| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
لكل له أسلوبه في حياته وتصرفاته لكن يجب أن تضبط هذه الحياة وهذه التصرفات بإطار من الدين والإحساس بالمسؤولية فالأمانة عظيمة والواجبات والأعمال الملقاة على عاتق أي مسؤول تحتاج إلى إخلاص ومتابعة، وأداء الأمانة مطلب شرعي قبل أن يكون عرفاً، لكن البعض من المسؤولين يتصرف بالواجبات المكلف بها وفق ما تمليه عليه رغبته دون النظر إلى الإضرار بالمصلحة العامة المترتبة على عدم القيام بها وذلك إما بدافع المصلحة الشخصية أو أي أمر آخر فيدع من الأنظمة ما يتعارض مع مصالحه ويجتهد بما يتوافق معها، وهذا أمر له أبعاده وخطورته على المدى القريب والبعيد, نعلم جميعاً أن كل عمل له آليته ونظامه والأنظمة واللوائح صريحة ومعروفة في كل قطاع ومصلحة، والدولة - أعزها الله - تبذل بسخاء وتشرع من الأنظمة والقوانين ما يتوافق مع المصلحة العامة، وكل هذه الأنظمة والتشريعات قد محصت ودرست قبل أن يبدأ العمل بها, إلا أن هناك بعض الأنظمة قد عفا عليها الزمان وأصبحت كما يقول البعض متشققة وتحتاج إلى خياط أو صياغة من جديد, نحن في عصر حديث تطور في نظمه ومعلوماته مما يستوجب فلترة الأنظمة القديمة والخروج بنظام جديد وآخر موديل يتوافق مع هذاالعصر الحديث بعلومه ومعارفه حتى نواكب النهضة العالمية بجميع اتجاهاتها وصنوفها، وحينما نسعى إلى تحديث النظام فإنه من باب أولى السعي إلى تحديث المنفذين لهذه الأنظمة حتى يكون النظام بأيد أمينة وواعية تقدر حجم المسؤولية وتراعي ما يسعى إليه الجميع من الافادة من هذا التحديث فكثيراً ما نعاني من ذاك المسؤول الذي جثم على صدر الادارة الفلانية عقوداً من الزمن وقد ابيض شعر رأسه وذقنه، وقد أدار كرسيه الطويل ووضع سماعتي الهاتف بكلتا اذنيه غير آبه بما حوله من مراجعين وموظفين ولسان حاله يقول التقاعد ما بقي عليه شيء ولنذهب لنفتش عن أمثال هؤلاء القابعين في دهاليز الظلال في بعض الادارات والمصالح فتجدهم يتشبثون بكل شيء وأصبحوا يبحثون عمن يساعدهم في البقاء لفترة ما بعد التقاعد وهم في الحقيقة قد ثبت للجميع فشلهم وتهاونهم في أعمالهم الموكلة إليهم، وقد تلحظ من يحرص على بقائهم لمصالح متبادلة والمصلحة العامة هي آخر من يتكلم في هذا الموضوع.
من هنا يجب أن يُنظر إلى هذا الواقع المؤلم نظرة تقدير ومعالجة فليس من المعقول أن يظل ذلك المدير بسلبيته وتهاونه في تنفيذ الأنظمة والتعليمات يضر بالمرفق وبالآخرين والأولى على الجهات المعنية به أن تتم متابعته وإعداد التقارير الدورية والدراسة اللازمة لمسيرته العملية وتقدير النتائج المترتبة على تهاونه وعدم قدرته على القيام بعمله ومن ثم اسناد العمل إلى من يرى كفاءته ومقدرته فبلادنا - ولله الحمد - مليئة بالمؤهلين واصحاب القدرات الذين لديهم التفهم والمعرفة والقدرة على الأخذ بالأسباب بما فيه المصلحة العامة كما يجب علينا كمواطنين أن نسعى ونتعاون دائماً مع المسؤول في كافة الأنظمة والتعليمات المنظمة لكافة الأمور فهذا هو الأسلوب الأمثل للتقويم في ظل هذه المعطيات التي نتمتع بها من قادتنا وولاة أمرنا - حفظهم الله -.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالعزيز بن صالح العبدالرحيم القصيم / بريدة
|
|
|
|
|