| محليــات
قررت مصادر أمريكية في اليومين اللذين سبقا موعد انعقاد قمة كامب ديفيد الثانية أول أمس بين عرفات وباراك وبمشاركة كلينتون، قررت أن تستمر القمة أسبوعا قبل أن يتم التوصل للاتفاق النهائي المنشود بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن من غير الواضح حتى الآن وفي ضوء قضايا الحل النهائي الأشد تعقيداً وحساسية من قضايا الحل النهائي التي أسفرت عن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عقب قمة كامب ديفيد الأول بين الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الراحل مناحيم بيجن,, نقول ليس من الواضح ما إذا كانت مدة أسبوع واحد كافية للوصول إلى الاتفاق النهائي في هذه القمة.
وهناك تطورات خارج نطاق كامب ديفيد لابد ان تكون لها انعكاسات مؤثرة على مسار المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
نفى محيط كامب ديفيد تظاهر يهود أمريكيين دعما للاءات باراك الخمس وهي تظاهرة تريد من باراك أن يتشدد في مفاوضاته مع عرفات وذلك عكس ما دعا له مستضيف القمة الرئيس كلينتون الذي قال إنه بدون تنازلات من الجانبين لن يتم التوصل إلى اتفاق ينهي القمة بالنجاح .
ويزداد الضغط على باراك داخل اسرائيل نفسها، فعدا استقالات الوزراء من حكومته وانفراط عقد الائتلاف مع الأحزاب المتشددة وفقدانه الأغلبية في داخل الكنيست وذهابه إلى كامب ديفيد بدون تأييد سياسي قوي خصوصاً بعد امتناع وزير خارجيته ديفيد ليفي عن السفر معه إلى كامب ديفيد عدا هذه الضغوط السياسية، ظهرت أمس ضغوط أمنية خطيرة تهدد حياة باراك نفسه حسبما قالت مصادر أمنية كبيرة في إسرائيل أكدت أن حياة باراك تواجه خطراً أكبر من أي وقت مضى، خصوصا في ظل التطورات السياسية المتسارعة باتجاه الوصول إلى حل نهائي مع الفلسطينيين قد يعيد الأراضي المحتلة إلى الفلسطينيين ويزيل المستوطنات أو يضعها تحت إدارة ومسؤولية السلطة الفلسطينية فضلاً عن قضية القدس البالغة التعقيد !!
وقالت هذه المصادر إن قضية قيام الدولة الفلسطينية هي أقل قضايا مفاوضات الحل النهائي خطورة وتعقيداً وأن قضية القدس هي الأشد خطورة وتعقيداً .
وفي ضوء هذا الخطر الذي قيل إنه يهدد حياة باراك للضغط عليه أيضا حتى لا يقدم أي تنازل لصالح الفلسطينيين قرر جهاز الأمن الإسرائيلي الشين بيت أن يعقد اجتماعاً أمنياً خاصاً قبيل عودة باراك من كامب ديفيد لتقييم الوضع الأمني واتخاذ القرارات بشأن الخطوات التي ستتخذ .
وعلى الصعيد الفلسطيني فإن الرئيس عرفات يبدو بدون هامش مناورة خارج إطار سقف الموقف الذي حددته قرارات المجلس المركزي المدني ما يمكن أن يبديه عرفات من مرونة في التفاوض, وتعبير مرونة هناك لا يعني بأي شكل تقديم تنازلات من جانبه، أو قبول مقترحات بها من أي من الجانبين الأمريكي أو الإسرائيلي، وذلك لسبب بسيط جداً أن جميع قضايا الحل النهائي لا تقبل التنازل لأنها تمثل جوهر وصميم حقوق الشعب الفلسطيني التي ناضل من أجلها وقدم في سبيلها آلاف الشهداء طيلة ما يزيد على نصف قرن من الصراع العربي الإسرائيلي في سبيل تلك الحقوق, ومن غير المعروف حتى الآن أيضا خطة الرئيس كلينتون لتجنب فشل كامب ديفيد الثانية إزاء هذين الموقفين الحادين الفلسطيني والإسرائيلي!.
العالم كله يراقب وينتظر النهاية الغامضة لقمة كامب ديفيد الثانية.
|
|
|
|
|