مهنة التعليم تختلف عن اي مهنة اخرى,, تنفرد وتتميز بالزام صاحبها بوضع نفسه محل قدوة لغيره في اي وقت وفي اي مكان,, فخطأ الغير مغفور وخطأه لا يغتفر مهما كان خصوصاً اذا كان يتعلق بالاخلاق,, لان المعلم او المعلمة قدوة لطلابه الذين يشكلون شريحة كبيرة من المجتمع في حال صغرهم,, وعندما يكبرون يصبح كل واحد منهم كياناً مؤثراً في مجتمعه,, وللمعلم او المعلمة دور كبير في بناء لبنات هذا الكيان,, لذلك لو كانت التربية التي كونت منها هذه اللبنات غير صحيحة بعدم وجود القدوة الحسنة,, لفسد المجتمع,, اذن المعلم او المعلمة أساس المجتمعات والاجيال القادمة.
والطفل الصغير او المراهق لا يسير في الحياة بلا اقتداء، بل لابد ان يضع لنفسه قدوة يقتدي ويتأثر بها,, وعادة ما تكون أباه او اخاه او معلمه في المدرسة,, او يتأثر بشكل مباشر او غير مباشر باشخاص آخرين كالاصدقاء او المشاهير ممن يسمع عنهم او يراهم,, اذن المعلم يأتي مجارياً للاب في القدوة,, ولكن الاب ينحصر دوره على اولاده فقط,, اما المعلم فهو قدوة لمئات الطلاب لذلك وجب عليه ان يكون مثالاً يحتذى به في كل شؤون حياته,, وكل ذلك ينطبق على المعلمة والام.
ولان ما نلاحظه هو وجود بعض المعلمين ممن يفتقدون صفات النموذج التربوي المأمول.
فان الاستفهام الذي يلقي بنفسه في ساحة السؤال هو ما الضابط الذي جعل هذا الشخص مدرساً وهو بهذه الصفات واضافة الى ذلك ليس على درجة وافية من القدرة على الشرح او الانتظام في العمل,, ام ان ابناءنا ليسوا من الاهمية بمكان لكي تعتني وزارة المعارف باختيار معلميهم!!
عبدالعزيز النخيلان حائل
|