|
| عزيزتـي الجزيرة
الأخ الكاتب عبدالله بن بخيت المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي لا يخفى على كاتب مثلك مطلع ومثقف دورالكتابة الصحفية في نشر الوعي بين الناس حتى تعم الفائدة ويستفيد القراء من المواضيع المطروحة، ولي ملاحظة على بعض مقالاتك التي تكتبها في عمودك المميز يارا ، وسأعقبها بنصيحة أداء للأمانة لعلك تقبل بها وأنت حر في قبولها، ولكن قبل أن أبدأ أحب أن أبين لك أخي عبدالله انني حقيقة من أشد المعجبين بأسلوبك والذي اعتبره نادرا بلا مبالغة في الكتّاب السعوديين الذين يملؤون الصحف بالغث والسمين، وان كنت يا أخي عبدالله أختلف معك اختلافا قد يطول وقد يقصر في بعض مقالاتك التي تكتبها، ولكن هذا لا ينفي أن أبين اني معجب أشد الاعجاب بطريقة كتابتك واسلوبك المميز، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى .
أخي عبدالله لن ادخل معك في تفاصيل قد يطول بها المقام وأنت في غنى عن الاطالة لأن وقتك ثمين ألا ولاني متأكد بإذن الله انك ستفهمها وهي طايرة ثانيا، ولكن تكفي الاشارة اليها، وملاحظتي يا أخي عبدالله على بعض مقالاتك انك تخوض في مواضيع لاتنفع القارىء ولا فائدة من ذكرها مما قد يلحق بالشخص الذي يسعى في نشرها محاذير شرعية هو في غنى عنها، ولا اظنك تجهل أخي عبدالله ان المسلم يجب ان يتقيد بضابط مهم الشرع، والصحفي يفترض فيه أن يكون من أكثر الناس حرصا على ما يكتب وينشر، لأن ما يكتبه سوف يعمم على ملايين من الناس فان سعى في نشر الخير حصل بذلك أجر عظيم وثقلت موازينه يوم القيامة، وان كتب ما يخالف الشرع فانه حتما سيتحمل أوزار كل من تأثر بفكره أو أخذ باقتراحه، لأن الصحفي ليس عالما يؤجر على اجتهاده اذا أخطأ، فأنت لست بحاجة الى الخوض في أمور مشبوهة.
أخي عبدالله هذا بالنسبة للملاحظة، أما النصيحة فآمل أن تتقلبها كما أتقبل مقالاتك، وهي اننا نريد منك ومن أمثالك الذين حباهم الله بنعمة الكتابة المميزة والأسلوب السهل الرائع أن يكون صمام أمان لهذا الدين وأن يدافع عنه قدر المستطاع، ضد أعداء الاسلام الذين يتربصون بنا الدوائر وقد قال تعالى فيهم وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال، فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله، إن الله عزيز ذو انتقام .
أخي عبدالله أكرر ان ما دفعني للكتابة اليك هو واجب النصيحة، ولا تفهمني غلطا، وأختم بقول الشاعر:
وما من كاتب الا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوك: عبدالحكيم بن علي السويد الرياض
|
|
|
|
|
