| الفنيــة
يعتبر الفنان خالد الحربي من الفنانين السعوديين القلائل الذين تركوا بصمة واضحة وجلية للفن السعودي والخروج من نطاق المحلية حتى الوصول للمشاهد العربي خاصة في مجال التمثيل الذي أبدع فيه بفضل اتقانه الشديد للجهة المصرية حتى أصبح مطلباً للمخرجين والمنتجين للتمثيل والوقوف مع كبار الممثلين العرب إلى جانب مشاركته في أنجح مسلسل محلي للأطفال خلال أجزائه السبعة الا وهو مسلسل بابا فرحان .
الفن التقته وقال رأيه في اشياء كثيرة بمعنى أنه فتح قلبه ولم نغفل في مباغتته ببعض الاسئلة التي أجاب عليها بصراحة تكتنفها بعض الدبلوماسية فخرجنا معه بهذا اللقاء الذي أجاب من خلاله عن أسئلة كثيرة تدور في ذهن المشاهد الكريم.
*حوار: محمد يحيى القحطاني
* خالد الحربي سعودي عاش في الكويت وانطلق من مصر لماذا لم تنطلق من هنا أو من الكويت التي تقدمت في الدراما الخليجية؟
في الكويت لم يكن في دهني التمثيل ولم أفكر فيه على الرغم من وجودي في معقل الفن الخليجي وبدأ تركيزي بعد عودتي للمملكة من خلال مسرح الجامعة تمثيلاً وتأليفاً وكذلك فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة وبعد تخرجي أسست مع بعض الاصدقاء مكتباً وبدأت في انتاج بعض الاعمال العربية عبارة عن سهرات ننتجها ونوزعها على التلفزيونات وفي أحد الأعال شاهدني مدير شركة إنتاج في القاهرة وطلب مني الاستقرار في القاهرة لحاجتهم لممثلين سعوديين وكنت وقتها أعمل في مجال التدريس وقررت أخذ إجازة لمدة ستة أشهر للتجربة إن فشلت عدت للتدريس وإن نجحت واصلت وبالفعل نجحت التجربة وقررت الاستقالة من التدريس واستقررت في القاهرة.
* خلال هذه الاشهر الستة كم عمل قمت بتمثيله ,,,؟
لاتقل عن اثني عشر عملاً مابين سهرة ومسلسل.
* أليست كثيرة عليك وجعلتك تستنفد طاقتك؟
لم أكن معروفاً حتى في السعودية على الرغم من مشاركتي في بعض السهرات التي تعرض في أوقات لايشاهدها الكثيرون والفنان في بدايته يحتاج لفترة انتشار ولأنني فنان ناشئ كان الأجر محدوداً وكنت في حاجة لتكثيف الاعمال حتى أضمن مستقبلي المادي وكل الظروف كانت تجبرني على القبول بهذه الأعمال المكثفة للانتشار والاحتكاك فنياً للاستفادة وبمجرد علم المنتجين بانني مقيم في القاهرة كانوا يطلبونني لأنني قريب منهم ولم يكن عندي الحق أن أرفض بعض الأدوار وقبلت بكل دور عرض علي ولم يكن من حقي الرفض أو الاعتراض على النص أو المخرج لأنني لا أملك ساعتها الخبرة الكافية.
* قاطعته,, والآن؟
- الآن أرفض من حقي ذلك فبعد أن كنتت أنفذ خمسة عشر مسلسلاً وسهرة أو عشرين عملاً في السنة الآن بالكاد أقوم بعمل مسلسلين في السنة لأنني أصبحت الآن ملزماً امام الجمهور السعودي الذي يشاهد خالد الحربي، وأصبحت أملك أمكانيات لابأس تجبرني أن أوظفها بالشكل اللائق وكل شيء يأتي بالتدريج ولم نسمع بممثل صعد فجأة أو أصبح فناناً سوبر والشيء المنطقي أن يصل الفنان بالتدرج.
* لكن بعض الفنانين ظهروا فجأة وأصبح يشار اليهم بالبنان كالفنان محمد هنيدي الذي أصبح مطلباً جماهيرياً في الوطن العربي؟ لماذا لم تركز على مسلسل أو اثنين في بدايتك وتختصر طريق الخمسة عشر بشرط أن يكون المسلسل قوياً ومع نخبة من الفنانين ,,,؟
لمعلوماتك الهنيدي له 15 سنة في التمثيل ولكن المشاهد لم يحس به لسبب واحد وهو عدم الاحساس به لانه فترة طويلة عمل ممثل كومبارس وتعب وتدرج حتى أخذ أدواراً صغيرة يقوم بأداء عدد من الجمل حتى فيلم اسماعيليه رايح جاي واصبحت قاعدة الكوميديا الجديدة التي انتشرت هذه الايام والهنيدي قدم تنازلات كثيرة حتى يصل الى ماوصل اليه ولكن الفرق بيني وبينه ان لي خطاً مختلفاً تماماً لأني وصلت لمصر حتى أتعلم ودائماً كنت أقول إنني في بعثة اتعلم منها ويوماً ما سأعود لوطني حتى أفيد واستفيد مما تعلمته والآن قررت العودة والاستقرار في السعودية والدليل على ذلك الجزء الأخير من مسلسل بابا فرحان والذي تشرفنا بحضورك يا أخ محمد في تصوير أحد حلقاته والسؤال هل كنت سأخرج هذا المسلسل بالصورة التي عرضت لو لم أذهب لمصر وأتعلم منها فنون الإخراج ولو كنت أسعى للنجومية فسأحتفظ لي بخط سير آخر وأستقر في مصر نهائياً وهذا ما أرفضه ومازال كثير من المخرجين يؤكدون لي بأنه كان من المفترض بقائي في مصر وعدم العودة ولكن لي التزام تجاه الدراما السعودية وأقولها بصراحة أرض ليست أرضك لاتلعب فيها لأنك ستجد مضايقات والصعوبة كبيرة جداً للوصول للشهرة ويتخلل طريقها الكثير من المشاكل ولابد أن تكون محظوظاً قبل كل شيء.
* هل اكتسبت الخبرة الكافية لدخولك مجال الإخراج؟
لا ولكن أملك الحد الادنى الذي يسمح لي بالإخراج وبدايات الفن في أي مجتمع مجرد اجتهادات لايوجد لدينا متخصصون في الاخراج وكتابة السيناريو فمثلاً عامر الحمود وعبدالخالق غانم تخصصهما مسرح وليس اخراجاً ولكن احتكاكهما أكسبهما خبرة الإخراج من الذي يكتب اعمال الدراما عندنا كلهم ممثلون أمثال محمد بخش محمد حمزة وناصر القصبي وعبدالله السدحان وخالد الحربي أو نلجأ لكتاب من الوطن العربي لأنه لايوجد في جامعاتنا مجال لهذه التخصصات ولو درس في الخارج فسيعود ولن يجد مجالاً له وهنا لازالوا غير مقتنعين بالسينما والتمثيل وكتابة السيناريو والإخراج والفن هنا لايؤكل صاحبه شيئاً وأنا الوحيد في المملكة الذي أحترف الفن والجميع يصفني بالجنون ويطالبونني بالبحث عن عمل آخر ولهذا فأنا غير مقتنع بالعمل في مجال آخر غير الفن.
* لنعود للوراء بعد تخرجك من الجامعة وتأسيس مكتب إنتاج مع بعض الزملاء الفنانين لماذا خالد الحربي الوحيد الذي خرج للاضواء ,, ؟
هذه استعدادات شخصية والسهرة التي اكتشفني فيها المنتج كان زملائي الفنانون مشاركين فيها ولكن من الصعوبة أن يحضروا عائلاتهم إلى مصر وأنا الوحيد المجنون وبالمناسبة خدمتني الظروف خاصة أن والدتي من مصر فساعدني ذلك كثيراً.
* ماهو جديدك في التمثيل على مستوى المسلسلات المصرية.
أنا الآن متوقف عن الأعمال العربية بسبب تركيزي على الأعمال المحلية ولا أعتقد أن ذلك سيحصل قبل عام من الآن وصورت مسلسلاً قبل عودتي للسعودية اسمه يوم للحياة من تأليف مصطفى ابراهيم وقصة اسماعيل وليد وسيناريو وحوار مصطفى ابراهيم بطولة محمد رياض ورانيا فريد شوقي وأحمد خليل وسعيد عبدالغني ورجاء الجداوي وروجينا وأخراج محمد المقلي وتدور القصة حول رجل ثري ويملك شركة ولديه بنت وحيدة وبعد وفاة والدتها تكشف أن والدها متزوج بأخرى شريرة تحاول أخذ كل شيء لها ويموت الأب وتبحث البنت عن قاتل والدها ومن خلال أحداث المسلسل تكتشف الحقيقة.
* هل جربت التمثيل بلهجات أخرى ,,,؟
لا أنا أعرف امكانياتي جيداً ولا أحب أن أظهر في صورة مهزوزة أو أحاول اتفلسف!!
* قاطعته كيف ,,؟
أنت تشاهد وأنا أشاهد والجمهور يشاهد والفن يجري في الدم ولكن لابد للممثل أن يكون مقتنعاً بالدور الذي سيقدمه وأنا في بداية ظهوري وعملت باللهجة المصرية كنت مقتنع بأنني سأعمل شيئاً واللهجة المصرية أتقنتها ومشاهد جيد للأعمال فاستفدت كثيراً لدعم تجربتي ولا أعمل شيئاً فوق إمكانياتي إطلاقاً وبعض الممثلين يعتقدون أنهم سينجحون بضربة حظ.
* اتجهت في الآونة الأخيرة لأعمال الأطفال على الرغم من ندرة نادرة في كتاب المسلسلات الخاصة بالاطفال ربما للتخوف ونجحتم مع المجموعة من خلال مسلسل بابا فرحان فكيف ترجمتم هذه الجهود إلى النجاح ,,,؟
من وجهة نظري أن أهم شيئين ساعدا على نجاح مسلسل بابا فرحان هما الامكانات الجيدة والصدق في التعامل مع الطفل ولم نحاول خداع الاطفال أوفكرنا في المقام الاول بالمادة وحاولنا نوجد هدفاً للعمل ليصل إلى الطفل وهو زراعة القيم الوطنية في نفوس الاطفال ففي فترة من الفترات أبرزنا هذه القيم عن طريق الدراما للأطفال الذين هم ثمرة المستقبل وجميع الأجزاء السبعة نجحت وتختم نهايتها بمختلف رواياتها بالقيم الوطنية والدينية والتمسك بها وكذلك المسرحيات التي انطلقت من بابا فرحان وهي الحقنا يابابا فرحان وأفراح وأشباح تدعو لما سبق ذكره.
* لماذا غلب عليها الطابع الفانتازي ,,,؟
في الاساس بدأنا المسلسل فنتازياً وإلاّ هل من المعقول ان تتكلم المسكات أو بعض الحيوانات تتعامل مع الانسان وحتى اوصل الفكرة للطفل لابد ان أضعه في اطار مشوق وأحداث كثيرة ولن تحدث في ظروف طبيعية وحتى الطفل يحب غير العادي في الاساس والا كيف يتعلق الاطفال بمسلسلات الكرتون.
* لماذا لم تحاولوا تسجيل المسلسل رسمياً في وزارة التجارة حفظاً لحقوقكم وعدم انتهاكها واستغلال نجاح الكراكتر ؟
أنا طرحت الفكرة على الاستاذ هاني السعدي وهو الذي يملك مسكات العائلة لاننا بدأنا نكتشف أن بعض الاخوة سامحهم الله حاولوا تقليد المسكات ويعرضونها في بعض المنتزهات والمهرجانات وحاولنا السيطرة قدر الامكان ولكن هذا صعب ولكن مشكلته الطيبة الزائدة التي تجعله يؤخر هذا الاقتراح ولكن قريبا سنحاول تسجيلها حفظاً لحقوقها.
* أين وصلت الدراما السعودية في سلم الدراما العربية ,,,؟
تعتبر الدراما عندنا ناشئة وحتى تتطور تحتاج لأشياء كثيرة وخاصة اهتمام الدولة ووزارة الإعلام حيث لايوجد ميزانية لانتاج الاعمال عدا بعض الساعات تشكل أربعة أو خمسة أعمال والاهتمام بتثقيف الجيل الجديد والقديم عن طريق معاهد ودورات وافتتاح أقسام للمسرح في الجامعات حتى يؤدي الى تطور الثقافة الفنية لدى الموهوبين حتى تندرج الموهبة مع الثقافة لتؤدي مستوى جديداً من الدراما للأفضل وجميع الممثلين الموجودين مجرد هواه تنقصهم الثقافة والخبرة لنترك الكويت التي سبقتنا بمراحل في الدراما وننظر في البحرين التي انتجت أعمال قوية لشباب خريجين وفنيين للاضاءة والصوت ومخرجين حيث اهتموا بالأعمال الفنية من البداية عندهم معهد ويرسلون الفنانين لمعاهد القاهرة والكويت للابتعاث ودراسة المسرح ومتى ماتوفرت الرغبة لدى المسؤولين في تطور الدراما فإنني متأكد أننا سنعمل شيئاً جميلاً إن شاء الله .
* ألم يعرض عليك العمل في المسلسل الرمضاني طاش ما طاش ,,, ؟
لا ولو عرض علي وكان الدور مناسب ويحافظ على اسم خالد الحربي أنا أرحب بالتعاون مع السدحان والقصبي بشرط ملائمة النص لي.
* هل سبق ان قمت بأعمال مركبة ,,,؟
إلى حدٍ ما ولكن ليس بالشكل الذي تتصوره كالجنون والعقد النفسية ولكن يملك نقاط ضعف معينة تؤثر على سلوكه في أكثر من عمل.
* ماهي أبرز الأسماء التي وقفت أمامها في التمثيل؟
كثيرون من عمالقة التمثيل في مصر مثل كمال الشناوي وعزت العلايلي وسميحة أيوب وأمينة رزق ومصطفى فهمي ومريم فخر الدين ومعظم فناني الرعيل الأول والجيل الجديد,.
* في ختام اللقاء هل تريد إضافة شيء ,,,؟
لا أعتقد أن هناك شيئاً لم تسألني عنه وأشكر فن الجزيرة على متابعته للأعمال الفنية وأشكرك يا أخ محمد على متابعتك خاصة بعد مرافقتك لنا ونحن نسجل بعض حلقات أحد المسلسلات في أبها وشكراً لكم,
|
|
|
|
|