| العالم اليوم
لا نقول إن ايهود باراك أفلت من مصيدة المعارضة التي أرادت حجب الثقة عن حكومته بحيث يصل إلى كامب ديفيد فاقداً الأهلية السياسية,, بل نقول إن باراك كسب الرهان .
كسب الرهان ضد المعارضة.
كسب الرهان ضد الأساليب التقليدية التي اعتاد الإسرائيليون ممارستها مع ساسة إسرائيل السابقين منذ بن غوريون إلى نتنياهو، أو أن باراك الذي يمارس السياسة بعقلية القائد العسكري الجنرال خاطب قادة الأحزاب السياسية الإسرائيلية وكل الساسة الآخرين بمن فيهم حليفه ديفيد ليفي، بأنه مفوض من الشعب الإسرائيلي ولا يهمه مواقف الأحزاب.
طبعاً كانت نتيجة التصويت على حجب الثقة عن حكومة باراك قد حازت على أعلى الأصوات 54 صوتاً لصالح حجب الثقة و52 لصالح حكومة باراك مع امتناع سبعة نواب عن التصويت وغياب نواب آخرين منهم وزير الأمن الداخلي ونائبه وهما مؤيدان قويان لباراك، أي أن النتيجة كانت متعادلة إلا أنها كانت مؤشرا على ما يواجه باراك من معارضة من قِبل الساسة التقليديين، وهو ما يريد باراك تجاوزه والاحتكام إلى الشارع السياسي وهذا يعني أن موقف باراك في مباحثات كامب ديفيد سيكون أكثر من متشدد وخصوصاً في قضايا القدس والمستوطنات وعودة اللاجئين,, وبما أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لا توجد لديه أية فسحة للمناورات ولا مجال لديه لأي تنازلات وبالذات في موضوع القدس الذي لا يعد شأناً فلسطينيا بحتاً إذ له ارتباطات عربية وإسلامية لا يستطيع عرفات تجاهلها، فإن قولنا أمس بان قمة كامب ديفيد لن تكون قمة حاسمة يتأكد أكثر بعد التطورات والتصريحات التي شهدناها أمس، وبالذات تأكيد الرئيس المصري حسني مبارك بضرورة عقد قمة ثانية لاستكمال ما يتم بحثه في القمة الأولى,
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|