرف النظر عن رغبة الابن او مستواه وكل هذا بسبب المظاهر.
|
|
|
|
|