| الاقتصادية
أمام حقيقة الأزمات الاقتصادية ومتغيراتها,, وفي ظل تواضع الفرص الوظيفية مقابل الاعداد الهائلة والمتزايدة من خريجي وخريجات المعاهد والكليات بمختلف مراحلها وتخصصاتها,, زد على ذلك ارتفاع نسبة النمو السكاني بأرقام مذهلة,, أمام هذا كله وفي زحمة التنظير وتداخل الهموم واستشعار الحلول المسكنة في شكلها والمعقدة في مضامينها وأبعادها,, ماذا عن الأسعار ولماذا تركناها تأخذ راحتها لتكون العبء الأكبر والتراكم الأخطر,,, ؟!
هنالك تناقض واضح وغير مبرر بين معدل الدخل العام لسائر فئات المجتمع ومعدل اسعار السلع والخدمات والرسوم الحكومية والاهلية,, اي ان معضلة التوظيف وارتفاع عدد العاطلين عن العمل وزيادة الافراد للاسرة الواحدة وبالتالي انخفاض مستوى دخلها يقابله مباشرة زيادة في رسوم الخدمة بأنواعها وفي اسعار الوقود وعموم السلع والاحتياجات الصغيرة والكبيرة,,,!!
قد يبدو الامر طبيعياً لوكان متمشياً مع المعادلة المألوفة التي تشير إلى انه كلما زاد مستوى الدخل العام زادت الأسعار,, لكن ما يحدث حالياً غير ذلك تماماً مما يعني اتساع دائرة الاعباء بشكل حاد ومتسارع يزيد الامور تعقيداً ويؤثر سلباً على باقي الهموم الأخرى مهما بلغت محاولات تداركها,.
برأيي ان المرحلة الراهنة تقتضي أولا وقبل اي شيء آخر الاهتمام بقضية الاسعار وضرورة تخفيضها وتوازنها بمعدلات تتفق مع ظروف المرحلة,, وحسبي ان انسجامها مع الواقع خطوة مهمة لاحتواء الكثير من هموم مجتمعنا الكبير,, وهنا لابد من التركيز على مسألة غياب الاعلام عن تداولها ومناقشتها وكأنها قضية هامشية لا تستحق القليل مما يطرح ويثار من قضايا تجاوزت حدود الوطن او تلك التي (لا تسمن ولا تغني من جوع),,!!
وفي هذا الشأن تحديداً,, يكثر الحديث للأسف عن الشكليات و(الكماليات) ولا اعتراض على ذلك لو لم يأت تصعيدها والاهتمام بها على حساب الاخرى الاساسية والضرورية,,, فلا مقارنة مثلا بين ما كتب ويكتب عن الهاتف الجوال مقابل أسعار الوقود والكهرباء,.
بين ضجيج الشقق المفروشة وصمت اسعار الأدوية والأغذية,, وهكذا,,,!!
على أية حال,, لا يمكن الوصول إلى قياسات واضحة ومعايير دقيقة في حالة الاعتماد على المشاهدات والانطباعات المحصورة في مكان ما ولدى فئة بعينها لا تعطي حكما صحيحا يمكن الاستناد إليه والانطلاق بموجبه وعلى ضوئه لتعميم سائر قناعاتنا,,,!!
التفتوا يمينا وشمالا,, اقتحموا عوالم الهم والغم والمعاناة,, اكسروا حواجز الوهم والتهاويل,, قدموا للوطن الوفاء وللدولة الثناء بصدق القول وأمانة الكلمة
عبدالله العجلان
|
|
|