** جدة مريم شرف الدين
زمن قادم تتصارع فيه الافكار,, وتتجرد فيه البشرية من المبادىء والقيم والمثل وفرض ثقافات دخيلة,, ومع هذه العوامل التي بدأت تتعاظم داخل هذه المنظومة العملاقة,, وتستحوذ على مشاعر اجيال اليوم من اطفالنا,, وتتسارع فيه الخطوات لسلب مخيلتهم,ولكي نبني اجيالاً لها عقيدتها,, وسلوكياتها المتزنة وافكارها الصحيحة ,, واخلاقياتها الفاضلة,, ولها المقدرة على مواجهة الحقائق,, وادراك ماحولهم,, نحن في حاجة لتعزيز هذه المواجهة ونحن في حاجة الى تهيئة المناخ الثقافي الذي يتلاءم مع حجم هذه المواجهة، وباعتبار الصحافة تمثل احدى الروافد التي يمكنها مساعدتنا في نشر هذه النوعية من الثقافة,, لما لها من قدرات سحريةَ وامكانيات تمتلكها لتغير الكثير من الملامح والمفاهيم الانسانية والفكرية والعقلية والاخلاقية,, فهذا مما يجعلنا نتساءل,, اين هي صحافتنا من ثقافة الطفل,, او هذه البراعم التي تنمو في حقول المستقبل؟ ايضا ماهي الاسباب التي جعلتها تتجاهل او تتوانى في تقديم المادة التي ترقى بمستواهم الفكري والعقلي؟
تغييب الطفل
الدكتور ايمن حبيب,, نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ يشاطرنا,, من خلال رأيه حقيقة وجود هذا القصور وتأكيده على ان الصحافة السعودية قصرت كثيرا في الاهتمام بشرائح عديدة وفي مقدمتها الطفل وتعاملها معه في كثير من الأحيان بأسلوب التغييب أو تجاهل وعيه، ونحن اذ نعايش هذه الممارسة الاعلامية والصحفية على وجه الخصوص فإننا لانعفي انفسنا من هذا اللوم,, الذي يصل الى حد الصراخ في وجه كل من يحول دون تقديم خدمة صحفية واعية ومتطورة تكتب بلغة يستقبلها الطفل وترتقي الى مستوى اهتماماته وأفقه المتطور.
واوضح حجم الصعوبات والتعقيدات التي يمكن مواجهتها من اجل الكتابة للطفل مؤكداً انه اذا كانت مهنة مخاطبة الطفل وتعليمه ليست بالمهمة اليسيرة فإن مهنة الكتابة الى الطفل اكثر صعوبة وتعقيداً,, لماتتطلبه من قدرات فائقة لجذب اهتمامه واستدعاء انتباهه لما ينبغي ان يكتب له بلغة هي مزيج من الواقع المحسوس الممتزج بالاحلام والالوان والفراشات وكل ماهو ناصع ونقي.
الطفل بين الأخبار والثقافة
الدكتور عبدالمحسن سعد الداود نائب رئيس تحرير جريدة الرياض اوضح من جانبه ان الطابع اليومي للصحافة السعودية بصفة عامة ,, هو الذي فرض عدم الاهتمام الجاد بثقافة الطفل,, لان الطابع الاخباري اليومي السريع والحرص علىنشر التقارير الاخبارية المتنوعة,, واللقاءات ,, حال دون الاهتمام بالموضوعات الثقافية البحتة الجادة ومنها ثقافة الطفل التي تستهدف فئة بعينها قد تكون في الغالب متخصصة، الا ان هذا لايعني عدم وجود محاولات فيما يتعلق بثقافة الطفل في صحافتنا السعودية بوجه خاص، فالاهتمام بنشر الاخبار المتعلقة بثقافة الطفل والندوات المتناثرة هنا وهناك في اوقات متباعدة تؤكد ان هناك جهوداً معينة ولكنها مازالت محدودة ودون المأمول,, ونتمنى ان ترتقي الى الافضل قريباً لتخدم اجيال المستقبل.
مغالطة
الاستاذ/ احمد سعيد مصلح,, مدير تحرير الاسبوعية بجريدة المدينة,,يقول من جانبه: ان تقول بان صحافتنا السعودية قد أعطت الطفل حقه بالكامل فيه مغالطة، لانه رغم وجود صفحات متخصصة بالطفل إلا انها مازالت تخاطب هذا الطفل وكانما هو طفل الأمس,, واستطيع ان اجزم بأنها لم ترق الى مستواه الفكري والعقلي,, ورغم ان طفل اليوم ليس طفل الأمس,, حيث تحقق له الكثير من وسائل ومقومات الرفاهية, إلا ان بعض الصفحات الخاصة مكانك سر لم تتمكن مواكبتها او مسايرتها له,, مما جعله يوجد روافد أخرى وللاستفادة منها غير هذه الصفحات التي لم تعد تثير اهتمامه بأي شكل كان.
هل هي خاصة بالطفل
وبعد مناقشتنا للمحور الأول,, واتضاح التقصير من الصحافة تجاه ثقافة الطفل,, هذا ما يجعلنا نتسأل,, الصفحات الحالية للطفل الموجودة والتي لا تتجاوز حدود عدد من الصور الشخصية للبعض من هؤلاء الاطفال هل باستطاعتنا ان تطلق عليها صفحات خاصة بالطفل؟.
وبعودة الى ضيوفنا في هذه القضية,, د, ايمن حبيب يرى انه لو تأملنا في المدى الطويل لصحافتنا العتيدة وعرضها وأعملنا رؤوسنا بحثاً وتنقيباً فيما يدور في رحاها من تفاعلات وطروحات,, لوجدنا انها ابعد ما تكون عن اهتمام الطفل او مايدور في عالمه,, وأقصد بالتحديد التسطيح المفرغ من النضج وأي مضمون جاد والاقتصار في اهتمامه على صورة الطفل وهي الشيء الأجمل وما عدا ذلك يعد تشويهاً يصيب عالم الطفل بالكآبة وربما بالكوابيس,.
ويؤكد هنا انه حتى مع وجود بعض من يعتقدون أنفسهم كتاباً متخصصين في كتابات الطفولة,, يفتقدون في كتاباتهم أو ممارساتهم الى أي حس بالطفولة,, او التعايش بشكل موضوعي مع عالم الطفولة الرائع المفعم بالدهشة والروعة والابداع والعفوية الهادفة.
وهذا مما يجعله يرى,, انه من الأولى لنا وللطفل أولاً ازاحة ايدينا عن عالمه البريء واتاحة الفرصة له ليختار بنفسه خطوط الوانه واحرفه المفضلة حتى وان تعذر ذلك على من ينصبون انفسهم أوصياء على وعي الطفل.
محاولات للجذب
د, عبدالمحسن الداود أكد ان هذه الصفحات لا تعدوا سوى عبارة عن محاولات لابراز نشاط الطفل وجذبه الى قراءة الصحيفة وصفحة الطفل بصفة خاصة,, لانه كما هو معلوم تكون الصورة أكثر جاذبية للطفل وتساعد على شده للمتابعة وقراءة ما تعرضه هذه الصفحات من موضوعات تتعلق بالجانب الترفيهي.
ويعترض هنا: أما ان تزعم بانها تقدم غذاءً فكرياً وثقافيا,, فهو تجاوز, ولا اعتقد انه يمت للحقيقة بصلة في هذه المرحلة بالذات.
فالمعلومات المقدمة لا تعدو كونها اشياء مبسطة معظمها منقولة من مجلات وكتيبات متخصصة في ثقافة الطفل بينما يكون بعضها في بعض الأحيان أبعد ما يكون عن بيئتنا الثقافية,, ولا يتناسب مع ثقافة أطفالنا.
فرح مؤقت
أما الاستاذ احمد سعيد مصلح فيقول: بلا شك ان هذا المفهوم خاطىء ولا يمثل جزءا مما يحتاجه طفل اليوم,, حيث كان من الواجب لهذه الصفحات مراعاة الفروقات الموجودة بين طفل اليوم وطفل الأمس، وأكد ان ما يحدث عبر هذه الصفحات,, من فرد صور للأطفال إنما هو عبارة عن قشور وفرح مؤقت ولا تمثل الدافع الذي يعيشه طفل اليوم او كل مايحتاجه.
ويرى,, أن هذا ناتج بالتأكيد عن ضعف رؤية القائمين على الصحف,, ونتيجة لعدم وجود تخصص في هذا المجال وان معظم الذين يقومون بهذا العمل الاشرافي,, هم من المحررين والمحررات في نفس الصحيفة وليس من ذوي التخصص.
تعالٍ وفوقية
بعد هذا كيف يمكننا توفير منا ثقافي وفكري للطفل في صحفنا المحلية,, والمعايير التي بامكاننا الاستناد إليها لتحقيق ذلك؟ ويتسأل د, ايمن حبيب بمرارة هنا,, عن موقع الطفل من مساحة اهتماماتنا الصحفية؟!
والمؤلم والمخيف ان هؤلاء الأطفال وحدهم من يملكون الاجابة على هذا السؤال, ويخشى ان تكون صحافتنا غير مؤهلة لحمل هذا الدور في ظل وعدم وجود المناخ الثقافي,, وان وجد فنسبته ضيلة جداً إلا انه من حسن الطالع ان تطلعات الطفل لدينا لم تعد تتوقف على ما يكتب في الصحافة من طروحات يشوبها الكثير من التعالي والفوقية والجهل أحياناً.
كما يعرب عن اسفه لان تطلعات الطفل ليست افضل حالاً في غير الصحافة من مجالات الارتباط بعالمه,, حتى المدرسة التي تعد مركز التنوير الاول للطفل لم تقدم النموذج الامثل الذي يليق بوعي طفل متحضر، ويشير الى حالة الاحباط المرعية التي غالباً ما يعاني الأطفال منها نتيجة للتجاهل المتعمد والغاء شخصيتهم التي تنبض بالحياة والحيوية، إلا انهم في أغلب الاحيان مايرتطمون بصخرة صلبة تهشم وعي الطفولة واحلامها في سن مبكرة جداً,.
ويشير ايضا الى الحرمان الذي يعاني منه الطفل لعدم وجود الكتابات الصحفية الجيدة والبرامج الإذاعية التي تليق بمستوى وعيه,, وتأكيده ان ما يحسب على الصحافة يحسب على وسائل الإعلام الأخرى اضافة الى شعوره بالحرمان ايضا من وجود الاصدارات الخاصة والمكتبة المتخصصة لكتابات الاطفال وقبل ذلك كله وجود من يرسخون في عالمه أهمية القراءة وابرازهم لمحاسنها، ويوضح كيف ان الطفل لدينا اصبح يزج به في احضان التقنية الحديثة,, وتركه في الهواء الطلق لتتجاذبه العواصف من كل مكان وعدم تأسيس الوعي لديه بشكل موضوعي نتيجة للاختلالات الأسرية والاجتماعية والتربوية والتوعوية العديدة التي تتشكل في مجملها معوقات تحد من انطلاقة وعي الطفل.
ويوضح هنا المعايير التي يمكننا الاستناد عليها,, لتوفير هذه النوعية من الثقافة,, قائلا: في حالة اذا لم نتمكن من ايجاد الخصوصية الثقافية المعرفية للطفل السعودي علينا ان نقلد المجتمعات المتحضرة التي تعاملت مع وعي الطفل واحتياجاته بشكل يتسق وما نتوقعه من عماد المستقبل.
وتأكيده على حاجتنا للصحافة المتخصصة وكتابة واعية مفعمة بالحيوية والبساطة ولغة خطاب ترتقي بمكتسبات الطفل ولا تنخفض بمستواها والى ممارسة سلوكية لتعميق النمط السلوكي الانساني الحضاري المنبثق من الثقافة العريضة، وتبسيط المفاهيم المعقدة,, وتقويم الاعوجاج المكثف في وعي الطفل وحاجتنا للشيء الكثير والكثير حتى يمكننا سد الهوة السحيقة التي تمثل هذا الفراغ الثقافي.
أما د, عبدالمحسن الداود فمازال متمكساً برأيه حول ان الصحافة اليومية لم تكن بالصحافة المتخصصة في فمجال الطفل وانما في أي مجال من المجالات الأخرى,, حيث تضع في مقدمة أولوياتها العناية بالمادة الاخبارية اليومية السريعة.
ويتوافق في رأيه هنا مع رأي د, ايمن حبيب حول ضرورة توفير صحافة متخصصة يمكنها ان تهتم بالطفل,, وتحرص على الموضوعات المقدمة على ان تتلاءم مع نموه الفكري وحتى يمكنه الاستفادة منها في تنمية قدراته المعرفية,, ووضع المغريات الكثيرة التي يتعرض لها الطفل في وقتنا الحاضر,, في الاعتبار والمعلومات التي تؤدي الى تشتيت ذهنه وتعوديه على سلوكيات تتنافى مع قيم المجتمع وتقاليده.
وبالتالي,, لابد من الحرص وادراك هذه النوعية من الصحافة لتلك المخاطر التي يمكنها ان تحقيق باطفالنا وادراك التحديات التي يمكنهم مواجهتها.
ولهذا يعتقد ان عامل التشويق والاثارة في المادة الصحفيةالتي تقدمها الصحافة المتخصصة الموجهة للطفل, تعتبر من الأشياء المهمة لتحقيق جذب واهتمام الصغار,, وعدم تجاهلنا للعامل الرئيسي الآخر,, وما يترتب عليه وعدم اغفال هذه النوعية من الصحافة,, وأهمية غرس القيم والتعاليم التي يؤمن بها مجتمعنا وطرحها بطريقة غير مباشرة وفي ثنايا المعلومات المقدمة,, وزيادة تنمية حصيلتهم المعرفية وتعويدهم على المقارنة بين ما يقومون بقراءته في هذه المجلات وبين ما يمكنهم مشاهدته في المجتمع.
الطفل والمستقبل
الاستاذ احمد سعيد مصلح يرى ان هناك عدة أوجه للاجابة على هذا السؤال,, نظرا لأهمية الطفل واعتباره يمثل المستقبل وستقع عليه مسئوليات جسام خلال الحقبة القادمة.
وهذا ما يستدعي بالتالي ضرورة اختيار نخبة من ذوي الاختصاص في مجال الطفل من النواحي التربوية والفكرية والنفسية لتولي مسؤولية اعداد هذه الصفحات والاشراف عليها وعدم ترك الباب مشرعا امام الاجتهادات الخاصة في هذا المجال,, ورفضها خاصة وان صحافتنا لم تعط الطفل حقه من الثقافة.
ويؤكد هنا ان توفيرنا لهذا المناخ الثقافي والفكري للطفل يظل مرهونا بعدم الاستهانة بهذا الكائن الصغير في حجمه الكبير في تفكيره وهذا ما يستدعي ضرروة اخضاع كافة الروافد التي تقوم بتزويد هذه الصفحات بالمواد الثقافية والفكرية لمقومات عالية من المقاييس.
ومن هذا المنطلق يقترح ضرورة إنشاء أقسام أو كليات متخصصة في مجال أدب الطفل وثقافته وفكره, كما فعلت الرئاسة العامة لتعليم البنات وإيجاد تخصصات في كلياتها عن (الطفل), وذلك حتى تكون تلك الصفحات تحت اشراف هذه الفئة من الكفاءات المتخصصة والتي ينبغي لها ان تكون على درجة من الادراك أيضا بكافة شؤونه وتشكيله وتوجيهه وفق متطلبات العصر وحتى يكون بامكان هذه الصفحات مسايرة طفل اليوم الذي يعيش في هوس التقنيات الحديثة والاقمار الصناعية,, وليس كما هو الحال لطفل الأمس الذي عاش في محيط مفعم بالبساطة,ويؤكد هنا ان مطالبته بذلك لا تعني الانتقاص من حق القائمين على الصفحات الحالية الموجودة في صحفنا المحلية للطفل، وذلك الكم الهائل من الصور الذي نشاهده من خلالها, واعتباره لهذه الصفحات صورة طبق الأصل لما كانت عليه صفحات الطفل في الزمن السابق.
ويتساءل هنا حول ما إذا كانت صحافتنا المحلية سوف تضطلع بدورها في مجابهة الغزو الفكري القادم عبر الفضاء أم لا؟
الخلاصة:
بعد هذه المحصلة من الآراء وكما اتضح لنا ان صحافتنا او بالأحرى صحفنا مازالت تقف عاجزة امام تقديمها للصفحات التي من الممكن ان ترتقي بمستوى وعي الطفل,, وثقافته وتزويده بالعلوم المعرفية التي تنهض بمستواه الفكري لمجاراة كل ما يدور من حوله وتزويده بالأسلحة الثقافية التي تعزز من صموده أمام هذه المواجهة.
وحقيقة (ان يشهد شاهد من أهلها) وبعد ان أكد ضيوفنا واقع هذا القصور,, اعتقد ان صحفنا في حاجة الى وقفة جادة من أجل سد هذا الفراغ الذي جعل الطفل يبحث عن موارد أخرى لا يعلم سوى الله حجم مغبتها.
أيضا اعتقد ان تعزية الدكتور عبدالمحسن الداود لأسباب هذا القصور نتيجة لكثافة المادة الاخبارية,, واعتبارها هي العامل المحرك الذي بامكاننا إلغاء كل الأشياء او المتطلبات الصحفية الأخرى في مقابله,, قد لا يعفي صحفنا من هذه المسئولية التي تعتبر من الواجبات التي ينبغي عليها القيام بها.
وتأكيد الدكتور أيمن على صعوبة الكتابة الى الطفل واعتباره لها أكثر تعقيدا ربما يجعلنا نتوافق حول هذه النقطة,, ولكن هذا لا يعني عدم وجود او افتقار ساحتنا الأدبية إلى الكفاءات الأدبية التي بامكانها ادارة دفة هذه الصفحات ومزج احاسيسهم باحلام الطفولة والألوان وتلك الفراشات,, وان كان هذا التوجه الذي يتطلع له د, ايمن لا يمثل سوى قطرة في محيط الثقافة التي نطمح بايجادها عبر صفحات الطفل وبما تمثل كلمة الثقافة من مفاهيم ومعانٍ لتشكيل البعد الثقافي للطفل.
جاءت آراء الجميع لتؤكد على أهمية الصحافة المتخصصة ولا ننكر ان التخصص أمر مطلوب,, ولكن لا يعني في ذات الوقت بانه سوف يلغي مطالبتنا بهذه الصفحات وخصوصا في ظل تواجد صحافتنا اليوم في دائرة الانترنت وبإمكان الطفل مع هذا الانفتاح تحريك بعض الازارير والاستمتاع بهذه الصفحات واعتقد ان وجود صحافة متخصصة للطفل وتدشينها عبر هذه الوسيلة,, سواء في صورة مجلات أو هذه الصفحات من الممكن ان يساهم في إيجاد ابعاد ثقافية اخرى مفعمة بعالم التشويق والإثارة.
نحن كما قال الاستاذ احمد مصلح في حاجة الى اقسام في كلياتنا للعناية بثقافة الطفل,, وتغذية هذه الصفحات وغيرها بالموارد او الثمرات التي تساعدنا على النهوض بالقيم والمثل والاخلاقيات التي بحاجة لأن تكبر في داخله وتتنامى مع الأيام والتعامل معها بالشكل الصحيح الذي يكون له تأثيره الإيجابي لالغاء كل الثقافة الدخيلة التي قد تشوش على عقله,, وتقوده الى مستنقع تلك الثقافات الدخيلة وما يكمن وراءها أو ان يكون صورة طبق الأصل أو مسخا للثقافات المغايرة وترك العنان له لينهل منها وقتما يشاء وكيفما يشاء,, بينما مواردنا الثقافية تفيض بمعينها الصافي الرقراق ولدينا الامكانات التي تساعدنا على صناعة ثقافة رصينة نقدمها للطفل سواء عبر صحافتنا او حتى وسائل الإعلام الأخرى.
ايضا ربما يقول البعض ان هناك توجد لدينا بعض المطبوعات والمجلات المتخصصة للطفل,, ولكنني اتساءل كم مطبوعة او مجلة توزع منها؟ وهل هي في متناول أيدي الجميع؟ فجميع الأطفال هل لهم دراية بهذه المجلات والمطبوعات؟ بينما ان صحفنا في المقابل ان لم تدخل جميعها كل بيت من بيوتنا فعلى أقل تقدير هناك صحيفة واحدة تتوفر لدينا.
أخيرا:
ينبغي علينا ان نخطط للمستقبل الثقافي لهذا الطفل لتحريك كل الابدعات الخلاقة الموجودة بداخله وتزويده بكل غذاء فكري يساعد على عدم اصابة مخيلته بالخمول او الجمود الذي يقيد قدراته ويجعله أسيراً لواقع مليء بالعديد من التخيلات التي هي أبعد ما تكون من الواقع الذي نعيشه.
مستقبل هذا الوطن معقود بعطاء الأجيال القادمة,, وان كان بالثقافة وحدها لا تتحقق الآمال,, ولكن بالعقلية الواعية المتفتحة التي ستكون لها المقدرة على حمل هذه المسؤولية بعد توجيهنا له الوجهة الصحيحة من خلال ما سنقدمه نحن,, بين ثنايا هذه الثقافة التي ستكون هي المعبر الذي سيساعده على تحديد مساره وان يكون فردا نافعا في هذا الوطن وليس كما طالب د, أيمن بتقليدنا للمجتمعات المتحضرة وانما نحن مجتمع له المقدرة على صنع هذه الحضارة,, وإلا لم نصل الى ما وصلنا اليه اليوم.
|