| محليــات
يتطلع المجتمع الدولي كله الى منتجع كامب ديفيد الأمريكي في موقعه الجبلي الحصين: البعيد عن أعين الفضوليين وخاصة رجال الصحافة، ووكالات الأنباء العالمية، وشبكات التلفزة حيث تعقد اليوم القمة الثلاثية التي تجمع الفلسطينيين والاسرائيليين بحضور ومشاركة الرئيس الأمريكي لايجاد اتفاق سلام نهائي بين السلطة الفلسطينية واسرائيل.
واتفق المراقبون على اختلاف مشاربهم السياسية وتعدد وجهات نظرهم على ان قمة كامب ديفيد ستكون حاسمة بالفعل، لأن كلا الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي يدخل المفاوضات متمسكاً بثوابت مبدئية ومطالب ليس لديه استعداد للتنازل عن أيٍّ منها، لأنها مطالب تفرضها تلك الثوابت المبدئية.
فلاءات رئيس وزراء اسرائيل الخمس تقابلها حقوق الفلسطينيين في القدس عاصمة لدولتهم، وعودة اللاجئين أو تعويضهم بمبلغ يقدر بأربعين مليار دولار أمريكي، وإزالة المستوطنات من الأراضي المحتلة، واعتبار خط الحدود في الرابع من يونيو 1967م هو خط الحدود بين الدولتين اليهودية والفلسطينية.
كما يتمسك الفلسطينيون في قمة كامب ديفيد بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والاتفاقات التي أبرمت مع اسرائيل على أساس تلك القرارات وهذا هو عين ما سعت اسرائيل منذ بدء عملية السلام في شهر أكتوبر 1991م بمدريد للتنصل منه وعدم الالتزام به.
ولكن قمة كامب ديفيد اليوم تكتسب صفة الحسم من أن المواجهة بين المفاوضين الفلسطيني والاسرائيلي ستكون فقط حول قبول أو رفض اسرائيل لأحكام قرارات الشرعية الدولية وتنفيذها أو عدم تنفيذها.
وهنا يبرز (محك الاختبار الصعب) للدور الأمريكي في مفاوضات القمة ,, أين سيقف كلينتون ومع مَن وبماذا سيكون منطق تبريره لموقفه وهل يناصر أحد الجانبين أم يقف مع الحق والعدل اللذين تمثلهما قرارات الشرعية الدولية؟
تساؤلات تبدو سابقة لأوانها، لأنها تسبق بدء القمة لأعمالها ولكنها التساؤلات تمثل المحور الأساسي الذي تدور عليه اهتمامات المجتمع الدولي بالنتيجة التي ستسفر عنها القمة والتي سيلعب الموقف الأمريكي دوراً رئيسياً في تحديدها، فإما ان تكون النتيجة المرتقبة خاتمة لاثنين وخمسين عاماً من الصراع العربي الاسرائيلي بسبب القضية الفلسطينية وإما ان تدفع نتيجة القمة بالمنطقة كلها الى حالة أخرى من الاضطرابات وربما العنف، كما حذر الرئيس كلينتون من ذلك في حالة فشل القمة.
وقد برر دعوته لهذه القمة بأن عقدها خيار أفضل من خيار وضع الجمود الذي وصلت إليه المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وان المغامرة من أجل النجاح أفضل من انتظار الفشل.
وما من أحد في العالم يؤمن بالخير حقاً وعدلاً ويطلب السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، يتمنى فشل قمة كامب ديفيد ما لم يكن داعية حروب وتاجر سلاح يخشى بوار تجارته في زمن الأمن والسلام.
دعونا نتمنى التوفيق للدور الأمريكي في تحقيق الهدف النبيل من قمة كامب ديفيد الحاسمة بكل المقاييس السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية بالنسبة لحاضر ومستقبل الشرق الأوسط، وربما الأمن والسلام الدوليين.
الجزيرة
|
|
|
|
|