| مقـالات
بعد بضعة أشهر وبالتحديد في بداية شهر رجب العام المالي الجديد سابقا سوف تختفي من قائمة الخدمات العامة مئات الأسماء التي أنهت شبابها في خدمة الجهاز الحكومي بين أفراد سوف تفقد المصالح الحكومية تواجدهم وفاعليتهم بما في ذلك المراقب المحايد الذي أصبح يعرف أسماء العاملين في كل جهاز لقضاء مصالح الجمهور وآخرين سوف ترتاح المصالح من عبء بقائهم مجرد أسماء تشغل حيزا من مكان وزحمة في أكثر من مكان ربما غير مناسب بدءا من الطريق ثم مواقف العربات وثرثرة ما بين الموقف وموقع العمل بحثا في الغالب عن وجبة الفطور وعلى الأقل القهوة الصباحية التي ترتبط بمدى العلاقة مع فراشي كبار الجهاز الوظيفي ولهذه الفئة الضئيلة المكانة فاعلية ليست هينة فبعضها يقرأ سير المعاملات من الغلاف الخارجي باعتباره أميا ويساعد كثيرا على انتقالها من مكتب إلى آخر إن أحب ذلك وينال احتراما كبيرا من المراجعين المداومين على تلك المصلحة ويحصل على القاب يحسد عليها وربما هدايا لكسبه إلى جانب أصحابها, وهو في الحقيقة يخدم كثيرا ويتنازل عن كرسيه أحيانا من اجل الترحيب بمن يقدر مكانته أو يستنجد بقربه من أفواه وأيدي كبار المسئولين التنفيذيين ولولا ضآلة مرتب الوظيفة وتشنج بعض التنفيذيين في إصدار بعض التعليمات لتدافع للحصول عليها الكثير من موظفي الدرجات الهابطة الذين هم ومعذرة لهذا اللفظ كالعدم.
شهر رجب القادم سوف يحصد قائمة طويلة شأنه كل عام من المتقاعدين الذين ينتظر بعضهم هذا الموعد بفارغ الصبر لأن هناك ماينتظره من مسئوليات خاصة لتنامي دخله وان يسفر عن وضعه المالي بعيداً عن الاتهامات وتطبيق النظام الذي اصبح له لساناً عند الحاجة فيطرح سؤالاً محرجاً كالقول من أين لك هذا أو مصادر دخلك,وهو في الواقع قد خطط مسبقاً لزيادة حيوية مشاريعه الخفية بما في ذلك عقد شركات أو مساهمات في نشاطات الآخرين, وهناك فريق آخر ينظر إلى ذلك الموعد بنوع من الخوف والحذر هو كيف سوف يستقبل معارفه بل وأفراد أسرته ذلك الحدث؟ بالشماتة والسخرية أم بالفخر والاعتزاز؟ هل سوف ينجح في تنمية صداقاته وتطويرها أم يبتعد حتى عدد زملائه لاسيما الذين اصطدم بهم ذات يوم حول أمور جانبية.
هذه الخواطر مرت بي وكنت في زيارة احد الأصدقاء القدامى ينهي إليَّ بأن خدمته في الجهة التي يعمل بها قد اصبحت في عد تنازلي كما تفعل الجهات العلمية وانه يلملم أوراقه التي سوف تنتقل معه إلى المنزل قبل دخول شهر رجب القادم, وكان عليَّ أن اسأله عن انطباعاته بعد هذا المشوار الطويل مع الخدمة فأجاب سريعاً يحسن أن توجه هذا السؤال الى الذين تعاملت معهم من جمهور وزملاء وكذلك رؤساء حتى يقيّموا سلوكي وإنتاجيتي, ولكنهم لن يفعلوا اليوم لأن الكلام لا معنى له وما فات قد مات, والسجل الوظيفي عادة يمتلىء كما تعرف بالشوائب ولكن الحسنات يمسحن السيئات لحسن الحظ, وكم أتمنى من كل موظف على رأس العمل أن يتذكر مصيره ذات يوم مثل هذه الحالة, والمشكلة اليوم مشكلة الجمهور هي كيف يتعامل مع موظفين لايعرفهم هل سوف يتذكرون هذه السحنة التي كانت تتردد عليهم قبل رحيل زميلهم؟ هل له بعض التقدير في نفوسهم حتى تتحول إلى هذا المراجع أم يجدون فيه متنفساً للانتقام من ذلك الزميل الراحل؟
أيها الباقون على رأس العمل ترفقوا بالمراجعين من إخوانكم لأن مسئوليتكم خدمتهم وتذليل الصعوبات أمامهم, وجزاكم الله كل خير مع تمنياتنا لكم بخدمة مديدة.
للمراسلة ص,ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|