|
| الريـاضيـة
من الاشياء المطمئنة على مستقبل انديتنا الرياضية هو ان هناك بعض مسؤولي الاندية الرياضية ورؤساء مجالس إداراتها من لديهم بعض الافكار الجيدة لتنمية موارد الاندية المالية مع وجود الحماس لتفعيلها,, والأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر والرياضي المعروف احد مسؤولي الاندية لدينا والذين بدؤوا يدركون اهمية ضرورة التحرك السريع نحو تطبيق هذا الجانب.
ففي مقابلة مع جريدة الاقتصادية في الاسبوع الماضي وفي مجمل حديثه عن الدعم المالي والذي يضمن استمرارية النادي اقترح الامير عبدالرحمن اربعة اقتراحات جيدة في مجال تنمية موارد النادي والتي ستبلغ درجة الامتياز في حال تطبيقها وتفعيلها.
ففي الاقتراح الاول يرى ضرورة مشاركة الجماهير من خلال توسيع قاعدة اعضاء الشرف من خلال تحديد اشتراك سنوي معقول يتم سداده على دفعتين,, ويقول الامير عبدالرحمن بأن ناديه بدأ في تطبيق هذا مؤخرا وذلك من خلال تسديد الاشتراك السنوي لاعضاء الشرف وهو اربعة آلاف سنويا.
وفي الاقتراح الثاني يرى ابو خالد ضرورة انشاء شركات مساهمة يؤسسها عدد من محبي النادي باستخدام شعاره في مواد غذائية، مدرسية، لوازم منزلية، ألعاب اطفال وغير ذلك على ان يتم تسجيل هذه الشركات في وزارة التجارة وطرح اسهمها,, واقترح ان يذهب نصف العائد من الارباح الى خزينة النادي مقابل استثمار شعاره تجاريا بينما يذهب النصف الآخر للمساهمين.
وفي الاقتراح الثالث شدد ابو خالد على ضرورة الاستفادة من دخل المباريات والنقل التلفزيوني والعمل على رفع حصة الاندية من عوائد النقل التلفزيوني.
اما اقتراح ابو خالد الاخير فيتمثل في ضرورة وقوف الجماهير مع الاندية بدعم معين ومحدد من خلال دفع رمزي للنادي بدلا من انفاقه في الدخان او الشيشة,, واختتم الأمير عبدالرحمن هذه الاقتراحات بعشمه الكبير وامنيته ان يدعم اعضاء الشرف وجماهير النادي هذه الاقتراحات,, وقال ابو خالد كلاما في منتهى العقل والنضج وهو ان إدارة ناديه مستعدة للمحاسبة في حالة توفر الدعم .
وفي الحقيقة فإن حديث ابو خالد هذا يبشر بالخير ويشعرنا ان مسؤولي الاندية لدينا لديهم ادراك كامل بأهمية التحرك لتطوير الاندية الرياضية وتطوير مستوياتها,, وعلى الرغم من ان جزءا من مقترحات ابو خالد تم طرحها من قبل الا ان الامير عبدالرحمن طرح افكارا جديدة ومميزة خاصة تلك الخاصة باشتراكات اعضاء الشرف وباستغلال شعار النادي من خلال شركات مساهمة في تصنيع وتسويق مواد غذائية ومدرسية والعاب اطفال,, وبالاضافة الى ذلك فقد تميز ابو خالد في فتح باب المحاسبة والمصارحة والحوار البناء ونعتقد ان الشفافية هي إحدى اهم قنوات اتصال وارتباط الجماهير بناديهم.
واذا كنا اتفقنا كثيرا مع الامير عبدالرحمن فليسمح لنا ان نختلف معه ببعض الارقام التي وردت في حيثيات حديثه,, فهو يقول ان جماهير النصر تقدر بمليون وكذا الاندية الاخرى ذات الثقل الجماهيري مثل: الاتحاد، الهلال، الأهلي فإذا سلمنا بتلك القاعدة فهذا يعني ان جميع مواطني المملكة وحسب آخر احصائية يعتبرون جماهيرا للاندية، وعلى اعتبار ان اربعة ملايين للاندية الجماهيرية الاربعة التي ذكرها واربعة ملايين اخرى موزعة على الاندية الممتازة غير الجماهيرية وباقي المواطنين موزعون على الاندية الاخرى وهي مائة وواحد واربعون، واذا كان الامر كذلك وهو بالطبع كلاما لم يقله ابو خالد فإننا بلد متقدم جدا من حيث كثافة الجماهير الرياضية ونسبتها الى مجموع السكان والتي تبلغ في هذه الحالة نسبة 100%.
ولكن مهلا فالأمير عبدالرحمن لم يقل الا ان مجموع جماهير الاندية الاربعة الجماهيرية هي اربعة ملايين، وعلى الرغم من ذلك فتظل تلك النسبة عالية جدا وهي تعني ان ثلث تعداد المواطنين مشجعون للأندية الاربعة وهي النسبة التي ستشجع اي رجل اعمال للتوجه الى الاستثمار في الاندية دون تردد، ولكي يتضح لنا مدى ارتفاع هذه النسبة دعونا نقارنها مع النسبة الجماهيرية في بلد آخر متقدم في مجال صناعة كرة القدم.
ففي انجلترا قامت ثلاث شركات متخصصة بالبحث والاستطلاع في العام الماضي للتوصل الى احصائية دقيقة عن المشجعين لكرة القدم وكذلك عن اكثر الاندية الرياضية جماهيرية,, واذا عرفنا ان سكان انجلترا وحدها بلغ اكثر من خمسين مليون في العام الماضي فإن نتائج تلك الاحصائية المكثفة اشارت الى ان مجموع مشجعي كرة القدم بإنجلترا بلغ 18 مليوناً منهم 14 مليون مشجع لاندية الدوري الممتاز.
وقد اتى فريق مانشستر في المرتبة الاولى حيث بلغ عدد مشجعيه لوحده 3,3 ملايين واتى في المرتبة الثانية فريق ليفربول والذي بلغ عدد مشجعيه 2,2 مليون بينما اتى فريق نيوكاسل في المرتبة الثالثة وبلغ عدد مشجعيه 1,3 مليون,, ومن خلال تلك الاحصائية يتضح لنا ان مجموع مشجعي الثلاثة اندية وحدها يعادل اكثر من ثلثي مشجعي كرة القدم بإنجلترا,, ولكن مهلا فمجموع عدد مشجعي الاندية الثلاثة لا يساوي الا 13% من مجموع السكان وهي النسبة التي قد يتمتع بها نادي واحد من انديتنا الجماهيرية!!,, وعلى كل حال فالاحصائية التي عملت في انجلترا ليست دقيقة 100% وانما هي افضل واقرب رقم ممكن ان تصل اليه دراسات منظمة ومتطورة.
واذا كانت الدول المتقدمة الغربية بشكل عام تتميز بموضوع الدراسات والاحصائيات الدقيقة فإننا على النقيض من ذلك، فنحن نفتقد لمثل تلك الدراسات والاستطلاعات المنظمة والمتواصلة والمحايدة,, كما اننا نفتقد كذلك الى قاعدة المعلومات الاساسية والضرورية في مثل هذه الحالات، ونعتقد انه حان الوقت للتحرك سريعا لايجاد مثل هذه المراكز المتخصصة، فالاحصائيات والدراسات الاستطلاعية ضرورية للتطوير الرياضي وللأمن وللتنظيم وللإعلام والصحافة وللمستثمر وللمعلن وغير ذلك.
واخيرا، فإذا كان الامير عبدالرحمن لديه احصائية دقيقة فربما ان ذلك راجع الى خبرته الطويلة بالاندية ونتمنى ان يشاركنا في ايضاح المعايير التي يستخدمها,, أما اذا كان الرقم الذي طرحه هو تصوره لما ينبغي ان يكون عليه عدد مشجعي النادي الجماهيري لدينا فنحن نقول كما يقول اخوتنا المصريون منك لباب السماء يا بوخالد.
تحية وتقدير
* تحية الى الامير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز الذي ابطل فرضية انه ليس لدى العرب من يفهم التسويق الرياضي الحديث على اصوله وبالحق فإنك الوحيد وحسب علمي الذي اثبت ومن خلال مقالين فقط انه على دراية وفهم وادراك لما يحمله مفهوم التسويق الرياضي الحديث بعيدا عن الشكليات والمظاهر والارقام .
* وتقدير وشكر خاص للزميل محمد العبدالوهاب لما اجاد به قلمه من اشادة قد لا نستحقها.
* وأسف واعتذر للاخوان محمد الحامدي وعبدالله المطلق على التأخير واشكركم على تواصلكم.
Kbahouth@Yahoo.com ص,ب 599 الرياض 11342
|
|
|
|
|
