| عزيزتـي الجزيرة
بالعلم والثقافة تصل الأمم إلى مدارج الكمال وتبني حضارتها على أسس علمية متينة، ومجتمعنا السعودي قطع شوطاً طويلاً في تحديث الثقافة وتنمية الفكر وحقق إنجازاً فريداً نحو بناء المجتمع وتوعيته، ولعل من أهم المظاهر التنموية في بلادنا الغالية تلك الصروح العلمية الكبيرة التي تقف شامخة في أنحاء شتى من مملكتنا الحبيبة، حيث ساهمت الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية في بناء الفرد السعودي وأحدثت نقلة حضارية سريعة فاقت كل التصورات والتقديرات في فترة زمنية قياسية بلغت ذروتها في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (حفظه الله) والذي أولى جانب التعليم والعلماء كل العناية والاهتمام وكان بحق وراء النجاح المبهر للمسيرة التعليمية والثقافية في المملكة، فتنوعت العلوم والمعارف وامتلأت الساحة العلمية والفكرية والأدبية بالعلماء والأدباء ورجال الثقافة فنشطت البحوث العلمية التأصيلية من خلال رسائل الماجستير والدكتوراه ومراكز البحوث الإسلامية فخطت بلادنا خطوات سريعة نحو الاكتفاء في تأهيل الكوادر العلمية حتى تعدت مرحلة الكفاية إلى التصدير حيث شاهدنا تلك العمليات المعقدة في القلب والأرحام تجرى في مستشفيات المملكة بأيدٍ سعودية ماهرة، كل ذلك وغيره بسبب الدعم والمساندة التي توليها القيادة الحكيمة للمسيرة التعليمية والتطويرية حتى تحسن أداء العمل وفق صيغ جديدة تتناسب مع متطلبات العصر الذي يشهد نهضة معلوماتية هائلة، حيث تتطلب بناء قواعد للمعلومات وتطبيق أساليب حديثة في التنمية والتطوير حتى يتم تنمية القوى العاملة في كافة القطاعات مع الشعور بأن خدمة المستفيد هو المحور الرئيسي لكافة الخطط والبرامج الموضوعة, نعم كانت النظرة الحكيمة من قبل ولاة الأمر للمسيرة التعليمية نظرة اهتمام وعناية وإحساس بالمسؤولية نحو بناء المجتمع السعودي، فكل يوم نشاهد معلماً علمياً جديداً ومركزاً للبحث والتطوير ومسابقة علمية كان نتاج ذلك فوز عاصمتنا الحبيبة بلقب عاصمة الثقافة العربية لعام (2000م),, واستمراراً لهذا الدعم والتواصل للمسيرة التعليمية عمت الفرحة ابناء منطقة القصيم حين صدر أمر خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) بافتتاح كلية للطب بالمنطقة وكانت بحق هدية غالية من رائد التعليم الأول بالمملكة نحو تحقيق طموحات أبناء المنطقة الذين ألفوا هذه المكرمات من تلك الأيدي الحانية والتي تسعى دائماً لتلمس احتياج المواطن وتبذل الغالي والنفيس في سبيل إسعاد المواطن وبنائه، كذلك كان لجهود صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير المنطقة نحو تحقيق هذا الحلم أثر بالغ، فسموه الكريم دائما يقف وراء المناشط التي تفخر بها المنطقة والجميع يدرك ويعلم أن لسموه الكريم بصمات واضحة في بناء المشروعات والصروح العلمية منذ أن تولى (حفظه الله) مسؤولية الإمارة في المنطقة وكان دائماً على اتصال مستمر مع معالي وزير التعليم العالي د, خالد بن محمد العنقري في كافة ما يخدم المنطقة تعليمياً مما أكسب المنطقة اهتمام معاليه نحو تحقيق طموح أبناء المنطقة، والشكر والتقدير لمعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن محمد العقيل على جهوده الطيبة ومواقفه النبيلة، ولا يفوتني أن اقدم الشكر لسعادة الدكتور أحمد بن علي الرقيبة على ما بذله من جهد حثيث وما قام به من متابعة مستمرة نحو تحقيق هذا الهدف، والشكر موصول لكافة من ساهم مباشرة أو غير مباشرة في إضافة هذا الصرح العلمي على تراب القصيم، ونسأل الله سبحانه أن يديم على هذه البلاد أمنها وإسلامها وقادتها حتى تتواصل المسيرة ويستمر للمواطن أمنه ورخاؤه, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالعزيز بن صالح العبدالرحيم القصيم بريدة
|
|
|
|
|