| عزيزتـي الجزيرة
كثيرة هي الحواجز المصطنعة التي يضعها الآخرون لتكون عقبة كأداة أمام نجاحات الآخرين ولتكون مطبات تقلل من النجاحات التي يحصدها الآخرون نتيجة جهدهم وعرقهم وتواصلهم مع المعطيات.
فالنجاح في الحياة باشكاله المختلفة هو سبب رئيسي لاشتعال وتأجيج نيران الغيرة في قلوب الفاشلين المتسكعين على ارصفة الخمول يمضغون العجز والكسل لأنهم عاجزون عن ان يكونوا شيئا فاعلا لا هم لهم سوى الغمز والهمز واللمز في الناس يتحدثون عن هذا ويقلل من شأن ذاك باعتقادهم انهم يغوصون في فلسفة الحياة.
والسؤال الذي يطرح نفسه لينكا الجراح بحثا عن الحقيقة المتوارية هو كم ياترى مواهب إبداعية تاهت عن الطريق او يمكن القول عنها انها ولدت وهي لا تزال برعما غضا تحاول ان ترسم خطاها في طريق الإبداع نتيجة لجنون الغيرة لدى الآخرين الذين همهم ان تخلو الساحة لهم ليظلوا واقفين فنراهم يحاولون النيل من الآخرين ومن اعمالهم ويقللون من شأن ابداعاتهم فنراهم يتصيدون الهفوات ويتربصون لكل صغيرة لكي ينالوا من أصحاب النجاح.
انها ظاهرة جديرة التأمل وتستحق الوقوف عندها لما لها من خطورة تنعكس بشكل سلبي على العلاقات الاجتماعية والسؤال الذي يصهل في داخلي هو لماذا لا نعتبر نجاح الآخرين هو نجاح لنا؟ لماذا لا نشد على ايديهم ونبارك لهم نجاحاتهم وإبداعاتهم المشرقة؟ لماذا نعتبر نجاحهم تاكيدا لفشلنا وإلغاء لحضورنا؟ والناجحون في الحياة هم الأكثر معاناة من هذه الظاهرة المرضية والتي لنا ان نسميها علة العلل.
محمد سعيد بن صبر ابها
|
|
|
|
|