| متابعة
* واشنطن الوكالات
بدأ الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الاول محادثات تاريخية، تهدف الى انهاء 52 عاما من الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتعقد القمة في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بوسط ميريلاند حيث يلف الضباب قمم جبالها، ورحب كلينتون بكل من باراك وعرفات في هذا المنتجع الرئاسي المنعزل حيث يجري الثلاثة محادثات يتوقف عليها الكثير ترمي الى التوصل الى اتفاق شامل قد يمهد السبيل لقيام دولة فلسطينية وحل القضايا الشائكة وعلى رأسها مستقبل اللاجئين الفلسطينيين ووضع مدينة القدس.
وكان كلينتون قد صرح قبيل استقلال طائرة هليكوبتر من حديقة البيت الابيض الجنوبية للصحفيين بقوله: الزعيمان يواجهان قضايا عميقة وشائكة ولن يتحقق النجاح دون حل وسط مبدئي .
واضاف: كلا الزعيمين يستشعر عبء التاريخ ولكنهما يدركان في اعتقادي بأن هذه لحظة تاريخية يتعين عليهما اقتناصها .
ويتطلع كلينتون الى تكرار الانجاز الذي حققه الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر في منتجع كامب ديفيد ذاته قبل 22 عاما، وكان كارتر قد دعا الرئيس المصري الراحل انور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين الى محادثات مغلقة استمرت 13 يوما هناك توجت بتوقيع اول اتفاق للسلام بين الدولة اليهودية ودولة عربية.
ولكن رغم التدخل المباشر للرئيس الامريكي لبلورة ما وصفه مسؤولون امريكيون بقوة دفع جديدة في المحادثات، فإن فرص تحقيق نجاح كبير خلال القمة بدت محدودة منذ البداية، ويرجع هذا الى ضعف باراك السياسي داخليا وتصريحات عرفات المتشددة التي اثارت مخاوف من تجدد اعمال العنف ما لم تتحقق الاهداف الفلسطينية.
وقد وضع باراك وعرفات ما اسمياه خطوطا حمراء لن يقدما تنازلات وراءها، غير ان التوصل الى اتفاق نهائي يتطلب تنازلات صعبة من الجانبين، وعليهما بعد ذلك اقناع الرأي العام في إسرائيل والاراضي الفلسطينية بقبول مثل هذا الاتفاق.
ويريد عرفات من باراك ان يسلم بالكامل اراضي الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، وان يضمن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة او التعويض، كما يريد ان تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية.
وذكرت تقارير صحفية إسرائيلية ان باراك سيقترح الانسحاب من نحو 92 في المائة من مساحة الضفة الغربية مع احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على المستوطنات الرئيسية المحيطة بالقدس، كما تردد انه سيتم طرح حلول خلاقة لمسألة القدس لكنها ستتطلب تنازلات كبيرة من الجانبين.
والاكثر اهمية بالنسبة لباراك ان إسرائيل تريد ضمانات امنية وتعهدا رسميا من الفلسطينيين بأنهم لن يطالبوا بالمزيد من إسرائيل.
وقال كلينتون ان التوصل الى اتفاق سيتطلب صبرا ورؤية خلاقة وشجاعة,, ولكن رئيس الوزراء باراك والرئيس عرفات يتحليان بتلك الخصال وإلا ما كانا قد توصلا الى ما وصلا اليه حتى الآن .
واضاف كلينتون قائلا انه سيكرس معظم وقته للمحادثات حتى مغادرته البلاد متوجها الى اليابان لحضور القمة السنوية لمجموعة الثماني التي ستعقد اواخر الاسبوع القادم، وستكرس وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت كل وقتها لمحادثات كامب ديفيد طوال فترة انعقادها.
وسيحاول الرجال الثلاثة في المنتجع المقام على مساحة 143 فدانا في جبال كاتوكتين التوصل لاتفاق بخصوص القضايا التي اثارت الصراع لعقود والمتمثلة في القدس والحدود واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود في الاراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
وكامب ديفيد اسم وجد مكانا له في التاريخ اذ ان مصر وإسرائيل اتفقتا على احلال السلام هناك في سبتمبر ايلول عام 1978.
ومع بدء العد التنازلي للفترة المتبقية للرئيس الامريكي في منصبه الذي يتركه في يناير/كانون الثاني فإن كلينتون سيود كثيرا لو انهى فترة رئاسته باتفاق ينهي الصراع في الشرق الاوسط.
وهذا قد يعني الاعتراف الرسمي بحق التعايش جنبا لجنب بين الإسرائيليين والعرب والموافقة على قيام دولة فلسطينية مع احتمال تقديم مساندة عسكرية امريكية حجمها مليارات الدولارات لدعم مستقبل إسرائيل.
وقال كلينتون مازحا عشية بدء القمة انه استذكر دروسه جيدا لدرجة ان بإمكانه رسم خريطة للضفة الغربية وهو نائم.
واضاف سنحاول الاتفاق على حل للقضايا الكبيرة الشائكة التي اتفقت الاطراف في حديقة البيت الابيض في سبتمبر/ايلول عام 1993 على حلها قبل الآن بفترة كبيرة، وليس ذلك سهلا .
واختتم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اسحاق رابين وعرفات اتفاقات اوسلو للسلام بمصافحة منذ سبعة اعوام ليمهد ذلك الطريق أمام انسحاب القوات الإسرائيلية من اجزاء من قطاع غزة والضفة الغربية.
وقال كلينتون ان اصدقاءه اخبروه من قبل انه يبدو مرهقا وانه رد قائلا قلت انا مرهق لأني كنت ساهرا استذكر .
واستطرد اختبرني في قطعة ارض في اي مكان في القدس او داخل إسرائيل وسأعرف الاجابة، اطلب مني رسم خريطة للضفة الغربية اثناء نومي سيكون بإمكاني ذلك .
وقال مسؤولون فلسطينيون ان اليوم الاول سيتضمن محادثات ثنائية بين كلينتون وباراك وبين كلينتون وعرفات وبين باراك وعرفات ثم سيجتمع الزعماء الثلاثة معا.
ويقول مسؤولون يواجهون مهلة حتى 13 سبتمبر/ايلول للتوصل لاتفاق سلام نهائي انهم يعترفون بأن القمة قد لا تسفر عن تسوية لكل القضايا.
واخبر يولي تاميز وزير الهجرة والاستيعاب الإسرائيلي والمتحدث باسم الوفد الصحفيين قد نصل الى حالة نقرر فيها مواصلة المفاوضات بخصوص بعض القضايا في المستقبل,, هذا ليس مستحيلا .
واضاف بالطبع نود ان نتوصل لاتفاق موسع الآن ولكن لن يكون منطقيا ان نلغي الامر بأكمله اذا كنا نعتقد انه لابد من بحث بعض القضايا باستفاضة اكبر والنقاش في المستقبل .
وقال مشاركون فلسطينيون في القمة رفضوا نشر اسمائهم انهم لا يشعرون بتفاؤل بشأن القمة وان باراك صار ضعيفا من الناحية السياسية ولذلك ستضغط الولايات المتحدة وإسرائيل اكثر على عرفات لكي يعود باراك بطلا.
واتفق ادوارد ابينجتون القنصل الامريكي العام السابق في القدس معهم في الرأي بأن نجاة باراك من اقتراع بسحب الثقة عشية القمة يعني زيادة الضغط على عرفات.
ولكن تامير قال ان رئيس الوزراء باراك سيأتي الى هنا وهو مصمم على محاولة معرفة ما اذا كان من الممكن التوصل لاتفاق .
|
|
|
|
|