| محليــات
لقد كدر الخاطر ما رواه البعض عن قفل بعض المسؤولين الكبار الحكوميين ابوابهم امام المراجعين: فقد كتب كثيرون ينتقدون هذا الاسلوب بشدة واذكر أنني قرأت للأخ الاديب الكبير عبدالفتاح ابو مدين والاخ الاقتصادي الصديق الدكتور عبدالله صادق دحلان شيئاً من هذا القبيل.
مامن شك فإن هؤلاء الكتّاب محقون فيما لاموا فيه اصحاب قفل الابواب امام المراجعين أو حتى من يوجهون مديري مكاتبهم أو سكرتاريتهم بالاعتذار للمراجع لاسباب منها ارتباط المسؤول أو ان لديه اجتماعات او ما الى ذلك,,, وعندما نشارك في اللوم فإن لدينا حجة واضحة امام كل مسؤول حكومي وزيرا كان ام اقل، كثيرا كان اجره ام قليلا، انما وضع في وظيفته اصلا لخدمة الجمهور, اما من يرى نفسه فوق ذلك فالاولى به ان يترجل عن الوظيفة ليترك الفرصة لغيره.
نحن نتفهم دفوع المسؤولين من اصحاب تلك الفئة وزعمهم ان من الصعب تفريغ الوقت للمراجع بحجة ان لديه اوراقا ينظر فيها او التزامات من اجتماعات او سفريات وغير ذلك، بيد ان الرد على هذه الحجة: انه لا يعدم الشخص المسؤول تنظيم وقت عمله بالمكتب ساعة أو ساعتين يوميا لاستقبال المراجعين والنظر في مطالبهم ومظالمهم، فقد رأيت من تجربتي المتواضعة أن غالبية المراجعين يكفيهم حسن استقبال المسؤول لهم وامتصاص تظلمهم حتى وان لم يستطع البت في موضوعهم لدواع تنظيمية أو لوائحية.
غني عن التكرار في القول ان اسلوب استقبال المراجعين واصحاب المظالم وجها لوجه مع المسؤولين انما هو نهج نابع من بيئتنا الاجتماعية ومن خصوصية تعامل ولي الامر مع الجمهور، فقد تواتر هذا النهج من الدولة السعودية الاولى والثانية وكرّسه ووسع مداه مؤسس المملكة العربية السعودية رائدنا الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فأثبت هذا النهج مزاياه وسار عليه من بعده ابناؤه الملوك البررة, وها نحن نرى قيادتنا بدءا من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية - حفظهم الله - وكذلك امراء المناطق جزاهم الله خيرا يحددون اوقاتا معينة يستقبلون فيها كل صاحب حاجة ومظلمة, فمن باب أولى الا يستغني أي وزير أو مسؤول من ذلك.
يجب ان نستوعب حقيقة ان ابناء هذا الوطن كابرا عن كابر عندما تتعثر بهم مسالك البيروقراطيه او تنسد امامهم ابواب الحلول او تصطدم حاجاتهم وقضاياهم بالانظمة واللوائح فإنه مرسوم في خواطرهم انه ليس من حل مقنع لهم الا ما يسمعونه من فم كبير الدائرة الحكومية وزيرا كان او وكيلا للوزارة او مديراً عاماً، عليه ندعو المسؤولين وقادة المصالح الحكومية لتوسيع صدورهم واطالة صبرهم امام المراجعين وتقدير ماورثناه من عادات وتقاليد التعاملات الحكومية معهم فنحن جزء منها وهي جزء منا، اذ ان لهذا الجيل عذره، وان تُعطى بعد ذلك الاجيال القادمة فرصة التكيف مع احداثات المستقبل ومعطياته بمرور الوقت، والله المستعان.
في 3/4/1421هـ
|
|
|
|
|