| وطن ومواطن
يردد أهالي منطقة الجوف دائماً كلمة (دام الأمل موجود فالنفس خضاعه) مطلع احدى ابداعات فناننا الكبير طلال مداح وذلك خلال لقاءاتهم وتجمعاتهم المختلفة في أماكن العمل والمنتديات والجلسات والسهرات يتناقشون ويتسامرون الهموم والتطلعات التي تجلجل في سماء الجوف تعانق إشراقات الأيام وبواكير الاشهر لعل وعسى تثمر الأشجار وتنهمر السواقي ماء عذبا يروي عطش السنين لتغرد الطيور ابتهاجا وفرحا بتحقيق الحلم الذي طال انتظاره في قصة طويلة والبراري قفار والدار تشكي من جفاء الزوار (على رأي شاعرنا المحبوب / عبدالرحمن بن مساعد) حكايات وروايات وأمنيات منذ عشرات السنين تمتد إلى أكثر من نصف قرن والحال هي الحال وليس هناك شيء في مجال فما زال أبناء الجوف يزرعون الحب والولاء والانتماء والمعروف عن اهل الجوف طيبة معشرهم ورغبتهم في التواصل جيل بعد جيل ومن بين الهموم نستنبط الأهم:
المستشفى
مع الجهود والمحاولات المضنية للمسؤولين في الشؤون الصحية لتطوير وتحسين مستشفى سكاكا المركزي فنحن بحاجة ماسة إلى أياد ماهرة وأطباء أكفاء وأجهزة متطورة وأدوية فهذه قوافل ابناء الجوف تشد الرحال يوميا بحثا عن العلاج خارجياً ومختلف بقاع العالم إضافة التحويل المستمر والدائم إلى مستشفيات الرياض وجدة وتبوك في رحلة طويلة من العناء والعذاب وبلا شك ان مشروع المستشفى يمثل أغلى وأهم الأمنيات لكل أبناء وأهالي منطقة الجوف الذين أصابهم الأحباط وأتعبهم السفر، وإنني أعرف جيدا واعلم مسبقا أن هناك أصوات في وزارة الصحة سوف تنبثق وتبشر باعتماد مشاريع صحية لمنطقة الجوف مشيرة إلى الانتهاء من الدراسات اللازمة وما إلى ذلك فعسى أن يتحقق ذلك وعسى أن يتبع مثل هذا الإعلان التنفيذ لينهي المواطن هذه الرحلات المكوكية طلباً للعلاج.
البلدية القروية والتخطيط
هذا القطاع جزء لا يتجزأ من هموم أبناء منطقة الجوف ولا أدري من اين أبدأ أو أتحدث فهذه الأحياء القديمة بدون تخطيط أو حتى تنظيم مقبول أو معقول وكذلك الشوارع والطرقات لا تعكس إطلاقا ما نعيش فيه من تطور مذهل وتقدم في مختلف مناطق المملكة حيث تعود إلى عشرات السنين ومنفذة بطريقة عشوائية والطبيعة تتحدث فليس هناك أصدق من الواقع إنه صورة حية تجسد كل شيء فمشروع الصرف الصحي المعتمد خلال الأعوام القليلة الماضية قد بدأ العمل بالمراحل الأخيرة قبل المراحل الأولى والاساسية ومع ذلك يبقى التنفيذ بطيئا للغاية ويبدوا أن الانتظار سوف يطول حتى تشاهد هذا المشروع على أرض الواقع كذلك صحة البيئة والحدائق والمنتزهات فلا يوجد ما يمكن اعتباره متنزها أو حديقة وهناك الكثير من الملاحظات الأخرى ولا ننسى حال المخططات السكينة ففي منطقة الجوف تقوم البلدية بتوزيع أرض المخططات وهي تخلو من مرافقها الاساسية مثل السفلتة والمياه والكهرباء والهاتف كما هو في مخططات مدن المنطقة وأغلبها دون سفلة أوحتى مياه.
الرياضة والشباب
لا يوجد في الجوف مدينة رياضية أو حتى مبنى لمكتب رعاية الشباب أو ملاعب متكاملة لأندية المنطقة إذا ما استثنينا نادي العروبة مع العلم أن هناك ثمانية أندية تضم ما يزيد عن خمسة آلاف رياضي وشاب يتطلعون إلى رعايتهم والاهتمام بهم وبما أن الأمر يتعلق بالرياضة والشباب لا ننسى رغبة مبدعي ووفناني ومثقفي الجوف في وجود فروع للنادي الأدبي ولجمعية الثقافة والفنون فهناك مجموعة كبيرة من أبناء الجوف لهم اسهامات كبيرة ومشاركات متعددة في مختلف المجالات والهوايات الثقافية والفنية التي تحتاج إلى احتضان ورعاية وصقل لتعانق تطور الحركة الإبداعية لشباب وأبناء مختلف مناطق المملكة.
الجامعات والكليات والمعاهد
لا يوجد بالجوف سوى كليات إعداد المعلمين التي لا تستوعب اطلاقا الأعداد الكبيرة من خريجي الثانوية العامة بنين وبنات مما تسبب في وجود أعداد هائلة من الشباب دون دراسة أو حتى عمل خاصة من غير القادرين على نقل أبنائهم إلى خارج المنطقة حيث قام مجموعة من أهالي الجوف بتسجيل أبنائهم في الكليات والجامعات خارج المنطقة فالحاجة ماسة إلى فروع لإحدى الجامعات على الأقل وكذلك افتتاح فروع للمعاهد الزراعية والبريد فللأمانة ان هناك احصائيات عن الأعداد الكبيرة لطلاب أبناء الجوف الخريجين من الثانويات العامة غيرالقادرين على الالتحاق بالجامعات والكليات بسبب الشروط التي اصابت الأهالي بظروف صعبة إلى جانب تأثير بقاء هؤلاء الشباب دون دراسة أو عمل على البيت والأسرة والمجتمع.
الهاتف والطرق والكهرباء
لأن مدن ومحافظات المنطقة تعتبر المنفذ الرئيسي لجميع مناطق المملكة وطرقها البرية الدولية فهي تحتاج إلى خدمات الهاتف الجوال والاتصالات المختلفة خاصة وأن المنطقة تستقبل مئات الآلاف من الزائرين والحجاج والمعتمرين من دول بلاد الشام والعراق وايران ودول الاتحاد السوفيتي سابقا كذلك العمل على توسعتها لتكون طرقا مزدوجة تربط ما بين منطقة الجوف والحدود الشمالية والجوف وتبوك إلى جانب طريق سكاكا القريات الحديثة ولا ننسى طريق حائل الذي طال انتظاره أيضا الطرق الزراعية فهناك الكثير من المواقع والقرى والهجر الزراعية التي تحتاج إلى رعاية واهتمام خاص من المسؤولين في وزارة المواصلات ولا يختلف اثنان في الجوف على أن مشروع كهرباء الجوف يحتاج إلى توسعة عاجلة لتصل خدماتها إلى كافة أرجاء قرى ومحافظات ومراكز وهجر المنطقة السكنية والزراعية وفي الختام لابد هنا أن أشيد بجهود صاحب السمو الملكي الأمير / عبدالإله بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف الذي سكن القلوب بمتابعته ومطالبته المستمرة لتحقيق تطلعات وأحلام أهالي منطقة الجوف ودعوته للوزراء وكبار المسؤولين إلى مدن ومحافظات المنطقة للإطلاع على احتياجاتها عن كثب والالتقاء بأهالي الجوف الذين يبادلون سموه مشاعر الحب والولاء لصدقة واحساسه الدائم بهمومهم وآمالهم ويكفي ما يردده الأهالي من ورائه عبدالإله فقد كفاه وبلا شك أن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير / فهد بن بدر بن عبدالعزيز نائباً لأمير منطقة الجوف يعزز من تطلعات وأمال أبناء وأهالي منطقة الجوف بمزيد من التقدم والازدهار وتحقيق حلمهم الطويل بمواكبة تطور مناطق ومدن المملكة الأخرى ايضا لا ننسى القطاع الخاص ورجال الأعمال ودورهم الهام في التنمية والمشاركة في تطوير منطقة الجوف والعمل يدا بيد مع قيادتنا الرشيدة التي تعول دائما عليه آمال كبيرة للمشاركة والتواصل مع الجهود المبذولة لتحقيق الرقي والتقدم لهذا الوطن المعطاء مع العلم أن أرض الجوف خصبة وقابلة للاستثمار في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والزراعية وقد أيدت الدراسات الاستشارية التي تمت اخيرا الاستثمار بمنطقة الجوف والاستفادة من الفرص المتاحة هذا والله الموفق .
خالد ذياب العرسان عضو مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالجوف
|
|
|
|
|