| مقـالات
آخر ما قرأنا عن أخبار امتداد النطاق العمراني لعاصمتنا الحبيبة الرياض هو أن مساحتها وصلت الى أكثر من الف وستمائة كيلومتر مربع,, وهذا التوسع والنمو المطرد ومن واقع اهتمامي وتخصصي في مادة الجغرافيا وقراءاتي المتواصلة عن عواصم العالم جعل من هذه المساحة العمرانية ووضعها في مركز من النادر أن تبلغها عاصمة أو مدينة أخرى في العالم مع ان أكثرها تقع على شواطئ البحار أو على ضفاف الأنهار أو على امتداد خط الاستواء الممطر طوال العام.
ومصدر استغرابي وتساؤلي هو كيف نفرمل هذا التمدد الأفقي المتسارع أو تخفيف وتيرته حتى نحصر اهتمامنا بالمساحة الحالية وتوجيهها رأسيا,, هذا إذا اردنا لها مستقبلا مأمونا من حيث إيصال وتوفير الخدمات المطلوبة لها أو الاحتفاظ بما هو موجود الآن على الأقل خاصة وأننا نسمع نغمة إحصائية تتردد أمام اسماعنا بين حين وآخر تقول إن الرياض بعد عشرين عاماً سيصل عدد سكانها الى تسعة ملايين نسمة أي ما يعادل سكان بكين عاصمة الصين ذات الألف وثلاثمائة مليون نسمة -,, ويجب أن نتذكر ان سنوات الطفرة قد مرت ومضت وأن العاصمة تعتمد بصورة رئيسية على المياه المحلاة المكلفة التي تصل على بعد مئات الكيلو مترات وان بعض الاحياء لازالت تلاقي عجزاً في تغطية احتياجها المطلوب من المياه,, ويجب ألا يغيب عن أنظارنا وتفكيرنا أن الكهرباء تعتمد في غالبيتها على المولدات الكهربائية هنا وهناك ولا يرفدها شلالات او سدود نهرية تتولد منها تزيد من طاقتها وكفاءتها,, ولهذا كله يجب ان تكون نظرتنا للمستقبل نظرة موضوعية فاحصة وعميقة,, ومن هنا فإنني كأي مواطن غيور وبعيدا عن التشاؤم أناشد من بيدهم الأمر اخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار إذا كان فيها نزرا من الصواب فهي مجرد رأي ليس إلا,.
والله من وراء القصد.
|
|
|
|
|