|
| الثقافية
منذ أن خلق الله الإنسان, خلقه سبحانه وتعالى على فطرة واحدة, فطرة سليمة يعيش عليها ما عاش في هذه الحياة, فكان الإنسان بطبعه وطبيعته سهلا في تعامله ومعاملته سهلا في حبه ومعاشرته سهلا حتى في ذوقه ومسكنه وأكله ومشربه, كان سهلا في كل شيء يوم ان كانت الحياة صعبة في كل شيء, قاسية في معاملتها وظروفها!! وكان في زمن مضى الحب بين الناس بئرا لا ينقطع حب متواضع وحياة متواضعة بل ونفوس أيضا متواضعة, لا يعرفون الكره يوما ولا حتى النفاق، لا يعرفون الحقد والغل والشقاق!! لأجل ذلك كان لا يوجد خطأ بينهم (وان وجد) كانت نفوسهم أكبر من ذلك كانت مملوءة بالعفو والتسامح مملوءة بالحب والتفاهم؟! عندما يحدثنا الآباء والأجداد عن زمانهم تراهم وأعينهم تفيض من الدمع وآهات تكاد تخنقهم تحسرا وتأسفا على وقت مضى!! كانت التضحية عنوانهم والشجاعة مكانهم وديارهم والحب يسقونه اولادهم,, كانت ظروفهم بسيطة وأحوالهم صعبة, حياتهم قاسية ولكن,, بالفطرة السليمة, والأمل المتجدد كانت هذه حياتهم؟! (اما اليوم) (وعندما يكون الانسان صعبا كالحياة) فلا تجد حتى الرحمة والشفقة تفاجىء عندما تجد نفسك في زمن لا يرحم، لا يرحمك فيه سوى منصبك ومالك, أهكذا,, علمتنا ظروفنا, أهكذا علمنا قبل كل شيء ديننا الحنيف وفطرتنا السليمة الصادقة, ام ان النفوس تغيرت والمفاهيم حُولت؟ الى متى يكون الإنسان صعبا في تعامله؟ صعبا في تفاهمه؟ صعبا في كل شيء؟؟.
حتى القلم والفكر لا يستطيع ان يصف حياتنا اليوم, صحيح ان الحياة صعبة .
ولكن كانت اصعب في الزمن الماضي, صحيح ان الحياة صعبة ولكن بالحب والتفاهم نحقق كل شيء, صحيح ان الحياة صعبة ولكن عندما يكون الإنسان صعبا,,
ماذا نفعل؟؟!!
صلاح بن محمد القرني الطائف
** في هذه المقالة يقع الصديق صلاح القرني في أسر (الماضي) حيث يكون ما مضى هو الأكمل والأجمل والأنقى، اما الحاضر فهو الأسوأ والأصعب وهذا رأي بالطبع غير صحيح، فمنذ القدم والحب والكره صفتان متلازمتان بين كثير من البشر سواء في الأمس أو اليوم وحتى غداً.
وليس صحيحا ان (الحب) قد تغير,, بل ان مفاهيم الناس هي التي تغيرت,.
وهذا شيء طبيعي,, جيل مشاكله وهمومه وتطلعاته وأحلامه التي تختلف عن الجيل الذي قبله وعن الجيل الذي سيأتي بعده وهكذا.
الحياة ليست صعبة,, الإنسان هو الأصعب!
|
|
|
|
|
