| الاقتصادية
كلما جاء الصيف عاد الحديث عن السياحة، وهو حديث لا يخرج في الغالب عن المقارنة بين السياحة الداخلية والسياحة الخارجية وكأن الأمر لا يرتبط بقرار شخصي أو عائلي حول مكان قضاء الإجازة أو جزء منها حسب الظروف الشخصية والعائلية والمالية لمعظم العائلات والأفراد، فالحديث عن الغالبية وليس عن أولئك الذين أصبح السفر إلى الخارج خلال الصيف جزءاً من حياتهم ولا عن أولئك الذين يُقلدونهم فيؤجلون كل التزاماتهم أو قد يقترضون من أجل السفر,, كما أنه ليس على أولئك الذين لا يغادرون مواقعهم لا إلى الداخل ولا إلى الخارج.
إن الحديث عن الفئة الأولى أي الذين يسافرون سنوياً سواء بالقدرة أو بالتقليد حديث ميؤس منه لأنه من الصعب ثنيهم عن عادتهم وان كان الحديث عن المقلدين على حساب أوضاعهم المادية قد يحقق بعض النتائج الحسنة.
أما الذين لا يغادرون مواقعهم فإنهم لا يشكِّلون مشكلة إلا فيما يتعلق بقدرة النشاط السياحي على الوصول إليهم حيث هم.
وتبقى الأغلبية التي يختلف خيارها بين الداخل والخارج من سنة إلى أخرى حسب ظروفها،,, هؤلاء هم الذين يرتكز الحديث عليهم بالمنظور السياحي خاصة فيما يتعلق بتوفير الخيارات المناسبة ومنها الخارجية بهدف الحد من سلبيات السياحة.
* في هذا الاتجاه يكون دور المكاتب السياحية وشركات الطيران في خدمة السائح السعودي داخل بلده أو خارجه.
والملاحظ أن هذه المكاتب والشركات تتعامل مع الأفراد أكثر من العائلات باتباع أسلوب المجموعات وهو أسلوب يناسب الفرد ولكنه لا يناسب العائلة, وفي تصوري فإن المشكلة الرئيسية التي تواجه العائلة سواء اختارات الداخل أو الخارج هي السكن ولو أن مكاتب السياحة وشركات الطيران اهتمت بتوفير السكن العائلي المناسب لوجدت أقبالاً كبيراً على برامجها من العائلات السعودية لأن رب الأسرة سيجد في هذه البرامج المنقذ من هَمّ توفير السكن لعائلته وهو هَمّ يأخذ منه الكثير من التفكير والوقت والمال حيث يضطر إلى قبول أسعار خيالية أمام حاجة عائلته الماسة إلى الاستقرار السكني بأقصى سرعة ممكنة راحةً من عناء السفر وحتى لا يذهب اليوم الأول في البحث عن سكن.
* إن صناعة السياحة قد لا تقوم على سن القوانين المناسبة وحسب، سواء في مجال الاستثمار أو خدمة السائح وحمايته فالأمر يقوم بالدرجة الأولى على نقل السياحة من العلاقات الفردية التي تحكمها المصلحة دون الاهتمام بالعائد السياحي العام إلى العلاقات الجماعية من خلال مكاتب السياحة وشركات الطيران التي يجب أن تتنافس على تقديم العروض السياحية وان تتحرى المصداقية لكي تكسب الثقة لأن هناك من يصدمه الواقعُ الذي يجده أمامه بعد السفر بخلاف ما قرأه في الإعلانات الصحفية أو ما شاهده في الإعلانات المرئية.
وعلى هذا الأساس يُفضلُ السائح ان يتعرض لبعض المتاعب مع الأفراد والسماسرة على أن تخدعه المكاتب السياحية وشركات الطيران بإغراءات لاوجود لها إلا على الورق.
فالمسؤولية بنقل السياحة إلى أداء جماعي منظم يتمتع بالحماية والتأمين سواء كانت داخلية أو خارجية تقع بالدرجة الأولى على المكاتب والشركات.
|
|
|
|
|