أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th July,2000العدد:10148الطبعةالاولـيالثلاثاء 9 ,ربيع الثاني 1421

تحقيقات

من خلال مجموعة وا إسلاماه الإنسانية:
فتياتنا والنظرة إلى العمل الخيري التطوعي
* جدة مريم شرف الدين
مجموعة من بناتنا وهبن أنفسهن لخدمة الآخرين,, وتطبيق مفهوم التكافل الذي حثنا عليه ديننا الحنيف من خلال المساهمة في العمل التطوعي ومحاولة بذل كافة جهودهن لمد يد العون لمساعدة كافة الفئات وخوض عدد من التجارب التي تؤكد على مدى النضوج الفكري الذي وصلت إليه بناتنا السعوديات,, وعدم التوقف عند حدود النظرة الضيقة التي تراود مخيلة كل فتاة في عمرهن وتجاوزهن لهذه المرحلة بشغل وقتهن وتسخيره لخدمة دينهن ووطنهن والآخرين، وتقديم كافة هذه الخدمات في صور مبسطة تعبر عن المعنى الحقيقي لمفهوم العمل التطوعي وتجربة حافلة بالعطاء الإنساني الخالص.
وتكوين مجموعة من الطالبات لا يتجاوز عددهن 13 فتاة من بناتنا والعمل تحت شعار وا إسلاماه كانت قضية كوسوفا العامل المحرك الذي دفعهن لتكوين هذه المجموعة حتى يكون بامكانهن تقديم عملهن التطوعي الخيري الإنساني وفق أسلوب منظم,, توجهن للندوة العالمية للشباب الإسلامي من خلال قسمها النسائي والعمل تحت مظلتها.
لكن هذه المجموعة من البراعم التي ما زالت تنمو على أفرع الشجرة السامقة في هذا الوطن,, كيف ترى أهمية العمل التطوعي؟ ما هي التأثيرات التي انعكست عليها من خلال معايشة العمل,, والرصيد الذي استطعن الخروج به من تجاربهن السابقة؟
الجزيرة التقت عددا من عضوات مجموعة وا إسلاماه فأجبن على تساؤلاتنا بالشكل التالي:
رسالة إنسانية
تقول الطالبة دينا بوقري رئيسة مجموعة (وا إسلاماه) والطالبة في الصف الثالث الثانوي: أعتقد أن العمل التطوعي أو العمل الخيري قبل كل شيء يعتبر رسالة إنسانية من منطلقها أردنا أن نرتكز على قاعدة تجعلنا ننطلق منها لأداء الواجب بالشكل الذي يحقق الأهداف المرجوة التي تتلخص في الغيرة على مجتمعنا والمسؤولية أمام الله وليكون العطاء بلا حدود والحماس ما تنبض به دقات قلوبنا نحن معشر الشباب والإحساس بأن تكون لدينا المقدرة على التحسين وهذا ما يجعلنا نعدكم بأننا لن نترك الدنيا دون أن نخلف ذكرى خير تذكر بها كل واحدة من هذه المجموعة ونُؤجر عليها يوم الدين,ومجموعة هذه الخصال هي السمة التي اجتمعت في العضوات المؤسسات لمجموعة (وا إسلاماه).
تأسيس الجمعية
وعن كيفية تأسيس المجموعة تقول: حقيقة عندما شرد مسلمو كوسوفا من قِبل الصرب عام 1999م، شعرنا بالغيرة على أعراض أخواتنا ومن ثم الإحساس بالمسؤولية نحوهم, وقلت في نفسي: كلا لن نظل مكتوفات الأيدي , واجهتنا الكثير من العقبات ولكن مع ذلك زاد تحدينا, وبكل إخلاص أقول أنه لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ومساندة الندوة العالمية للشباب الإسلامي (ممثلة في اللجنة النسائية) برئاسة الأخت سميرة نيازي ونائبتها لمياء خليفة ما كان يتحقق لنا ما نصبو إليه، ولهذا لن ننسى اليوم الذي رحب فيه الجميع بنا واحتوائهم لنا وتوجيهنا إلى الطريق الصحيح للمساهمة في العمل الإنساني وجمع التبرعات والكيفية التي يمكننا بها مد يد المساعدة للمحتاجين وليس هذا فحسب، وإنما احتضانهم لهذه المجموعة للعمل تحت مظلتها.
بدأنا بالعمل لصالح هذه القضية وشعرنا بأن التاريخ يعيد نفسه وتذكرنا لتلك السيدة التي أوذيت من قِبل أحد الجنود الروم في العهد العباسي فصكت وجهها منادية: وامعتصماه ,, وا إسلاماه ,, فلبى نداءها الخليفة المعتصم بالله وأرسل لها جيشاً عرمرما لاسترجاع حقها.
وهذا ما جعلنا نتخذ عبارة (وا إسلاماه) شعاراً لهذه المجموعة, ومقابل هذا لا أقول بأننا أرسلنا جيشا لنجدة اخواتنا واخواننا هناك، بقدر ما أقول أننا بادرنا إلى تلبية هذا النداء ومع هذا الإصرار خلال (3) أسابيع فقط قمنا بجمع ما يقارب المليون ريال سعودي اشتملت على التبرعات المادية والعينية، لكن مع قيامنا بجمعها وفق أسلوب مبتكر,, ولأن هذه التجربة بنيت على قاعدة من المعلومات التي جعلتنا نتعرف أكثر على واقع هذه القضية آنذاك,, وبعد الاستعانة بأحد المواطنين الألبان فقد تضاعف حماسنا وهذا جعلنا نفكر في استقطاب كافة الرسامين السعوديين الناشئين وتوجيه الدعوة لهم لمشاركتنا وعرض لوحاتهم للبيع على أن يكون عائد هذه الأعمال لصالح مسلمي كوسوفا لتتجسد هذه الفكرة تحت مسمى (الفن للإنسانية).
ومن أوائل الناس الذين شجعوا هذه الفكرة سمو الأميرة الفاضلة هالة آل الشيخ والسيدة زكية بندقجي، والسيدة لنا الفضل حرم المهندس طلال كردي الذي تبرع بدوره بصالة الروشان مشكوراً لإقامة هذا المعرض الذي جاء تحت رعاية الندوة العالمية للشباب الإسلامي,, (وقت الفراغ,, واستكمال الرسالة)، فكانت هذه البداية حافزا لاستكمال رسالتنا التي قامت على توعية الشباب بأهمية الاستفادة من وقت الفراغ، واستغلال جهودهم وطاقاتهم لتطوير وتحسين المجتمع بالطرق الصحيحة، ومن ثم توجيههم إلى عمل الخير، وإعداد دورات تعليمية وترفيهية بالمستشفيات للتخفيف من معاناة الأطفال المرضى، وهذه الخطوة ما كانت لتتحقق لنا أو ترى النور لولا مساندة المؤسسة الخيرية للرعاية الصحية المنزلية فرع المنطقة الغربية,, برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي بادرت بدعمنا وكانت لها اليد البيضاء في إتاحة هذه الفرصة لنا وخوض تجربتنا الثانية بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني، وتحقيق الأهداف التي خططنا لها واعطائنا دفعة كمجموعة من هذا الجيل لإدراك أهمية وقيمة العمل التطوعي الخيري الإنساني في هذا المجتمع ومواصلة هذا العطاء، وعدم تبديد وقتنا فيما لا يعود علينا بالفائدة.
وهذه المساعدة سوف تجعلنا لا نتوقف عند حدود معينة وإنما تدعونا للعمل على ابتكار أساليب جديدة للتعامل مع المجالات المتنوعة للأعمال الخيرية ولفت انتباه كل الأخوات اللاتي في مثل أعمارنا وتشجيعهن لخوض هذه التجربة ومعايشة هذا العمل الإنساني وتطوير مفهوم الأعمال الخيرية لدى الشباب والارتقاء بالمستوى الفكري لديهم إضافة إلى العمل لإحياء التراث.
قيمة العمل التطوعي
وهذا ما يجعلني أؤكد على اهمية العمل التطوعي والعمل الإنساني والخيري لأنه سيشعرنا بقيمة الحياة وبقيمة كل الأشياء المحيطة بنا وتنمية أحاسيسنا تجاه هذا العمل, ومن خلال هذا المنبر الصحفي المتمثل في صحيفتكم اتقدم بالشكر والتقدير لكل من صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحبة السمو الأميرة هيفا بنت منصور بن عبدالعزيز آل سعود، والسيدة نادية الزهير، وأعضاء وعضوات المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الطبية المنزلية فرع المنطقة الغربية على كل ما قدمنه لنا.
تجربة غير مسبوقة
كما التقينا بعدد من عضوات من مجموعة (وا إسلاماه) للتعرف على مرئياتهن حول الأهمية التي يشكلها العمل التطوعي في حياتنا والتأثيرات التي انعكست عليهن، أو بعبارة أخرى ما هو الرصيد الذي خرجن به من إنصهارهن في بوتقة العمل التطوعي.
* تقول الطالبة بسمة البكري/ الصف الثالث ثانوي: في الواقع العمل التطوعي أتاح لنا الفرصة لمشاهدة طبقة من المجتمع لم يسبق لنا مشاهدتها والتعامل معها في السابق ومعرفة أوضاعها، وبدأنا نشعر بقيمة الحياة أكثر من ذي قبل ومعرفة قيمة كل الأشياء الموجودة لدينا ومن حولنا، وهذه العوامل اعتبرها من أكثر الأشياء التي استطاعت التوصل إليها من خلال هذه التجربة, وهذا ما يجعلني أقول إن أهمية العمل التطوعي تكمن في اعطاء الإنسان المقدرة للشعور بقيمة الحياة بشكل آخر، والإحساس بأن هناك أناساً يتألمون ويتعذبون نتيجة الأمراض التي يعانون منها وبالتالي مما يفرض علينا أن نوفر لهم كل ما يحتاجونه.
في ذات الوقت أتاح لنا العمل التطوعي الفرصة للتعامل مع الأطفال المعاقين والمرضى والبحث عن كافة السبل التي تمكننا من إدخال البهجة والسرور في أنفسهم وإخراجهم بعض الشيء من المحيط الذي يجعلهم يلوكون آلامهم بمفردهم واعطائهم دفعة من الأمل لمواجهة آلامهم ومشكلاتهم بشيء من التحدي وهذه التجربة كما استطيع أو كما يمكنني القول: جعلتنا نتعلم الكثير من الأشياء والقيم التي سننتفع بها في حياتنا المستقبلية القادمة، لأن انعكاس هذه الخطوة على ذاتي سوف تجعلني أسعى للتطوير والبحث عن أفضل السبل لتحسين أوضاع هذه الفئات والارتقاء بمستوى العمل التطوعي والخدمة الاجتماعية.
خبرات جديدة
* أما الطالبة غزل طلال كردي فقالت: استطيع القول بأننا عندما بدأنا في ممارسة العمل التطوعي شعرنا بكيفية الوضع الذي تعيشه الطبقات الأخرى التي بدأنا نشاهدها في المستشفى ونلمس معاناتهم ومعرفة مدى حاجتهم للمساعدة واستفدنا من تجربة العمل التطوعي واكتساب خبرات جديدة وتعلمنا التعاون مع بعضنا البعض من منطلق روح الفريق والاستفادة أيضا مع كيفية مساعدتنا للآخرين ورعايتنا لهؤلاء الأطفال فإن العمل التطوعي وخدمة المجتمع,, يشكلان أهمية كبرى لكثير من الفئات والطبقات المحتاجة له,ومن خلال العمل التطوعي الذي أعتبره من أهم الأعمال الإنسانية التي ينبغي على كل أفراد المجتمع القيام بها للتواصل مع هذه الفئات، استطعنا من خلال زياراتنا المتكررة للأطفال المحتاجين في منازلهم وبالمستشفيات احاطتهم بشيء من الدفء والحنان وادخال البهجة إلى أنفسهم ورسم الابتسامة على شفاههم وتعويضهم عن غياب من فقدوهم,أيضاً هذه التجربة سوف تنعكس تأثيراتها علينا شخصياً وفي حياتنا الخاصة والعامة سوف تمنحنا المقدرة على كيفية التعاون مع الآخرين وعلى اختيار الطريقة المناسبة التي تجعلني في حياتي القادمة أقوم بتربية أطفالي وفق الأساليب التي تجعلهم يتحملون مسؤولية هذا العمل والقيام به لوجه الله تجاه مجتمعهم.
الطالبة رشا فارسي الصف الثالث ثانوي أكدت أن العمل التطوعي في مضمونه يحمل الكثير من المعاني الإنسانية السامية التي يمكننا تجسيدها في العديد من الصور التي تعبر عن المعنى الحقيقي لمعنى التكافل الإنساني، وبالتالي هذه النوعية من العمل هي التي جعلتنا كما ذكرت الأخوات نشعر بقيمة الحياة، وننظر إليها نظرة مختلفة تماما عن نظرتنا السابقة، نظرة أكثر جدية، لأن نظرتنا في السابق جعلت آفاق تفكيرنا محدودا لا يتجاوز حدود المحيط الذي نتعامل معه وعدم التفكير في تأمل أوضاع الآخرين، ولكن عندما بدأنا نخوض غمار العمل التطوعي، بدأنا نفكر فيهم، ونشعر بالسعادة معهم لأننا أصبحنا أفرادا فاعلين، لهم المقدرة للقيام بعمل جيد لصالح الآخرين، وملامسة همومهم والتعرف على أفكارهم ومعرفة احتياجاتهم.
وهذا العمل حقيقة جعلنا أكثر فاعلية وأكثر تواصلا مع هذه الفئات الأخرى من المجتمع وتبادل الحديث معهم، وأكثر من ذلك أننا أصبحنا فخورين بأنفسنا لقيامنا بهذا العمل الإنساني.
وأيضاً هذا ما يؤكد على أن هناك الكثير من الفتيات السعوديات حتى على الرغم من عدم وصولهن إلى مرحلة متقدمة من العلم ما زلن يسعين لمواصلة خطواتهن في هذا المجال,وبالتالي تجربة الإنسان في مجال العمل التطوعي سوف تمنحه المقدرة على اختيار المسار الصحيح أو الكيفية التي تمكنه من استكمال مشوار حياته بطريقة جيدة ومناسبة، وتجعله يسعى أيضا لتسخير جزء منها لصالح الآخرين وايجاد الأساليب التي تمكنه أيضا من كيفية مساعدته لهم والبحث عن أفضل السبل التي تكفل لنا تطوير هذه النوعية من العمل لعدم التكرار أو الاستناد على التجارب السابقة، لأن هناك من يستمر على نفس العطاء مع عدم الاهتمام بالحديث والتطوير على واقع هذه النوعية من العمل لفتح قنوات إضافية جديدة للخير والمساعدة عليه وشموله لفئات متعددة وشرائح متنوعة.
توعية وأعضاء جدد
* أما الطالبة نورة الجوهري الصف الثالث ثانوي, قالت: من أهدافنا الأساسية في هذه المجموعة التركيز على العمل التطوعي والتوعية بين جيل الفتيات اللواتي في مثل أعمارنا، لذلك نحن نحاول قدر الإمكان إتاحة الفرصة للجميع للمشاركة معنا، وهذا بالطبع مما جعلنا نبدأ تجربتنا في المجال الصحي بعد انطلاق أعمال المجموعة أثناء حرب كوسوفا لأن التجربة الجديدة أتاحت لنا الفرصة للتعامل مع الأطفال الصغار، وبالتالي عندما كنا ندخل عليهم كل مخيلتنا وتفكيرنا كان يتركز حول كيفية إشعارهم بالفرح وادخال البهجة إلى نفوسهم ومحاولة جذب اهتمامهم إلينا وإشعارهم بشيء من الحماس وجعلهم بعض الشيء يتناسوا أمراضهم ربما وجدنا من البعض التجاوب,, إلا أن البعض الآخر منهم على الرغم من كل المحاولات التي كنا نقوم ببذلها معهم وما نقدمه من ألعاب وحلوى وتسلية تستحوذ على مشاعرهم وأحاسيسهم، ومع هذه المحاولات حقيقة تعلمنا منهم الصبر وقوة التحمل والارادة فكانت التجربة مليئة بالخبرات وجميلة للغاية، وهذا مما دفعنا للبحث عن أفكار جديدة لدعم واقع العمل التطوعي الخيري الإنساني ومن هذه الأفكار، وكما نعلم هناك الكثير من الطالبات قد تروق لهم إقامة حفلات خاصة عند التخرج وانفاق مبالغ باهظة في هذه الحفلات فتم اقناعهن وأسرهن بتحويل قيمة التكاليف للعمل الخيري الذي نحن بصدده فكانت خطوة إيجابية وتجربة وقدوة حسنة يثابون عليها، ومن ثم انفاق هذه المبالغ في إنشاء مسجد أو مدرسة أو حفر بئر وتسجيلها باسمهم، وإن شاء الله هذه الخطوة تكون البداية لزيادة عدد هذه المجموعة وانضمام العديد من الأخوات إليها.
نحن والمسؤولية
وتقول الطالبة ندى باعشن المرحلة الثانوية: العمل التطوعي يرتبط بالعديد من الأحداث ويتوقف على العديد من الأدوار من أجل القيام به وتحمل مسؤولية هذا العمل,, لخوض العديد من التجارب.
لكن قبل أن أوضح مدى الأهمية التي يتقلدها العمل التطوعي في حياتنا يمكنني أن أقول: إن تجربتنا في مستشفى الملك خالد للحرس الوطني، كانت تجربة ثرية مليئة بالعبر والمشاهد التي تتحرك لها القلوب وهذه التجربة على أرض الواقع أتاحت لنا الفرصة لمشاهدة الطبقات الاجتماعية المختلفة والانفتاح إلى المجتمع بشكل أكبر بعكس الواقع الاجتماعي الذي كنا نعيش فيه والتعامل في حدود طبقتنا الخاصة وليس بسبب الانغلاق ولكن ربما لأن الظروف لم تسمح لنا بالتعامل مع تلك الفئات، وبالتالي عندما قمنا بالتردد على المستشفى بدأنا نقف على مشكلاتهم ونكون على مقربة منهم والتعاطف بشكل أكثر معهم، وتعلم الصبر منهم والاحساس بالناس بشكل أكثر، وعدم محاولة النظر إليهم من واقع تلك النظرة الضيقة كما هو الحال في السابق وتبدل هذه النظرة لاحتوائهم ونشملهم برعايتنا واحتوائهم والشعور بمعاناتهم وآلامهم.
وأهمية العمل كبيرة للغاية وتقتضي التعرف عليها والانصهار في بوتقتها، أقول هذا لأن المدارس الموجودة لدينا لا تتوفر فيها أو حتى مناهجنا تتضمن بعض المعلومات أو يوصى لنا بوجود هذه النوعية من خدمة المجتمع.
لكن باعتبار مدرستنا تعتبر من أول المدارس في المملكة التي تقوم بتطبيق هذه التجربة وهذه الخطوة نجحت والحمد لله بعد أن وجدت الدعم من الجميع.
وحقيقة نحن (13 طالبة) نمثل في عددنا مجموعة (وا إسلاماه)، إلا أن كل الزميلات اللواتي على معرفة بالأنشطة التي نقوم بها أصبح لهن رغبة كبيرة لمشاركتنا، والأجمل من ذلك أن اجتذابنا لصديقاتنا إلى هذا العمل وقناعتنا به سوف يدفعنا بشكل أكبر لإيصال هذه الرسالة للجميع، بل وحثهم للإنضمام إلى هذا العمل لأن الإنسان بطبيعته يحب عمل الخير.
* الطالبة/ غادة سنبل (المرحلة الثانوية الصف الثالث) قالت: بصراحة,, تجربتي في العمل التطوعي بدأت منذ 4 سنوات عندما بدأ يتحرك هذا الشعور الإنساني في داخلي منذ الوهلة الأولى التي قمت فيها بزيارة مركز العون، وعند مشاهدتي لهؤلاء الأطفال على أرض الواقع، تلمست حجم المعاناة التي يعيشون فيها في هذه اللحظة، شعرت بإحساس غريب جعلني أقول في نفسي حتما أنهم في حاجة إلى المساعدة فدار في خلدي الكثير من الأفكار للبحث عن الكيفية التي يمكنني مساعدتهم بها.
حقيقة لم أتمالك نفسي آنذاك، وأول ما قمت به بعد عودتي إلى المنزل نقل كافة هذه المشاعر واستحضاري لها أمام أسرتي.
ومع تنامي الإحساس بداخلي وعلى الصعيد الآخر من خلال مشاهدتي لحوادث المرور والمجاعات في التلفزيون والآثار التي تخلفها الحروب وتلمس الوضع بين الاسر الفقيرة وكيف هي تُصارع أحيانا من أجل توفير ما يسد جوعهم حتى لو بكسرة خبز.
كل هذه العوامل كانت فعلا كفيلة لتجعلني أبدأ مرحلة جديدة من حياتي للاهتمام بالعمل التطوعي وانضمامي بعدها إلى مجموعة (وا إسلاماه).

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved