| محليــات
هناك دور للجامعات يبدو مجهولاً لعامة الناس,,,.
لكنه من المؤكد معروف لدى الخاصة، وعلى وجه التحديد أولئك المتعاملون مع هذا الدور,,, الذي هو الخدمة المقدمة والمتبادلة من/ بين/ الجامعة والمجتمع.
فالجماعات لا تخدم المجتمع فقط بتخريج أعداد في كل فصل دراسي لينضموا إلى خلايا العمل في المجتمع، ذلك لأنهم هنا يخدمون أنفسَهم ومن خلالها مجتمعَهم، وتغدو التبادلية في الخدمة والمصلحة بين الفرد/ المجتمع/ المجتمع/ الفرد,,,/، والجامعة هنا ليس لها دور مباشر إلا بمثل ما للأب والأم اللذين قدما ابنهما ليكون واحداً في منظومة أفراد المجتمع,,, فهما بالإنجاب، والجامعة بالتعليم.
لكن الخدمة المقصودة، في التبادلية التي أرمي إليها وأخصّها بالحديث هنا، هي الدور الذي تقدمه الجامعة في أثناء عملها للمجتمع ويتم ذلك عن طرق عدة: أولها الإسهام بالقيام بإجراء البحوث التطبيقية في معاملِها المهيأة للمؤسسات المجتمعية التي لا تتوافر لها مثل هذه المعامِل، وقد لا يتوفر لها العنصر البشري المختص الذي يقوم به، فتكون الجامعة هي التي تقدمه في شخوص الفنيين فيها من المختصين على مستوى عالٍ في التحصيل العلمي، أو من المشرفين على تنفيذها من هيئة تدريسها، فإذا ما توافرت إمكانية إجراء هذه البحوث في المؤسسات المجتمعية ذاتها فإنها تستعين في كثير بتعاون الجامعة في تبادلية الخبرات مع أفرادها المختصين، ثم هناك نوع آخر من تبادلية الخدمة التعاونية بين الجامعة والمجتمع عن طريق تطبيق البحوث، وتحليلها، واستخلاص نتائجها والإشراف على متابعة نتائج ذلك مع مواكبة التطوير وهذا ما يحدث غالباً في الجامعات التطبيقية والمؤسسات الفنية ذات الصفات الإجرائية مع وزارة مثل وزارة البترول، والمالية، وكذلك مع البنوك، ووزارة الزراعة والمياه ونحوها,,.
ثم هناك علاقات تبادلية بالاستشارات البشرية بكامل عناصرها بين الجامعات والمجتمع، ولا أدل على ذلك من تبادل الانتداب/ والاستشارة/ والإعارة/ وربما الاستفادة المعرفية والعلمية والثقافية فقط؛ مثل تبادل خبرات المفكرين والباحثين والكتّاب من أعضاء الجامعات مع المؤسسات الإعلامية في قنواتها المختلفة صحافة/ إذاعة/ تلفاز/ وكالات أنباء/ مراكز معلومات/ ونحوها,,, وهناك علاقات تبادلية أخرى إدارية/ فنية/ تقوم بشكل جيد مع المؤسسات المختلفة.
مثل هذه الأدوار التي تقوم بها الجامعات ليست معروفة على نطاق واسع لعامة الناس من هنا كان لزاماً التعريف بها والكتابة عنها لإفادة خبرات العامة وتوسيع مداركهم حول مجريات التعامل والتفاعل المجتمعي المختلف في مؤسساته العلمية وسواها.
ولقد تعمدتُ أن أشير بالتفصيل في هذه الزاوية في عدد سابق في الشهر الماضي إلى ما قام به مركز البحوث في جامعة الملك فهد من إجراءات عملية على درجة بالغة في الأهمية لتناوله بالبحث الإجرائي جوانب عديدة تضافرية/ تعاونية/ متبادلة مع مؤسسات المجتمع في اختصاصات الجامعة التطبيقية بما من شأنه تعزيز الإنتاج/ وتعزيز الاقتصاد، وتميز البحث العلمي الإجرائي على مستوى رفيع من ربط الخيط بين الجامعات في مستواها القيَمي الأعلى، بأرضية المجتمع في مستواها القاعدي الأساس والتأسيس.
ما لفت نظري ودفعني إلى كتابة هذا الموضوع هو بحث أُجريَ على يد مختص في إحدى الدول العربية، ونشرته إحدى المجلات المختصة,,, يقطع فيه باحثه جزماً بأن ليس هناك دور للجامعات العربية في خدمة المجتمع.
بينما نما إلى علمي أن هناك باحثاً تربوياً سعودياً يقوم بوضع مؤلَّف عن تبادلية مماثلة لما ذكرت بين المجتمع والجامعات أتوقع أن يكون فيه قد تمكّن من رصد واقعي لواقع مشرق تؤديه الجامعات السعودية على أقل تقدير,, فها هم أفرادها المختصون في كلِّ موقع يتبادلون العطاء والتفاعل على وجه التحديد بعد صدور الموافقة في مجلس التعليم العالي على توسيع تبادلية المصلحة التعاونية المدروسة بين الجامعة والمجتمع.
* * *
لطفاً : وردت بعض الأخطاء في مقال الأمس لا تخفى على نباهة القارئ منها: ,,, تجعله واثقاً من نفسه والصواب في نفسه ، وسواها، إذ لم أتمكن من مراجعتها.
مع تقديري الشديد الذي أعلنه هنا لكافة من يتلقى مقالاتي بخطي المنمنم من الجنود المجهولين، ويجهد كي يصل إلى القارئ في شكله الصواب, مكررة ثقتي في نباهة القارئ، وثقتي في جهود الزملاء مع تقديري وشكري لهم جميعهم.
|
|
|
|
|