| الاولــى
*
* الرياض صالح الفالح
اكد السفير الفرنسي لدى المملكة برنار بوليتي على ان الشراكة الاستراتيجية الشاملة تؤطر وتقود العلاقات الفرنسية السعودية منذ اللقاء الذي تم في مدينة جدة في يوليو 1996م بين فخامة رئيس الجمهورية، السيد جاك شيراك، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود, تصبو تلك الشراكة للوصول الى ايقاع متناغم لمجمل اوجه التعاون المختلفة وادراجها في الامد البعيد, تتغذى تلك الشراكة بتطابق واسع جدا لوجهات النظر والتحاليل حول الملفات الاقليمية والدولية الهامة والحساسة, لذا فإن هذه الشراكة تبلور الالتزامات التي اتخذتها فرنسا ازاء امن واستقرار منطقة الخليج بجانب اصدقائها وحلفائها وعلى رأسهم يشرفنا ان نعد المملكة العربية السعودية, ان الزيارات المتبادلة منذ العام الماضي التي قام بها الى فرنسا صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والزيارات التي قام بها الى المملكة كل من وزير الخارجية، السيد هوبير فدرين، ووزير الدفاع، السيد الان ريشار، اتت لتعزز حوارنا السياسي والاستراتيجي وتفتح آفاقا واعدة لتعاوننا في مجال الدفاع.
واضاف السفير الفرنسي بأن شراكتنا لا تنحصر في مجال الامن الفائق الاهمية اذ ان التعاون الاقتصادي والتجاري يشكل بدوره بعدا اساسيا ويحظى بالاولوية في حين تقوم المملكة اليوم باجراء تغيرات عميقة في مجال الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والتربوية من اجل التصدي لتحديات الحداثة والعولمة.
تثمن فرنسا وتشيد باجراءات اعادة هيكلة الاقتصاد التي اتخذت ودخلت حيز التنفيذ ولاسيما ولكن ليس فقط تلك التي تتعلق بنظام الاستثمارات الاجنبية، ونظام التملك العقاري للاجانب او نظام الكفيل.
ان ثقة فرنسا كاملة بصحة واستقرار الاقتصاد السعودي وانها لا تشك مطلقا بنجاح سياسة اعادة هيكلة الاقتصاد وهي مقتنعة بأن الاجراءات التي اقرت ستساهم في تعزيز ازدهار المملكة, ففي هذا الاطار الجديد، ان فرنسا التي تملك اليوم اقتصادا يمر في مرحلة نمو سليم وقوي، ابدت استعدادها الكامل لتطوير وتكثيف علاقاتها التجارية مع المملكة سواء أكان ذلك في المجال التجاري او المالي او في مجال الشراكة الصناعية, فبهذا الصدد ابدت الشركات الفرنسية استعدادها بتقوية تواجدها وبتلبية تطلعات الحكومة السعودية والقطاع الخاص ولاسيما في مجال الاستثمارات وانشاء شركات مشتركة والخصخصة وسعودة الوظائف والتدريب المهني, وافضل دليل على هذا يكمن في الاهمية التي ابدتها الشركات الفرنسية الكبرى والاجدر التي تتمتع بتقنيات عالية لآفاق التعاون التي تفتحها امامها مشاريع النفط والغاز والطاقة وانتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر والاتصالات والنقل الجوي والبري والبحري, ان مشاركة اكثر من مائة شركة فرنسية في معرض فرنسا 2000 الذي اقيم في جدة في شهر مايو الماضي لهو برهان اضافي ومميز على الاهمية التي ابدتها تلك الشركات للسوق السعودي.
من ناحية اخرى، فقد يتسم يوم 14 يوليو هذه السنة بأهمية خاصة اذ تتولى فرنسا، من 1 يوليو حتى 31 ديسمبر 2000م، وللمرة الحادية عشرة منذ المسيرة الاوروبية، رئاسة الاتحاد الاوروبي, ان فرنسا، الناشطة ضمن المحافل الاوروبية، تنوي بدء رئاستها بطموح وواقعية من اجل انجاز تقدم على طريق البناء الاوروبي بشكل خاص, فحددت فرنسا اربع اولويات اوروبا اكثر فعالية من اجل ضمان نجاح الاصلاحات الاوروبية ومن اجل التقدم على طريق التوسعة، التوفيق بين التحديث الاقتصادي وتدعيم النموذج الاجتماعي الاوروبي من اجل تطوير اقتصاد متجدد وقابل للمنافسة، جعل اوروبا اكثر فائدة لمواطنيها من اجل اعمار اوروبا العدالة، والحريات والامن، واخيرا اوروبا اكثر قوة على الساحة الدولية.
وفي هذا الصدد، فإن التعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والملفات الاقليمية تندرج في رأس لائحة برنامج الرئاسة الفرنسية, ان الزيارة التي قام بها مؤخرا الى جدة والتي تزامنت مع تسلم فرنسا رئاسة الاتحاد، المبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي لعملية السلام في الشرق الاوسط، السفير موراتينوس، اتت لتؤكد الاهمية التي يوليها الاتحاد الاوروبي للحوار مع المملكة ومع باقي دول الخليج.
وقد جاءت كلمة السفير الفرنسي بمناسبة احتفال فرنسا بعيدها الوطني يوم 14 يوليو حيث وجه في بدايتها باسم رئيس الجمهورية وباسم الحكومة الفرنسية، وباسم الجالية الفرنسية المقيمة في المملكة وباسمه الشخصي، احر واصدق التحيات لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، والى صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والى صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والى كامل افراد الاسرة المالكة، والى الحكومة والى الشعب السعودي الصديق.
وقال: يمثل 14 يوليو لي مناسبة لكي اشدد على تمسك فرنسا بالعلاقات الفرنسية السعودية، التي تتسم بالصداقة والشراكة.
وفي ختام كلمته وجه ثلاث رسائل اليوم الى الأصدقاء السعوديين من قبل الفرنسيين والاوروبيين: رسالة صداقة ورسالة ثقة ورسالة تضامن.
|
|
|
|
|