|
| العالم اليوم
الابتسامات، والمجاملات التي كانت طاغية على تصرفات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود باراك وحرصهما على إبداء تقدير كل منهما للآخر، هل تخفي خلفها تصلبا في المواقف يستدعي كل إجراءات العزل والتكتم والبعد عن الإعلام التي فرضها الأمريكيون في كامب ديفيد.
المهم بدأت القمة وسط أجواء مريحة للوفود الثلاثة ومنذ اليوم الأول للقمة تكثفت الاتصالات حيث عقد الرئيس كلينتون محادثات متعددة مع عرفات وباراك، ويرى المتابعون أن تكثيف الاجتماعات منذ اليوم الأول للقمة يظهر ما ينتظر الزعماء الثلاثة من قضايا أعجزت المفاوضين لسنين طويلة.
الأمريكيون يشيعون,, أنه يمكن التوصل خلال أسبوع إلى أساس للتسوية، ولذلك فقد أعلن بأن الرئيس كلينتون سيشارك في قمة الدول الصناعية الثماني التي يمهد لها وزراء الخارجية في اليابان والتي ستعقد بعد أسبوع.
كما أن موعد الثالث عشر من أيلول سبتمبر الموعد الذي حدد لاتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين يشكل هو الآخر ضغطاً زمنياً يفرض على المفاوضين التوصل إلى شيء ما يؤسس لتسوية مقبولة من قبل الفلسطينيين والإسرائيليين رغم كل اللاءات والخطوط الحمراء التي ترددت طوال الأيام الماضية.
وتأتي قضايا وضع القدس وطبيعة وحدود الدولة الفلسطينية ومستقبل المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة ومصير اللاجئين الفلسطينيين في مقدمة المواضيع الشائكة التي تتطلب حلولاً أو أسساً نهائية للوصول إلى اتفاق.
الناطق باسم البيت الأبيض نبه إلى ذلك وقال: إن المشاركين في كامب ديفيد يتفهمون تفهماً كاملاً الصعوبات التي ستواجههم في الأيام القادمة وكذلك الفرصة السانحة أمامهم.
وأضاف إنهم أوضحوا جميعا أهمية بدء العمل والعمل سريعا لإنهاء مسائل صعبة جدا أمامهم.
ويسعى باراك وعرفات جاهدين من أجل الوفاء بموعد الثالث عشر من سبتمبر الذي جعلوه موعدا نهائيا للوصول إلى اتفاق سلام نهائي.
وكان الوفد الفلسطيني متشائما وقالت متحدثة فلسطينية: انها لا تتوقع تحقيق أي انفراجات كبيرة.
وفي واشنطن قالت حنان عشراوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني: إن الوفد واقعي للغاية في توقعاته لنتيجة المحادثات الثلاثية.
وتابعت بقولها في مؤتمر صحفي لا أتوقع انفراجات خارقة أو جوهرية, فأنا أعلم مدى صعوبة وتعقيد هذه القضايا , وأضافت أنه لا توجد اتفاقات سرية قبل بدء القمة.
ولكن رغم نفي عشراوي لاتفاقات سرية، إلا أن كثيراً من المتابعين يؤكدون وجود تفاهم على الكثير من القضايا، وأن هناك صيغاً أمريكية توفيقية على طريقة حلول الوسط، وأن الفلسطينيين والإسرائيليين سيبحثون تلك الحلول الوسطية التي ستقرب بين اللاءات الإسرائيلية والخطوط الحمراء الفلسطينية.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|
