أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th July,2000العدد:10151الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

كلمات معدودة
سباق التسلُّح الإعلامي
د,محمد بن سليمان الأحمد
تحت هذا العنوان الذي لايمكن ان يؤتى بأدق منه وصفاً للعصر الحالي كتب عبدالعزيز الجار الله في زاويته مدائن وعلى صفحات عدد يوم الاثنين 24/3 من جريدة الرياض مقالة خصصها للدراسات الاعلامية وأهميتها وطالب بأن تقدم جامعاتنا على الاهتمام بالبحوث والدراسات في مجال الاعلام وأن تعطي هذا الحقل مايليق به من الاهتمام,, ومن ذلك فصل الاشتباك بين الدراسات الاعلامية وكليات الآداب والدراسات الانسانية,, وتحويل اقسام الاعلام الى كليات متخصصة ومستقلة تؤهل عن طريق التعليم النظري والتدريب التطبيقي في الاعلام.
وقد اوضح الجار الله في مقالته ان الدول المتقدمة في العالم تتحدث عن كليات مستقلة للاعلام بل وجامعات ومدن للعمل الاعلامي وقد اوضح ان هذا الجيل سوف يفقد كل ادواته التعبيرية اذا لم يطور اعلامه بالصورة التي تجعله طرفاً قوياً وسط سباق التسلح الاعلامي.
ولعلِّي اضيف الى ما قاله الجار الله بأنه في الوقت الذي تسعى فيه الكثير من الدول المتقدمة الى الاهتمام بالدراسات الاعلامية ومنها دراسات نظريات الاتصال ودراسات الرأي العام,, والحملات الاعلانية والاعلامية والاعلام والحرب النفسية ومناهج البحث الاعلامي والاعلام السياسي وعلاقة الاقتصاد بالاعلام ودراسات الاتصال الخطابي والتنظيمي والاعلام الدولي وعلاقة الاعلام بالتنمية والاعلام المتخصص,, في هذا الوقت الذي استحدثت في بعض الدول وحتى من الدول المجاورة مناطق اعلامية حرة تحتوي على مراكز اعلامية للاعلام المسموع والمرئي والمقروء وأخيراً للاعلام الالكتروني,, في هذا الوقت الذي تتسابق فيه الدول العارفة بأن مستقبل العالم يقوم على الاعلام العلمي والمعلومات نجد من يتحدث بل ويطالب بقفل اقسام الاعلام ويدعي ان الاعلام موهبة مستشهداً بأسماء محدودة ومعدودة عرفها هو من خلال ماتكتبه من مقالات ادبية او تاريخية,, او من خلال معرفته بعدد من مقدمي البرامج الاذاعية او التلفازية غير المتخصصة في الاعلام.
الاعلام عند هذا البعض هو كتابة مقالة صحفية اوتقديم برنامج اذاعي او تلفزيوني,, هؤلاء يختزلون العملية الاعلامية في برنامج او مقالة صحفية,.
هؤلاء لايعرفون ان الاعلام عملية معقدة لها اهداف ووظائف وان الدراسات الاعلامية كانت من اوائل التخصصات التي استحدثتها اسرائيل في الجامعة العبرية قبل حوالي اربعين عاماً,.
هؤلاء الذين يختزلون الاعلام في القدرات النحوية والصرفية لايعرفون ان للاعلام لغته الخاصة والتي يستطيع من خلالها الوصول إلى قلوب المتلقين قبل آذانهم او مسامعهم وعيونهم,.
هؤلاء الذين يختزلون الاعلام والقدرات الاعلامية في الموهبة لايعرفون ان الموهبة وحدها لاتكفي اذ لا بد من صقلها بالعلم والمعرفة المتخصصة ثم التدريب.
وأخيراً اذا اردنا ان نقارن بين الاعلام العلمي المبني على بحوث ودراسات اعلامية وتأهيل وتدريب اعلامي وبين الاعلام القائم على الارتجال والخطابة والانشائية فلنقارن بين تأثير الاعلام الامريكي او الاسرائيلي او البريطاني وتأثير الاعلام في الدول العربية التي لاتزال ترى ان الاتصال والاعلام برسائله ووسائله يمكن اختزاله في القدرة على الكتابة الانشائية او على التقديم الخطابي الخالي من المعلومات وغير المبني على دراسات وبحوث للمتلقين وللإعلام برسائله ووسائله.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved