** عندما يذهب البعض إلى المستشفى ويرى المصابين والملقين على الأسرّة,, ويشاهد غرفة العناية المركزة ويسمع أن فلاناً أمضى شهراً أو شهرين أو عشر سنوات في المستشفى يتعظ ويخاف لبعض الوقت.
**وعندما يشاهد أحدهم وقد حصل له إعاقة أو أضرار بسبب حادث مروري,, يتعظ لبعض الوقت فقط.
** وعندما يذهب إلى المسجد ويصلي على جنازة أو يشيع جنازة,, أو يدخل المقبرة,, فإنه ترتعد فرائصه ويخاف لبعض الوقت ,, ويهدأ عدة ساعات ثم يعود.
** وعندما يشاهد حادثاً مرورياً مأسوياً يتعظ أيضاً لبعض الوقت,, ثم يعود لما كان,.
** وعندما يسمع أن فلاناً مات بسكتة أو مرض أو حادث,, يخاف لبعض الوقت ثم يعود.
** وعندما يحصل له مشكلة في عائلته ,, كمرض أو موت أو إصابة أحد أفراد أسرته ايضاً,, يتعظ ويخاف لبعض الوقت,, ثم مايلبث أن يعود,, ويعود السهر و صَكَّة البلوت و الزَّرقات .
** وعندما يشاهد بعضهم حادثاً مرورياً على طريق طويل يهدأ ويسير بهدوء بضعة كيلومترات,, ثم يطير كما طار سابقاً.
** وفي صالات المطار,, وعند التوجه للركوب في الطائرة,, تسمع الابتسامات والقهقهات والضحك,, ولكن عندما يتم قراءة دعاء السفر,, تصفرّ وجوه بعض الركاب,, ويبدأ ينتفض ويرتعد ويهمهم بكلام لا تدري ماذا يقول,, ويصيبه رجفة وذعر ونفَّاضَه ولايريد أن يلتفت أو يتكلم مع أحد,, ثم يبدأ في الهدوء قليلاً,, ثم ينسى الأمور ويعود إلى ما كان عليه.
** وعندما تشاهد بعض هؤلاء قبل الصعود للطائرة,, تجد أنه مر عليه وقت الصلاة ولم يصلِّ رغم وجود المسجد,, وفات وقت الصلاة ولم يصلِّ,, ثم إذا ركب الطائرة وقرئ دعاء السفر أصابه الذعر والخوف,, فهل تنطبق عليهم الآية الكريمة قوله تعالى فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين , وقوله تعالى: وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون .
** وفي المسجد,, تشاهد حالات كهذه,, فبعضهم يدخل المسجد مع الإقامة,, ويتململ ويتلفت ويقول وين ها الإمام,, تراه ناسي,, أو نايمٍ عند الثانية,, أو زارقٍ لديرته ويتولول ويتلفت ثم إذا انتهت الصلاة ركض للباب ولم يجلس ولو دقيقتين للاستغفار أوسماع حديث.
** وفي خطبة الجمعة,, تجد بعضهم يتثاءب أو ينعس أو يتلفت وعينه على الباب,, ولايدري ماذا قال أو ماذا يقول الإمام.
** إنها مشاهد تدل على قساوة قلوب هؤلاء,, ولكن في الطائرة بين السماء والارض,, وعندما يُتلى دعاء السفر,, تتبدل الأمور,, وليت الدعاة يستثمرون هذه الثواني ويعظون هؤلاء,, لعل الله يفتح على قلوبهم ويدركون أن الموت إن لم يحصل في هذه الطائرة وفي هذه الرحلة ,, فإنه سيحصل غداً وبعد غد أو بعد شهر أو بعد سنة,, المهم,, انه سيموت يوماً لا محال له,, ولم ولن ينجو أحد من المخلوقات من الموت.
** إنها انطباعات عن ما نشاهده في الطائرة عندما يُتلى دعاء السفر,.
فشاهدوا وجوه المفرطين كيف صارت,, والله المستعان.
عبدالرحمن بن سعد السماري
|
