** عندما ننتقد الخطوط السعودية أحياناً فان ذلك لا يعني أننا لسنا إزاء شركة عالمية عملاقة,, حققت نجاحات منقطعة النظير في عدة مجالات,, وحصدت أرقاماً قياسية حتى وصلت إلى مستوى عالمي مشرف.
** ومتى ظهر بعض السلبيات والاخطاء,, فإنها على أي حال لا تقلل من هذه النجاحات الكبرى,.
** عندما نقرأ عن دعاية السعودية المنشورة في كل مكان عن كرم الضيافة يسيل لعابنا كركاب السعودية بحثاً عن وجبات السعودية,, وبحثاً عن هذا الكرم الحاتمي الكبير,.
** وفي الأسبوع الماضي,, كنت أستقل محبوبتنا,, طائرات السعودية عبر الرحلة (1084) من جدة إلى الرياض,, وقال لي زميلي,, لنتعش قبل السفر,.
** قلت له,, العشاء في الطائرة إن شاء الله,, ولا تنس كرم ضيافة السعودية.
** وحاول اقناعي ولكني رفضت وقلت له,, لماذا نترك عشاء السعودية,, ونترك القهوة العربية وتمر الخلاص والمناديل المعطرة وعودان الأسنان,, و,,و,,؟!.
** وأكدت على زميلي ورفيق الرحلة ان يَتَجِيوَع ,, وفوق ذلك,, دقّيناها مشية من حي المحمدية حتى المطار مشياً على الاقدام,, لنحس بالجوع ونملأ بطوننا على راحتنا,, وحتى تنفتح الشهية لكرم الخطوط الجوية العربية السعودية .
** وبعد اقلاع الرحلة واطفاء اشارة ربط الحزام,, طيَّرنا عيوننا في المضيفات من شدة الجوع بحثاً عن العشاء الدسم,, وعن كرم الضيافة!!.
** وفي كل لحظة نقول جاء العشاء ,, جاكم كرم الضيافة هذا صوت العربية,, وعندما طابقَت عربية الأكل أمام الكرسي,, طارت عيوننا,, وبدأنا نبُولع أرياقنا فإذا بالعشاء الموعود مجرد سندوتش تونة!! وحبَّة زيتونة وورقة خس,, وخبيزة صغيرة.
** لقد كانت هذه هي الوجبة,, وكان ذلك هو العشاء كله,, فصار موقفي محرجاً أمام صاحبي,, وصرت في حالة خجل ما بعده خجل,, وقلت,, ليتني طاوعت صاحبي وضربنا عشوة في أحد المطاعم وتركنا كرم الضيافة في طائرات السعودية,, لكن صحيح,, إِن عاصي الشور,, ثور!! .
** على كل حال وسمُوحةٍ لخاطر السعودية ولو أن رِيحَة التُّونة مازالت تفوح في فمي .
أقول ,, ليس هذا ما يعيب السعودية,, فجهودها جبارة,, ونجاحاتها مشهودة,, وسمعتها العظيمة مدوية,, ويكفي ,, الدقة,, والتألق,, والنظام الدقيق.
عبدالرحمن بن سعد السماري
|
