| مقـالات
المبدَأُ هو أصلُ بناء العقل وهو أصلٌ لحمايته ودوام المحافظة عليه، والمبدأ هو مُنطلق العقل منه بدأ وإليه يعود.
ولا يُشكل هذا أبداً إلا على عقل وماهو بعقل يشكل عليه فيذهب عقله مذاهب شتى ذات اليمين وذات الشمال فيتصور وقد يعتقد أن المبدأ مجرد رأي/ أو فكر/ أوجاه/ أو مال/ أو نظرية/، وتتسابق الأيام تترى فاذا هو ما ظنه ليس إلا من الاجتهاد الضال السبيل فتكون العاقبة والدهر قد سلف تكون حلماً أو تكون حقيقة لكنها ليست ما ينشده ليس ما ظنه ما تصوره ما اعتقده هو المبدأ, بل آراء واجتهادات من شخص أو اشخاص لهم آراؤهم ونظرياتهم التي قد يراها غيرهم ليست بذاك فيبدأ بالندم والخسران، والمبدأ المتكئ على ما علم من الضرورة هو المبدأ الذي ينجذب اليه العقل سراعا وهو: تنقاد اليه العاطفة على عجل ويتذوقه القلب فيريده ويدخل العقل فيتمكن منه حال السراء وحال الضراء لأنه مبدأ جمع بين مراد النفس بحق ومراد القلب بحق، ولا يعيش العقل الا به.
وإذا كان ليس كل مبدأ مبدأ فإن الحق واحد وان اختلف الناس ما هو الحق!
ناهيك بمن ينشد الحق حسب تصوره أو حسب شيء يريده لنفسه أو حسب كونه مُسَتَغَلاً وهو يعلم أو لا يعلم.
وأنا زعيم بمن يملك عقلاً رشيداً متوازناً أنَّهُ يعرفُ حقيقة المراد ولو طلب غيره أو حتى دعا إليه وليس بمقدور/ صالح اللحيدان/ أن يُبرهن على ما يُعانيه (مثلاً) جلة من الماركسيين العقلانيين، والوجوديين بل وكثير من أُناس يرون أنهم منظرون ومجددون فيهم من الجرأة وفيهم البذاءة وفيهم من التعاظم ما يجعل: عقلاء الأمة من: العلماء والمثقفين والباحثين يرثون لهم ويضربون يداً بيد: أن هؤلاء ظنوا أن المبدأ يؤخذ من سواقط التاريخ عبر القرون الطوال،
من اليونان/ وفارس/ والهند/، ثم هم يُحيلونه قضية مبدأ يموتون من أجله ولا يعلمون أنهم مُستغلون وإن بدوا في ميزان أنفسهم ومن لا يدفعهم للواجهة وإن بدوا من العظماء.
ولك أن تقرأ:
بروتوكولات حكماء صهيون .
الماسونية في العراء .
الوجود الحق .
نقد أصول الشيوعية .
تهافت الفكر المادي .
ولك أن تتخطى القرون فتقرأ/:
الإبانة عن أصول الديانة .
مقالات الاسلاميين .
منهاج السنة .
الرد على المنطقيين .
الحيدة .
ثم/
كشف الشبهات
والأصول الثلاثة .
إن المبدأ وان طمره من طمره لا يمكن لغيره من (مبدأ الإنسان) الذي جعله لنفسه إماماً لا يمكن لغيره أن يحل محله.
إن الأسئلة العلمية الجادة المركزة الواعية لا جرم تحيل كل مبدأ خراب إلى حيرة واضطراب .
إن الاسئلة من نوع قوي عال واع تحيل كل صاحب مبدأ إلى تدهور في تصور العقل وايمان العقل وتمسك الروح، تحيله الى تهرب وضعضعة الثقة في مبدأ يؤمن به فإذا هو ليس إلا المرض نفسه هرب منه إليه.
إن الإنسان ليتألم وهو يدرك فلسفة الاجابة وليها لياً مع ما يظهر على صاحبها من تمايل ورفع رأس وخفضه تعبيرا عن ثقة متهالكة وعجز مرضي متعقر في العظم والدم، إن حقيقة النبوغ والتجديد والاضافة وحقيقة السيادة تكون بالوضوح على مثال لا يهون،
إن أسئلة طرحت على أحد رجال النصارى يصلح مثلها طرحه على محتقر نفسه، ان تلك الاسئلة التي طرحت فلم يجب عليها: رجل الدين النصراني جعلته يتنكب الجادة بعواطف ولف ودوران لكنه أنهى تلك الاسئلة بغضب وهو يقول هكذا تعلمنا ,, هكذا تعلمنا لقد كانت الاسئلة العلمية على هذا النحو/:
1 حينما حلَّ اللاهوت بالناسوت ثم صُلب الناسوت، هل صلب جزء من اللاهوت؟
وهل سكت؟
2 حينما تم الحلول من كان يدير ويدبر شؤون الخلق,, والحياة,,؟
3 الحلول هذا حل اللاهوت بالناسوت لا يوجد في الاناجيل الأصلية المحفوظة حتى مع تحريفها,, فمن وضعها,, وزيفها,,؟
4 هل يمكن ان يولد,, اللاهوت,,؟
واين كان قبل ذلك,,؟
وكيف كانت الحياة قبله,؟
إنها لا جرم جارة لوبال دائم مرير هذه الاسئلة وان كان هناك من جواب من حيل النفس وحيل ابليس وطرد الحقيقة، وطرد إجابة المبدأ الصحيح فان حال (رجل هذا الدين) في غاية التمزق كثوب قديم أتى عليه البلى ومرور السنين،
ولك أن تختار
الصدفة.
أو/ الطبيعة.
أو/ اللا أدري.
أو/ الوجودية.
الخ.
لتسأل لتجد عجباً ما كنت لتجده لولا السؤال والسؤال، وحقيقة القول من نواشط الطرح العلمي الأمين أنك واجد زيف الادعاء والتقليد والاعجاب، وواجد تعالي الرأس في العلو لكن في خلو تام من الثقة واليقين والصفاء، انما هو البهرج والهندام وليل الكلام ولا كلام،
إنني وايم الحق لأ عجب من حر عاقل لا يرعوي لنداء الدواخل وضرب سوط الضمير بين حين وحين.
إنني هنا أجلب غراساً من صحيح مسلم يغني قليله عن الكثير وليس ثمة نكير، إنني اختاره للدلالة على لازم نظر أغوار النفس، وزوايا اللاشعور حينما يستجيب المرء لنداء المبدأ الكريم أورد هذه الرواية ومثلها يرام من كل ذي فهم سديد كريم نزيه، ومثلها محتد ومثلها تليد لا يبيد، وهي رواية خلدها (الله تعالى) حجة باقية على تجرم الدهور وآباد السنين، جاء عن/ عمرو بن عنبسة السُّلمي رضي الله عنه قال: كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان.
فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا، جراء عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة.
فقلت، له: ما أنت؟
قال: أنا نبي،
قالتُ: وما نبي؟
قال: أرسلني الله،
قلتُ: وبأي شيء أرسلك؟
قال: أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء،
قلتُ: فمن معك على هذا؟
قال: حر وعبد.
ومعه يؤمئذٍ أبوبكر وبلال رضي الله عنهما.
قلتُ: إني متبعك،
قال: إنك لن تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس،
ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني،
قال: فذهبت الى أهلي، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة،
وكنت في أهلي، فجعلت أتخبر الأخبار،
وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم نفر من أهلي المدينة.
فقلتُ: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟
فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله، فلم يستطيعوا ذلك،
فقدمتُ المدينة فدخلتُ عليه،
فقلت: يا رسول الله أتعرفني؟
قال: نعم أنت الذي لقيتني بمكة،
قال: فقلتُ يا رسول الله أخبرني عما علمك الله واجهله.
أخبرني عن الصلاة؟
قال: صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس قيد رمح، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها: الكفار ثم صل فان الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم اقصر عن الصلاة فانه حينئذ تسجر جهنم، فاذا اقبل الفيء فصلِّ، فان الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم اقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فانها تغرب بين قرني شيطان، وحيئنذ يسجد لها الكفار.
قال: فقلتُ: يا نبي الله فالوضوء حدثني عنه؟
فقال: ما منكم رجل يُقرِّب وضوءَهُ فيتمضمض ويستنشق فيستنثر الا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم اذ غسل وجهه كما امره الله الا خرت خطايا وجهه من اطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه الى المرفقين الا خرت خطايا يديه من انامله مع الماء، ثم يمسح رأسه الا خرت خطايا رأسه من اطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه الى الكعبين الا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء.
فان هو قام فصلى فحمد الله تعالى واثنى عليه ومجَّده بالذي هو له اهل، وفرَّغ قلبه لله تعالى الا انصرف من خطيئته كهيئة يوم ولدته امه .
|
|
|
|
|