| العالم اليوم
ظلت إسرائيل وقبل وصول ايهود باراك الى السلطة تطالب بوجوب استبعاد أية شروط مسبقة قبل اية مفاوضات إسرائيلية مع أي جانب عربي، وهدف الحكومات الاسرائيلية من وراء هذا المطلب تغييب قرارات الشرعية الدولية التي يستند عليها المفاوضون العرب في مطالبتهم بالحقوق العربية، وبما ان الوفود العربية تبدأ مفاوضاتها بالتأكيد على اهمية الالتزام بالقرارات الدولية وبالذات القرارات 242 و338 و194، وهي قرارات تعطي للعرب الحق في استعادة حقوقهم، لذا فإن الإسرائيليين يحاولون تغييب هذه القرارات من خلال الادعاء باستبعاد اية شروط مسبقة قبل اية مفاوضات.
هكذا كانوا يشترطون قبل مفاوضاتهم مع الفلسطينيين، وكذلك مع السوريين، هذه المرة عكسوا القاعدة، واستبقوا اجتماعات قمة كامب ديفيد الثانية بشروط مسبقة، فاقت كل ما سبق من اعتراضات اسرائيلية فايهود باراك الذي هللت القوى الدولية لوصوله الى السلطة في اسرائيل بوصفه منقذ السلام، يريد عقد قمة كامب ديفيد الثانية دون ان تحقق شيئا للفلسطينيين في حين تعطي كل شيء لإسرائيل,,!!
كيف؟؟
المعروف ان القمة تعقد لاقرار الحل النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين, وبما أن المراحل السابقة قد انجزت بالانسحابات الاسرائيلية السابقة، رغم عدم تنفيذ الاسرائيليين لكل ما ابرموه من اتفاقيات مع الفلسطينيين، الا ان مسائل الحل النهائي والتي تتمثل في مصير القدس الشرقية، والمياه، وعودة اللاجئين، والمستوطنات والحدود بين فلسطين واسرائيل، قد تركت للحل النهائي, وبما ان قمة كامب ديفيد الثانية تسعى الى ابرام اتفاقية سلام بين اسرائيل وفلسطين، فيفترض ان تكون اولى مهامها معالجة النقاط الخمس ولهذا فقول ايهود باراك بأنه يتوجه الى كامب ديفيد وهو ملتزم بخمس لاءات وهي:
1 عدم العودة الى حدود الرابع من حزيران عام 1967م.
ومعنى هذا ان باراك لا يعتزم إعادة جميع الاراضي الفلسطينية، ويعني ايضا وضع حدود لفلسطين تحرم الفلسطينيين كثيرا من اراضيهم.
2 عدم وجود جيش غربي نهر الاردن.
وهذا يعني ان الدولة الفلسطينية ستكون بلا جيش وبدون اي قوة عسكرية.
3 عدم تقسيم القدس.
والمعنى واضح وهو منع اعادة القدس الشرقية للسيادة الفلسطينية وضياع بيت المقدس وقبة الصخرة وكل المقدسات الاسلامية والمسيحية.
4 عدم تفكيك المستوطنات وابقاؤها تحت السيادة الاسرائيلية.
والمعنى واضح لا يحتاج الى تفسير فالمستوطنات التي ستكون داخل الاراضي الفلسطينية بؤر استعمارية ونقاط تحرش وتوتر تلغي اي قيمة لأي دولة او كيان فلسطيني.
5 عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين ولهذا الرفض خطورة كبيرة، فهو يعني الغاء لقرار دولي هو القرار 194 الذي نص على وجوب عودة اللاجئين الفلسطينيين.
هذه اللاءات الخمس تعني ليس نسف قمة كامب ديفيد الثانية فقط,, بل نسف كل أسس السلام، وليس السلام بين اسرائيل وفلسطين,, كون حل المسألة الفلسطينية هو الأساس لما يسمى بحل قضية الشرق الاوسط,.
ولهذا فإن لاءات باراك قبل توجهه الى كامب ديفيد نسف للقمة والسلام,, ولا يمكن القبول بها وبالذات من الفلسطينيين الذين واجهوها بمطالب اعتبروا عدم الاخذ بها خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|