| الثقافية
قد يكون للجوائز الأدبية فائدة معنوية مهمة، ليست فقط الرصيد المعنوي الذي يدرجه الكاتب عندما يطرح سيرته الأدبية بحيث يقول إنه حصل على جائزة كذا، ولكن هنالك فائدة أكبر بالذات في مجتمعاتنا القرائية العربية، لكي يلفت نظر القراء بأن هنالك كاتباً ما حصل على جائزة فيجب أن تُقرأ جميع كتاباته، ربما هذه ظاهرة عامة فغالباً كانت جائزة نوبل الطريق لقراءة بعض أعمال بعض الأدباء العالميين، ولكن ما المختلف هنا؟، ببساطة نقولها العلاقة بين المبدع والقارئ المحلي وأعني بالمحلي كل من له علاقة بالكتاب داخل المملكة، أقول العلاقة للأسف شبه مبتورة لأسباب عديدة ربما من أهمها التوزيع الرديء للكتاب، وهذه قضية موجعة ومزعجة، دعوني أطرح أمامكم عددا من عناوين مجموعات قصصية صدرت خلال السنوات الماضية، من منكم قرأ مجموعة قصصية بعنوان صاحب السيارة البرتقالية ومجموعة قصصية ثانية بعنوان للدموع لغة أخرى ومجموعة ثالثة بعنوان الآنسة أولين ؟ هذه المجموعات للقاص فهد احمد المصبح، ودعوني أقدم ايضا مجموعة أخرى من عناوين المجموعات القصصية، فهل قرأتم مجموعة بعنوان مقاطع من أحاديث البنفسج ومجموعة ثانية بعنوان أزمنة الحلم الزجاجي ومجموعة ثالثة بعنوان إليك بعض أنحائي ومجموعة أخيرة بعنوان امرأة لا تنام ؟ هذه المجموعات للقاص خالد احمد اليوسف، أنا لا أعتب مطلقا على القارئ العادي ولكن مشكلتنا الكبرى ككتاب ومثقفين أننا لا نقرأ لبعض، حتى ان بعض النقاد سواء كانوا أكاديميين أو غير أكاديميين عندما يقررون ان يقدموا بحثا عن القصة يتجهون الى بعض القوالب والأسماء القصصية العربية التي أُشبعت بحثا ودراسة ليقرؤوها مرة اخرى كأعمال الطيب صالح مثلا وهذا ناتج عن سبب آخر للعلاقة المبتورة بين القارئ وكتاب القصة في المملكة، هذا السبب هو عدم الثقة بمستوى ما يكتب، لذا فالقراء هنا يحتاجون لتلك اللوحات الإرشادية ليتجهوا لقراءة الإبداع المحلي، فهم ينتظرون ان يقال لهم اقرأ هذا الكتاب ولا تقرأ ذلك الكتاب، حتى ان بعضهم يقول وبصراحة يا أخي قصصكم غامضة الأفضل ان نقرأ يوسف ادريس واسماعيل ولي الدين ونجيب محفوظ وعندما تسألهم هل فعلا قرأت قصصا غامضة؟ غالبا تكون الاجابة بأنه قرأ بعض القصص وفي ذهنه الحكم المسبق عليها، ومن هنا تكمن أهمية ان تكون هنالك أكثر من جائزة سنوية للإبداع على غرار جوائز مصر التقديرية لأهم اصدار ابداعي في الرواية والقصة والشعر، وجيد ان تتبناها المؤسسات الثقافية وبالذات الأندية الأدبية على ان يفصل بين تلك الجوائز والمسابقات التي تطرحها جميع الأندية الأدبية لناشئة الأدب التي يحدث بها خلط عجيب بحيث يشارك احيانا كتاب سواء سعوديين أو عرباً تمرسوا كتابة القصة وأصدروا أكثر من مجموعة قصصية وبعض الناشئة الذين لا يزالوان في البدايات وهنا يكون التقييم خاطئا، إذاً فالرسالة التي قدمتها جائزة أبها هذا العام والاعوام السابقة والمقبلة هي: ان هنالك من يكتب القصة في المملكة يستحق ان تُقرأ مجموعاته القصصية التي أصدرها، وهنا نتناول شيئا آخر وهو لماذا حقيقة هذا التجاهل لعدد من الاصدارات الابداعية؟ وقد أطلق هذا السؤال قبلي الزميل القاص عبدالحفيظ الشمري في مقال له في جريدة الجزيرة منذ أسابيع، وأنا أقول أيضا لماذا هذا التجاهل؟ لقد صدرت المجموعة القصصية الآنسة أولين للقاص فهد المصبح عام 1418ه عن نادي جازان الأدبي وكما علمت قام بتوزيعها كإهداء لأغلب المهتمين بالوسط الثقافي وكذا الحال مع خالد اليوسف الذي يشرف على نادي القصة ومن خلاله قام بتوزيع كثير من المجموعات القصصية لعدد من الباحثين والمهتمين بالقصة في المملكة داخل وخارج الوطن، اضافة الى رصده الببليوجرافي للابداع في المملكة، لتكن جائزة أبها الثقافية دعوة لقراءة ابداع الكاتب السعودي لاسيما ونحن نحتفل هذا العام بالرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م، هي دعوة ليسرق القارئ بعضاً من الوقت ربما يقضيه بمشاهدة نساء الفيديو كليب في الفضائيات العربية، وأقول هنالك نساء في القصة المحلية حتما سمعتم او قرأتم خبراً عن بحث المرأة في القصة السعودية الذي نال بموجبه محمد العوين درجة الدكتوراه، إذاً عندما يكسب الإبداع في المملكة قراء وعندما توزع الأعمال الإبداعية بصورة جيدة عندها سيعرف أغلب القراء من هي آنسة فهد المصبح أولين ولماذا امرأة خالد اليوسف في القصة طبعا لا تنام؟
ASALS 1999 @ YAHOO. COM
|
|
|
|
|