| مقـالات
عندما غزا العراق دولة الكويت (واستباح أرضها وشعبها) انتفض العالم في مواجهة هذا الغزو الغاشم، الذي رفض كل الدعوات، بسحب قواته، وترك الكويت لأهلها، معتمداً على قواته التي زادت على المليون جندي، وعلى حسابات سياسية وعسكرية (غبيّة) مدفوعاً بالمغامرة، وجنون العظمة والقرار الفردي التي هي صفات ثابتة للرئيس العراقي صدام حسين.
كان العراق لديه آلة إعلامية قوية، ويمتلك خبرات جيدة في الحرب النفسية، وقد مهّد لذلك بزرع أطراف إعلامية وشعبية وحزبية في بعض الدول العربية، مستمداً هذا الأمر من حربه مع إيران التي صورها وصدّق بعض القوم أنها حرب ضد (الفرس) لحماية الأمة العربية، والوضع غير هذا بالمرة، فإنما هي أطماع (صدام حسين) التي لا تعرف الحدود، والرغبة في الهيمنة والسيطرة والتفرد التي تجاوزت حدود الوطن العراقي الى محاولة إخضاع الوطن العربي لسيادته من بوابة احتلاله الكويت: الأرض والثروة.
لقد تمكن النظام العراقي من التأثير على الشارع الأردني وإخضاعه لدعاوي آلته الإعلامية,, ولظروف عديدة التهب الشارع الأردني وغذّى الالتهاب بعض المسؤولين الأردنيين المرتبطين بمصالح مع النظام العراقي,, وفي ظل هذه التوترات الشديدة كان أحد المواطنين السعوديين وجد صورة للملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز - يرحمه الله - في إحدى الدوائر الحكومية في القريات، والصورة جدارية وكبيرة، فأخذ هذه الصورة ووضعها في (حوض) سيارته الدتسون وسافر بها إلى الأردن حيث إن له سكناً هناك وهو متزوج أردنية وقد قام المواطن بلف الصورة داخل بطانية مخافة أن يراها ضابط الجمارك الأردني.
وعندما قام الضابط بتفتيش السيارة كان المواطن يعيش حالة رعب,, قلّب الضابط الأردني البطانية ووجد الصورة فماذا يمكن أن تتخيل موقفه؟! نظر إلى الصورة، رجع خطوتين إلى الخلف، ثم أعطى الصورة التحية العسكرية وعانق المواطن عناقاً حاراً وطلب منه دخول الأردن الشقيق آمناً مطمئناً.
رحم الله قادتنا الذين اختارهم الله إلى جواره وجعل التوفيق لمن يقود أمتنا إلى العزة والخير والفخار.
|
|
|
|
|