بالأمس القريب غيَّب الموت سعادة الشيخ والاديب والأستاذ والمسئول الكبير/ عبدالله غاطي سليمان الغاطي العنبر، يرحمه الله, هذا الرجل الذي عمل في جهاز وزارة الداخلية ماينوف على الأربعين عاما في مراكز قيادية هامة تحت قيادة رجلين فاضلين هما الملك فيصل، يرحمه الله، ثم الامير عبدالله الفيصل، يحفظه الله, ثم توالت خدماته تحت قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وسمو الاميرين نايف بن عبدالعزيز وأحمد بن عبدالعزيز حتى ترجّل بطلبه التقاعد.
لقد حاز هذا الرجل الغاطي مسئوليات القيادة ونفذها بكل أمانة وشرف وخرج منها عفيف اليد, نزيه الأمانة,, خرج من الوظيفة مرتاح الضمير لأنه لم يخنها ولأنه لم يتعلّق بها لمايتمتع به من دين يحميه وثقافة تحصِّنه, واخلاص لولاة الأمر ساعده على تأدية الواجب,,
هذا الرجل الغاطي من أدباء الرعيل الأول,, عرف بالأدب,,
عرف بالأخلاق,, عرف بالأمانة عرف بكل ماهو نبيل وكريم,, لم تغيِّره الوظيفة كما غيَّرت غيره,, ولم تبدّل أخلاقه كما بدَّلت اخلاق الكثير، هذا الرجل الغاطي قريب للجميع في آخر مراحل عمله الوظيفي كمدير عام للمجاهدين بوزارة الداخلية,, وكأن الشاعر قد عناه:
وجه عليه من الحياء سكينة ومهابة تجري مع الأنفاس واذا أحب الله يوماً عبده ألقى عليه محبة للناس |
لا أزكِّيه على الله فهو الآن في رحابه ولكني أحكي تجربة معه,, وارصد علاقة قديمة معه,, مسارع للخير للناس بالشفاعة تارة, وبالمال تارة أخرى رغم شح المال في يديه فمصدره الوحيد هو راتبه الحكومي .
فتى مثل صفو الماء ليس بباخل بشيء ولامهد ملاماً لباخل ولاقائل عوراء تؤذي جليسه ولا رافع رأساً بعوراء قائل |
رحمك الله يا ابا حسان وأبا سعود وأبا خالد وعوّضنا خيراً,, و(انا لله وانا اليه راجعون)
مساعد بن سعدون أبو غازي
|