| العالم اليوم
بعد ان اصر ايهود باراك على الذهاب الى الولايات المتحدة الامريكية للاشتراك في قمة كامب ديفيد بعد أن فقد الاغلبية الكبيرة التي كان يمتلكها في الكنيست الإسرائيلي إثر تفتت حكومته بعد انسحاب الاحزاب اليمينية الثلاثة التي كانت تدعمها لتنخفض أغلبيته من 67 صوتا في الكنيست الى ستين صوتا,, نقول بعد أن أصر باراك وذهب الى امريكا، فإن قمة كامب ديفيد الثانية ستصبح بلا قيمة ولا معنى وبالتأكيد ستكون بلا نتائج اذ ان باراك سيكون عاجزا عن الالتزام بأي قرار سياسي حازم وهو غير مؤهل أصلاً لاتخاذ قرار ، اذ يمتلك الآن قرابة الستين مقعدا في الكنيست بعد انسحاب نواب حزب إسرائيل بعليا المهاجرون الروس وعددهم اربعة نواب، والنواب الخمسة للحزب القومي الديني الذين يمثلون المستوطنين، ونواب حزب شاس الكتلة الثالثة في الكنيست والذين يبلغ عددهم سبعة عشر نائبا وبهذا لن يكون مساندا لباراك سوى كتلته النيابية والتي يشكل احد أعضائها وزير الخارجية ديفيد ليفي قلقا آخر لباراك إذا أصر بمعارضته لمواقف رئيسه متهما إياه بعد إشراكه في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بالمفاوضات مع الفلسطينيين، وبالاضافة الى كتلة باراك النيابية هناك نواب حزب ميريتس اليساري العشرة، وبعض الاحزاب الصغيرة كحزب الوسط والنواب العرب الذين يتراوح عددهم بين العشرة والأحد عشر حيث ان احدهم عضو في حزب الليكود وجميع هؤلاء النواب لا يحققون سوى ستون صوتا، مما يعني حسابيا أن حكومة باراك قد سقطت، وان لم يعلن عن سقوطها لأن استقالات الوزراء الاعضاء في الاحزاب المنسحبة لا تصبح نافذة إلا بعد ثمانٍ واربعين ساعة، وسقوط الحكومة يتطلب تقديم طلب طرح ثقة بها وهو ما قامت به الاحزاب المنسحبة وبالتعاضد مع حزب المعارضة الرئيسي الليكود أمس.
لكل هذا يمكن القول ان الساعة السياسية قد توقفت في اسرائيل، وان كلاً من عرفات وكلنتون ينتظران كيف يتجاوز باراك ازمته السياسية ليتمكنا من تحقيق نتائج ايجابية لقمة كامب ديفيد الثانية التي يبدو أنها تواجه ولادة عسيرة جدا,, قد لا تنفع معها العمليات القيصرية.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|