| عزيزتـي الجزيرة
إن الله سبحانه وتعالى خلق الذكر والأنثى للتعايش والإنجاب ولاستمرار الحياة على الأرض,, ففي الماضي كان التركيز على المرأة باعتبارها المسؤولة عن الإنجاب، وظلت المرأة غير القادرة على الإنجاب تعاني من مشاكل اجتماعية ونفسية، وظل الرجل يرفض الاعتراف بأنه قد يكون السبب، لأنه يتصور أن ذلك يقلل من قيمته ورجولته أمام الآخرين، والواقع أن لكل من الرجل والمرأة مشاكل صحية معينة تعيق أوتؤخر عملية الإنجاب.
وإليك عزيزي القارئ بعض المعلومات البسيطة:
إن عدد البويضات لدى الأنثى عند الولادة في كلا المبيضين حوالي 2 مليون بويضة، حيث تبقى البويضات في حالة سبات لحين سن البلوغ وتتلاشى أغلبها (تضمر)، ولهذا يتناقص العدد إلى 400000 عند البلوغ، وعملية الاضمحلال أوالتلاشي تستمر طوال عمر السيدة حتى أثناء فترات الحمل حتى تبلغ السيدة سن اليأس، حيث تضمحل جميع البويضات وأثناء كل دورة شهرية تبدأ حوالي 20 بويضة بالنمو، ولكن واحدة فقط تصل مرحلة النضوج والباقي يتلاشى.
أما بالنسبة للرجل فيبدأ إنتاج الحيوانات المنوية عند البلوغ فقط بخلاف المرأة التي تولد ومبايضها تحتوي على البويضات، حيث يستغرق انتاج الحيوان المنوي حوالي 60 يوماً وحوالي 10 14 يوماً للمرور خلال القنوات التناسلية الذكرية، أي حوالي 74 يوماً، وتتراوح كمية السائل المنوي أثناء عملية القذف من 2 6 مل، ويكون السائل لزجاً ولكن سرعان ما يتحول إلى سائل في القناة التناسلية الأنثوية ويستغرق ذلك حوالي 20 30 دقيقة، فيتحرر خلال عملية القذف عدد هائل من الحيوانات المنوية قد يتجاوز 300 مليون حيوان منوي،لكن أكثر هذه الحيوانات المنوية تموت أثناء طريقها في القناة التناسلية الأنثوية، ولا يتمكن من اختراق المادة المخاطية في عنق الرحم إلا حوالي 200 حيوان منوي فقط، وواحد من هذه الحيوانات المنوية هو الذي يخصب البويضة،ومع أن الجواب الأكيد صعب، إلا أنه يعتقد بأن الحيوان المنوي يبقى حياً بعد اختراق عنق الرحم وأنبوب الرحم حوالي 3 4 أيام.
من المؤثرات على عدد الحيوانات المنوية ونوعيتها مثلاً، فمهما كان المرض بسيطا إلا أن له تأثيرا على الحيوانات المنوية عدداً ونوعية، ولذلك يجب ألا نعتمد في الحكم على تحليل واحد فقط للسائل المنوي، وإنما إعادة التحليل عدة مرات وعلى فترات للتأكد من صحة التحليل، وكذلك من الأمور التي تؤثر على الحيوانات المنوية التدخين وتناول الكحول، حيث إن التدخين يؤدي لقلة عدد الحيوانات المنوية وتقليل الحركة، وكذلك الإفراط في تناول الكحول يؤدي إلى نقص إنتاج الحيوانات المنوية وكذلك يضعف قدرة الرجل الجنسية.
وأخيراً عزيزي القارئ ما أردت همسه في أذنيك هو في حالة تأخر حمل زوجتك لا تتردد في مراجعة الطبيب فقد وصل العلم لمراحل متقدمة جداً وحل حتى أكثر الحالات تعقيداً، والبحوث مازالت تجرى لحل كافة المشاكل القليلة المتبقية، وفي مراحل العلاج قد يعاني الزوجان من صعوبات نفسية واجتماعية أو مادية، ولكن النتائج الإيجابية التي تتزايد يوماً بعد يوم تجعل هذه المشكلة تستحق الصبر والمثابرة والثقة بالطبيب المعالج.
وسام صالح الوشاح
|
|
|
|
|