| القوى العاملة
ي دراسة أعدها الدكتور صافي إمام موسى عضو هيئة التدريس بمعهد الإدارة العامة سابقاً ونشرتها مجلة الإدارة العامة التي يصدرها المعهد في عددها الثامن عشر تحت عنوان مشاكل الإدارات التسهيلية والأجهزة المساعدة ذكر الباحث أن هناك عدداً من العوامل التي تدخل في تكوين مناطق التوتر والنزاع، منها عوامل السن والفوارق الاجتماعية ومنها اختلاف الوضع التنظيمي لكلتا الفئتين في الهرم الإداري، ومنها عدم تمتع الموظفين المساعدين بالسلطة على الإنتاج.
وأشار الباحث إلى أنه من ناحية السن تبين من الدراسات أن الموظفين المساعدين أصغر عموماً من التنفيذيين الأمر الذي نجم عنه لون من التنافر الناتج عن التفاوت في الأعمار، فالموظف التنفيذي الكبير يكره أن يتلقى من المساعد آراء يعتبرها في الغالب وكأنها تعليمات، وقد لوحظ في الاجتماعات المشتركة التي تعقد بأن التنفيذيين يتفهمون آراء المساعدين ليتمخض عن هذا الموقف لون من المرارة وخيبة الأمل لدى المساعدين، وخاصة أولئك الذين استخدمتهم الإدارة لتفوقهم الدراسي، وكان يتملكهم الشعور بالقدرة على المساهمة الفعالة في تطوير الإدارة وأساليبها وأن افكارها ستجد القبول السريع من العاملين معهم في الإدارة، إنهم يدخلون الخدمة وفي حسبانهم أنهم سيرتبطون بعلاقات منطقية منظمة تمكنهم من ذلك المؤهلات العلمية التي يحملونها، بيد أنهم سرعان ما يكتشفون بأن حرية العمل تقع في شرك نسيجه الارتباطات غير الرسمية، وأن تخصصهم الدراسي الذي حسبوه سندهم الوحيد في وظائفهم غالباً ما يجدونه غير مناسب لأداء المهمات التي يكلفون بها، فلا يجدون مفراً من اللجوء إلى البحث عن أقوى الموظفين التنفيذيين في التنظيم غير الرسمي ليبثوا عن طريقه أفكارهم وآراءهم.
أعتقد أن هذه الإشارة تتفق والواقع الذي تعيشه معظم الأجهزة، ولا يعني وجود مثل هذا التوتر بين الموظفين التنفيذيين والمساعدين أن هناك تجاوراً من قبل الموظفين، بل إن مسؤولية ذلك تقع بالدرجة الأولى على مستوى التنظيم في الهياكل الإدارية والمساعدين وما ينتج عنها من ازدواجية، وكذلك ضعف جانب التدريب، وعدم دوران العمل, كل ذلك وغيره قد يتسبب في وجود هذا التوتر بما ينعكس أخيراً على أداء العمل وضعف الإنتاج ومحاولة الركض اللاهث لإرضاء هذا الموظف وذاك المسؤول وقد يؤدي هذا إلى صرف كل من الموظف التنفيذي والمساعد عن أداء عمله الاساسي وهذا بحد ذاته سلوك خاطئ لا يقره نظام.
سليمان محمد الجريش |
|
|
|
|