| القرية الالكترونية
* تقرير خالد ابالحسن
يعكف حاليا فريق ضخم من العلماء والتقنيين والفنيين على تطوير إنترنت جديدة يتوقع ان تعطي الباحثين والعلماء وطلبة العلم مجالات أرحب وفرصا أكبر للإفادة من التقنية والاعتماد على الإنترنت في الوصول إلى المعلومة والعمل الجماعي والاتصال الحي مما سيجعل الإنترنت التي نستمتع بها هذه الأيام شيئا من الماضي وتقنية عفى عليها الزمن.
وستجمع الإنترنت الجديدة بين مواصفات لا توفرها إنترنت اليوم وهي السرعة والسعة والأمان والفاعلية وهذه العناصر يفتقد اكثرها إن لم تكن كلها في الإنترنت التي نعرفها اليوم.
ومن المنتظر أن يؤثر ظهور الإنترنت الجديدة على جودة التعليم وطرائقه وتقنياته كما ينتظر ان تدفع بعجلة التعليم والبحث العلمي إلى الأمام لماستوفره من خدمات علمية يحلم كل باحث بتوفر ولو جزء يسير منها بين يديه.
تجمع عالمي
ويقوم مشروع الإنترنت الثانية على جهود تجمع يتألف من 170 جامعة تعمل جنبا إلى جنب مع جهات صناعية وحكومية لتطوير وتدشين العمل على تطبيقات وتقنيات شبكية على مستوى عال ومتميز يفوق إلى حد بعيد ما يعرفه العالم عن الإنترنت المعروفة اليوم.
ويهدف هذا المشروع إلى التعجيل بشبكة المستقبل التي باتت حاجة ماسة في مختلف القطاعات ولم تعد الإنترنت الحالية مكانا مأموناولا عملا بالنسبة للكثير من مراكز البحث العلمي والجامعات والقطاعات الحكومية التي باتت مطالبها تفوق بكثير ما يمكن لشبكة اليوم توفيره.
أهداف المشروع
ويمثل هذا المشروع إعادة تفعيل للتعاون الذي نشأت في ظله إنترنت اليوم بين الجهات الأكاديمية التي يعزى إليها ظهور الإنترنت بالمقام الأول والجهات الصناعية التي ستتولى البنية التحيتة للمشروع والجهات الحكومية التي ستتولى الإفادة من المشروع وتمويله وتنظيمه وحمايته .
والأهداف الرئيسية لمشروع الإنترنت الثانية يمكن عرضها فيا يلي:
*إيجاد شبكة متقدمة وفعالة لخدمة مراكز البحث العلمي.
*توفير البيئة الملائمة لعمل مثمر وفاعل لتطبيقات الإنترنت المتقدمة.
* ضمان نقل خدمات الشبكة الجديدة وتطبيقاتها إلى جمهور أوسع وأكثر اعتمادا عليها.
وتعمل فرق تطوير الإنترنت الثانية على عدة مشاريع تشمل مايلي:
* تطبيقات متقدمة متوائمة ومصممة خصيصاً للعمل في بيئة الإنترنت الثانية.
* تحقيق أقصى قدر ممكن من السرعة والكفاءة في عمل الإنترنت الثانية.
* تصميم البنى التحتية بما يتوافق وإمكانات الإنترنت الثانية وما يضمن استمرار عملها دون عراقيل مستقبلية.
* الجوانب الأمنية التي تضمن عدم اختلال عمل الإنترنت لحساسية الجهات التي سترتبط بها.
وقد حشدت فرق متنوعة من الفنيين والتقنيين المختصين ولا غرو في ارتباط مثل هذه الجهات واجتماعها في مشروع بهذا الحجم فقد أصبحت الإنترنت الحالية مكانا غير آمن أو يمكن الاعتماد عليه في أعمال تتعلق بجهات كتلك الجهات كما إن امكان الاعتماد عليها لا يزال أمرا صعبا في ظل ما يكبلها من إشكالات تقنية تتعلق بالبنى التحتية وغيرها من العوامل الأخرى.
ولأن تلك الجهات كانت وراء ظهور الإنترنت الحالية فقد اتخذت تلك الجهات قرارها بصنع إنترنت واسعة النطاق وعالية المستوى يمكن لأعضائها العمل عليها دون خوف أو شك في قدراتها ويتوقع أن يؤدي هذا إلى خدمة هذه المراكز البحثية إلى حد بعيد يدفع بها إلى المقدمة ويسهل من عمل منسوبيها وتواصلهم ويأخذ بهم إلى آفاق أرحب.
وفي لقاء متلفز مع رئيس الفريق العلمي الذي يشرف على تطوير الإنترنت الثانية وهو الرجل الذي ينسب إليه تطوير وسائل العرض الافتراضي قال بأن الإنترنت الجديدة ستكون منفصلة تماما عن الإنترنت المعروفة وأكد بأن من معطيات المشروع الجديد انفصاله عن الإنترنت التقليدية للتخلص من تبعات ارتباطهما , كما أشار إلى أن البحث العملي يأتي على رأس الأهداف التي يتم تطوير جميع تقنيات وعناصر المشروع لاستيعابه وخدمته.
ولفت إلى أن الجامعات المرتبطة بالمشروع تصل إلى 170 جامعة والمؤسسات الصناعية والتقنية تصل إلى أربع وستين مؤسسة وشركة.
اما المراكزالبحثية فتصل إلى سبع وثلاثين منظمة ومركزاً متخصصاً.
وقال بأن جميع هذه الجهات تجتمع وتشترك في تطوير وتمويل وتوجيه المشروع كما إنها ستشترك جميعا في الاستفادة منه.
وأضاف بأن الحكومة الأمريكية الفدرالية تمثل عنصراً رئيسا من عناصر صناعة الإنترنت الجديدة وكذلك بعض الدول الصديقة التي تساهم في تطوير المشروع الجديد وسيتم إنشاء مركز عمليات الشبكة في جامعة إنديانا فيما ستتولى كل جامعة تطوير وتوفير التطبيقات التي سترتبط بهذه الشبكة مع تعاون كامل وتبادل للخبرات والتجارب لتمكين جميع الجهات المرتبطة بالشبكة من الإفادة من المشروع بشكل مجد.
خدمات عديدة
وفي توضيح موجز لما يتوقع ان تقدمه الشبكة الجديدة من تطبيقات لمستخدميها أبان بأن الخدمات ستشمل ما يلي:
* خدمة العمل المشترك collaboration بحيث ترتبط عدةجهات في مؤتمرات وندوات ولقاءات علمية من خلال الشبكة.
*المعامل الافتراضية virtual laboratories.
* قنوات الواقع الافتراضي والأوساط التخيلية والتي يتمكن من خلالها المستخدمون من الإفادة من تقنيات العالم الافتراضي بفاعلية أكبر مما تتيحه إنترنت اليوم.
* المكتبات الإلكترونية المشتركة.
أما التخصصات التي ستستفيد من الإنترنت الجديدة فيخطط لأن تشتمل على تخصصات العلوم والتربية والفنون والإنسانيات والصحة والقانون والاقتصاد والإدارة ويأمل القائمون على هذا المشروع الذي ضخت مليارات الدولارات لضمان نجاحه أن يحقق ما ترجو المؤسسات الأكاديمية والحكومية والاقتصادية من ورائه.
ويمكن للراغبين في التعرف اكثر على هذا المشروع الرائد زيارة موقعه المخصص له وهو على العنوان التالي:
http//www.internet2. org.
|
|
|
|
|