انديتنا الرياضية وهي تتبارى في الاسراع بالاعلان عن فتح ارقام حسابات لها بالبنوك بغية استقبال المزيد من التبرعات,, اعتقد انها حملة مرتجلة وغير مدروسة,, ولم تخضع لتخطيط منهجي يرتكز على قراءة الواقع وتحديد الاهداف المرجوة,, وذلك على ضوء الاطلاع على عوامل متعددة منها اختيار الفترة المناسبة لبدء وانطلاق الحملة وتاريخ الانتهاء ,, ثم ان الاهم من ذلك ان (الدعوة) وهي عملية سهلة جدا وغير مكلفة او معقدة صدرت خلال فترة غير مناسبة,, فالجمهور المتلقي قد يعيش حالة انفعالية قد لا تمكنه من التجاوب مع اي حملة من ذلك النوع,, فهو على سبيل المثال قلق جداً في شؤون حياته اليومية المتنوعة (الهموم) ويسكن داخل (دوامة) تعكر صفو مزاجه ووضعه النفسي,, فالاولويات التي يرسم ويخطط لتنفيذها,, ويعتبرها (شغله الشاغل) لا تخرج عن مسألة القبول في احدى الكليات او البحث عن وظيفة عمل,, ونحو ذلك من تحقيق متطلبات اساسية,, ولهذا من النادر جدا ان نجد من بين المليون مشجع لناد كالحزم او مرخ يخلو من تلك المعاناة وللدرجة التي تدفعه للتوجه لبنك معين لسداد (تبرعه) المطلوب الذي يساهم في رفع (المعاناة) بالنسبة لناديه المفضل وليواكب المسيرة,, وينتزع البطولات التي ترسم الابتسامة على شفاة الجماهير العريضة!!
,, ان ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة تكلفة الوسائل الخدماتية تحول دون توجه المواطن العادي الذي يعجز مرتبه الشهري (الدخل) من الوفاء بالواجبات والمتطلبات الاساسية من اي انفاق آخر حتى وان كان مبلغ (التبرع) ضئيلا ولا يتجاوز معدل الخانات الثلاث (100 ريال سعودي لا غير).
ذلك ان المتبرع (قولا,, لا عملا) سوف يسأل نفسه مائة مرة عن مبررات التبرع,, ولماذا؟
,,, فهل تمكنت انديتنا (التي تنشد التبرع) ان تقدم ذاتها للجماهير بطرق واساليب مقبولة,, هل تساءلت يوما عن مكانتها,, هل استطاعت ان تحقق اهدافها,, وبالطبع فإن الاهداف ليست ايضا بتلك السهولة!!
,, الاندية التي كانت من قبل تعيش في مقرات فئة (علب كبريت) لم تغير واقع منهجيتها وطرق اسلوب التعامل مع جماهيرها بعد الانتقال للمقرات النموذجية,, وانما ازدادت (بعداً) و(اغترابا) لافتقادها وسيلتين ذات اهمية كبيرة (التواصل) و(التسويق) وهذا موضوع سوف أتناوله في قادم الايام,, وسامحونا!!
|
