أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th July,2000العدد:10151الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,ربيع الثاني 1421

تحقيقات

ثمناً لذبائح الدوريات وتكاليفها:
640 مليون ريال سنوياً يأكلها المدرسون في دورياتهم الأسبوعية
تحقيق : هلال الثبيتي
دأبت مجموعات المعلمين كغيرهم من فئات الموظفين او شللية الاصدقاء على الاجتماع دورياً في إحدى ليالي الاسبوع يتفق عليها بأن تكون قاعدة او عادة اسبوعية يلتقون خلالها وتسمى (الدورية) ولكن أصبحت دوريات المعلمين في الآونة الأخيرة تأخذ جانباً خطيراً وهو الاسراف الى حد التبذير لما يتم فيها من اهدار للمال وخصوصا في المناسبات الخاصة التي تخص احد اعضاء الدورية فتجده يعد وليمة دسمة تضم جميع اصناف المأكولات اضف الى ذلك ان بعض المعلمين تجده مشتركاً في اكثر من دورية وذلك على حساب اسرته ولربما كما وصفه البعض بأنه هروب من الأولاد والزوجة,,
ولإنتشار هذه التجمعات الدورية في مختلف قطاعات الدوائر الحكومية والاهلية قامت (الجزيرة) باجراء دراسة مبدئية على مستوى التعليم في محافظة الطائف ومن ثم تم قياس هذه الدراسة على مستوى التعليم في المملكة واتضح من هذه الدراسة ان تعليم الطائف يستهلك في المتوسط 32 الف ذبيحة في السنة وبتكلفة 16 مليون ريال اما على مستوى التعليم في المملكة وفي المتوسط نجد ان الدراسة تتيح عنها ارقام خيالية سواء في عدد الذبائح او تكلفتها حسب الجدول المرفق ولتوضيح وجهات النظر حول السلبيات والايجابيات كانت لنا هذا اللقاء مع بعض اعضاء هذه الدوريات من المعلمين في الطائف,.
إسراف وتبذير
في البداية تحدث الاستاذ جمال محمد الحارثي فقال:
لا بد ان نوضح ان الدورية دورية المعلمين او اي دورية اخرى بدأت في الآونة الاخيرة تأخذ طابع الالتزام أي اصبحت اسبوعية، وهذا في حد ذاته يؤدي الى ارهاق المعلم مادياً ولكنه يريحه نفسياً مما يجعل بعض المعلمين يشترك في اغلب الاحيان في اكثر من دورية، وهناك بعض المعلمين تجده مشتركاً في هذه الدوريات اكثر من عشرين عاماً وهو ملتزم مع زملائه باقامتها.
وعن الاسراف قال: لا نستطيع ان نحكم على جميع الدوريات التي تقام سواء على مستوى المعلمين او غيرهم بانه يوجد فيها اسراف، ولكن في الغالب يوجد اسراف الى حد التبذير وهذا الذي اتمنى ان يختفي وان يتسم التعامل في هذه الناحية بالاعتدال وعدم التفريط، ويمكن ان يكون هذا الاسراف ناتجاً عن تغيب بعض اعضاء الدورية وعدم التزامهم بالموعد,.

لا تأثير على الأسرة
ومن جانبه اكد المرشد الطلابي الاستاذ حسن عبدالمحسن اليعادي انه مشترك في الدورية منذ اكثر من 15 عاماً واصبح في الآونة الاخيرة مشتركاً في دوريتين الاولى يوم الاحد والاخرى يوم الثلاثاء وعن تأثير هذه الدوريات على علاقته الاسرية قال: أولاً والحمد لله نحن نعيش في مجتمع يسوده الالفة والمحبة والتعاون في ظل قيادة حكومتنا الرشيدة التي تبذل قصارى جهدها لتوفير الراحة للمواطنين، حيث اصبحت مستلزمات الحياة متوفرة في جميع المنازل، فبذلك يستطيع الواحد منا الخروج من المنزل في اي وقت شاء ولا ارى انها تؤثر على العلاقات الاسرية.
وبين العيادي ان الحوارات التي تدور في الدوريات غالباً ما تكون بعيدة عن التعليم وهموم التعليم بل تكون في امور خاصة باعضاء الدورية مثلاً التنظيم لرحلة برية او زيارة احد الاصدقاء في منزله او احد الزملاء او التخطيط لانشاء مشروع جماعي، واشار الى ان الدورية ليس لها اي سلبيات في نظره بل بالعكس تزيل الروتين اليومي وتقرب وجهات النظر في بعض الامور.
سلبيات وايجابيات
المعلم عايض بن دخيل الله الشلوي اكد ان التجمعات الدوريات للمعلمين لها فوائدها وسلبياتها فمن الفوائد الكثيرة على سبيل المثال لا الحصر تغيير الجو المدرسي والمنزل ومشاكله، ممارسة الرياضة التي يفقدها كثير منا ولو ساعة في الاسبوع، التدارس والتذكير في امور الدين، تبادل الزيارات بين الدوريات (المعلمين) بين مدرسة واخرى، حضور بعض الزملاء المتقاعدين.
وعن سلبياتها قال: بعض التجمعات يشوبها بعض العادات غير الحميدة مثل التدخين والغيبة والتعليقات على البعض وهذا مما يسبب المشاكل، وكذلك الاسراف في الوليمة فبعد العشاء يرمى الكثير من الاكل في حاويات النفايات وعدم البحث عن المستحقين واعطائهم اياها، ولا ننسى الاثر المادي، فبعض المعلمين عليه بعض الديون والالتزامات فتؤثر عليه بالاضافة لبعض المعلمين الذين لديهم اكثر من دورية وهذا ما يزيد من المشكلة.
واضاف الشلوي ان المشاكل العائلية تجعل بعض المعلمين يشاركون في الدورية للهروب من المنزل ولو أثر ذلك على دخله او ميزانيته لكن العاقل من يختار الطريق الصحيح والمفيد غير الضار بالميزانية والسلوك.
مناقشة القضايا التعليمية
نياف العتيبي قال: نحن مجموعة من المعلمين يصل عددنا الى 50 معلماً في مدرسة واحدة حيث توزع الخمسون معلماً على عدد من الدوريات في مدارس مختلفة واصبح عدد المشاركين في دوريتنا الآن 12 مدرساً من مدرسة واحدة.
وبين العتيبي ان الامور التي يتم مناقشتها في الدورية غالباً هي القضايا التعليمية والهدف الاساسي هو الاجتماع والتحدث مع بعضنا البعض بحرية ومناقشة امور تكون خاصة باصحاب الدورية كالمشاكل التي تحدث احياناً بين اعضاء الدورية سواء كانت مالية او غيرها ومشاركة اعضاء الدورية مع بعضهم البعض في الافراح والاتراح.
اما المعلم مصعب العتيبي قال: الاسراف في الدوريات هي عادات متعارف عليها ونحن سائرون على هذه العادات واضعين في حسباننا يزيد ولا ينقص والاسراف في اي دورية سواء في محافظة الطائف او غيرها موجود ولكن ليس هناك تنظيم من قبل اعضاء الدورية والجمعيات الخيرية للتصرف في باقي الطعام وتوزيعه على المحتاجين.
حرية المشاركة
المعلم حمدان الطويرقي اكد ان الدوريات ليس لها تأثير على ميزانية المعلم اطلاقاً لان المعلم يدخل هذه الدورية بمحض ارادته دون اجبار من احد فاذاً هو ملزم بما يحدث في الدورية، وللعلم ان معظم الدوريات التي تقام هي بالمشاركة بالقطة لذلك عندما يحس احد المعلمين بانه في ضائقة مالية لا مانع ان يعتذر من البداية, واشار عبدالرحمن علي العكش الى ان الاسراف نهانا عنه ديننا الاسلامي الحنيف اذ قال الله تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين فمن الملاحظ ان الدوريات لها ايجابياتها ولها سلبياتها، ومن ايجابياتها كسر روتين العمل اليومي وتقوية صلة الترابط بين افراد الدورية وغيرها,ومن سلبياتها الاسراف وخصوصا في الولائم التي تكون خارجة عن نظام الدورية مثل مناسبة مولود لاحد الزملاء او مسكن جديد او حل خلافات ولذلك نجد ان معظم الدوريات بها اسراف.
هروب من الأسرة
عطية محمد الحارثي قال: تعتبر الدورية متنفساً لمعظم المعلمين وخصوصا الذين لديهم مشاكل اسرية، فنجده يلجأ الى الدورية في مدرسته او مدرسة اخرى لينسى هذه المشاكل التي قد يعتبرها حلاً وهو في الحقيقة هروب من الزوجة والاولاد, وعن المواضيع التي يتم مناقشتها في الدورية قال: المواضيع التي يتم مناقشتها غالباً تكون بعيدة عن التعليم ودائماً تكون مواضيع عامة، واكد ان الدوريات لابد ان تكون بعيدة عن مناقشة المواضيع التي قد تكون ممتدة للمواضيع الدراسية لان الدورية الهدف من اقامتها زيادة روابط المحبة والالفة بين المعلمين,.
خبير في الدوريات
اما المعلم ضيف الله طلق الحميدي فأكد ان له في عالم الدوريات المدرسية اكثر من عشرين عاماً، وقد اكتسب خبرة في هذا المجال, وعن الهدف من الدوريات المدرسية قال: الدوريات غالباً ما تقام بين معلمي المدرسة الواحدة وذلك بغرض اذابة الروتين وعلاقة العمل بعلاقات دون محسوبية وكشف نفسية كل معلم امام زميله وهذا في حد ذاته له فوائد على علاقات المعلمين داخل العمل المدرسي,واضاف : بحكم خبرتي المتواضعة في مجال الدوريات نجد ان الدوريات لا تقتصر على مجال التعليم فقط بل نجدها في جميع القطاعات وعلى مدار ايام الاسبوع.
خبرات متبادلة
المعلم طلال الحكمي قال: تقام الدورية في معظم المدارس وبشكل اسبوعي يمارس فيها معلمو كل مدرسة النشاط الرياضي متمثلاً غالباً في كرة القدم وكرة الطائرة وفي بعض الاحيان يكون هناك لقاءات مفتوحة بين معلمي المدرسة يتم خلالها مناقشة موضوع ديني او تربوي أو اجتماعي او ثقافي , واضاف ان هناك مدارس تحل ضيفة على مدارس اخرى لاجراء مباراة في كرة الطائرة وهذه اللقاءات لها فوائد اولاً التعارف بين معلمي المدرستين وتبادل الخبرات ومناقشة بعض الامور التي تتعلق ببعض المعلمين في المدرستين سواء مادية او ظروفا اخرى, واكد ان الدوريات المدرسية لها اهمية كبيرة لعدة اسباب منها: زيادة اواصر الالفة والمحبة بين الاخوة الزملاء المعلمين ، والتعارف بين منسوبي المدارس وتبادل الخبرات، واتاحة الفرصة لمدير المدرسة لمناقشة المعلمين واخذ آرائهم في بعض الامور التربوية خارج اليوم الدراسي، وممارسة النشاط الرياضي وان كان محدوداً ، والاستفادة من امكانات وخبرات المعلمين ذوي الخدمة الكبيرة.
كسر الروتين
ومن جانبه تحدث المعلم احمد محمد الكحيلي فقال: يجب علينا اولاً ان نعرف لماذا اقيمت هذه الدورية ولماذا معظم المدارس تحرص على اقامتها اسبوعياً ,,,؟
ان الروتين الذي يصاحب العمل يومياً من حصص واشراف وتوجيه التلاميذ وغيرها من الامور الاخرى لابد للمعلم ان يجد مخرجاً خلال هذا الاسبوع لكل هذه التراكمات التي يحصدها خلال اسبوع فأتت فكرة الدورية التي تقام عادة خارج وقت الدوام الرسمي للترفيه عن النفس.
وبين الكحيلي ان من اهم فوائد الدورية زيادة الالفة بين المعلمين والبعد عن ضغط العمل ومناقشة بعض الامور الخاصة بالتعليم, وعن تأثير هذه الدوريات على العلاقات الاسرية قال: تجد ان بعض المعلمين مشترك في اكثر من دورية وربما يكون هذا المعلم يجدها مخرجاً من هموم الاسرة التي اصبحت في بعض الاحيان تشكل ضغطاً نفسياً بالاضافة للعمل فيجدها المعلم فرصة للهروب من هذه المشاكل او من اي ضغوط نفسية.
ازالة الرسميات
اما الاستاذ صديق محمد علي مصيري وكيل مدرسة فقد اكد ان الاجتماعات الاسبوعية للمعلمين من الامور التي اصبحت شبه عادية لمعظم المعلمين لان هذه الليلة تعتبر بحد ذاتها ليلة تزال فيها الرسميات فكل واحد يدلي بدلوه وتدور الاحاديث ويكثر الكلام من قيل وقال وهناك تناقش بعض الامور منها: الامور التعليمية وهذا يعود على الجميع بالنفع والخير، القاء بعض المحاضرات الدينية كتفسير بعض الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة للموعظة والذكر وهذه منفعة دنيوية وأخروية، ممارسة بعض انواع الرياضة، مناقشة بعض الامور الرياضية المتعلقة بالاندية والمنتخبات,
واضاف ان هذه الاجتماعات بين المعلمين تزيد الصلة وتقوي الروابط الاجتماعية وتقضي على اوقات الفراغ، ولابد ان تكون هذه الدوريات بعيدة كل البعد عن الاسراف والسهر الطويل لان ذلك قد يؤثر سلباً على تلك الاجتماعات.
الهروب من المسؤوليات الأسرية
اما الاستاذ عوض محمد الشربي فله رأي آخر في الدورية حيث قال: في الآونة الاخيرة اخذت الدوريات المدرسية المعلمين اتجاهاً آخر وهو ان بعض المعلمين تجده مشتركاً في اكثر من دورية وعلى مدى ايام الاسبوع وذلك ليجدها فرصة للخروج من المنزل تاركاً وراءه كل هموم الاسرة الاطفال والزوجة، وانا في اعتقادي ان هذا الهروب بعينه من مواجهة الخلافات الاسرية، وهناك امر آخر هو ان بعض المعلمين يحصل منه بعض الامور التي تسيئ الى احد زملائه فيحولون هذه الدورية الى محاكم ويمارسون فيها بعض الضغوط على هذا المعلم حتى يقيم لهم وليمة دسمة خارج المدرسة ارضاء لهذا الزميل,وتساءل الشربي عن هذا المعلم الذي يشترك في دوريات على مدى الاسبوع كيف يوفق في تسيير اموره الاسرية واحتياجات المنزل ,,؟
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved