| الاقتصادية
تحظى المراكز التجارية بنصيب وافر من وقت السائح ومن دراهمه التي جاء يحملها لقضاء وقت ممتع وإذا به يفرقها في الأسواق الفاغرة أفواهها ليل نهار منتظرة ذلك السائح وكأنه قد جاء من أجلها لا لشيء آخر ,,, ! ,
واعتقد ان هذا المفهوم للسياحة مازال سائدا، وتسيطر على السائحين فكرة رئيسية هي ان السياحة تعني الذهاب الى المراكز التجارية وقضاء الوقت فيها لافاغ مافي الجيوب واستخراج مكنونات بطاقات البنوك والماستر كارد وغيرها!.
ومن الملاحظ ان الأسواق تطرح نفسها بقوة أكثر من أي موقع آخر لاستقبال السائحين وطالبي التغيير,
فكل المهرجانات تقريبا يكون أبرز ما فيها مراكز التسوق بتخفيضاتها وجوائزها الفورية وغير الفورية,
وتؤكد ذلك صدارتها الإعلانات التي تملأ الصحف والتي تدعو الناس لزيارتها وقضاء الوقت بين حوانيتها, وتقل اعلانات الأنشطة الترفيهية لأن تلك صناعة حديثة لدينا لم تكتمل عناصرها لدينا بعد,
ومع ان البضائع واحدة وموجودة سواء في السوبرماركت او في دكان الملابس القريب من البيت إلا ان هذه الإعلانات تغري الكثيرين عند السفر ويقعون في شباكها وربما اشتروا ما لا يحتاجون,,
ولأن المراكز التجارية مازالت على رأس قائمة السياحة لغياب البرامج السياحية التي يقدمها القطاع الخاص بوعي وبدراسة وباسعار معقولة,
فقد ظلت تلك المراكز هي المتنفس الوحيد للعائلة يدخلونها عصرا ويخرجون منها ليلا وغدا هناك مركز آخر فلا بد من المرور عليه.
وهكذا تمضي أيام الرحلة السياحية بين الشراء والسعي الحثيث في ممراتها وكأن تلك هي السياحة، يعزز من ذلك سلوك استهلاكي يقع الكثيرين تحت سيطرته في الحل والترحال,
ومما يؤكد بروزها على ساحة السياحة فانها تستخدم الفضائيات والإذاعات في الملاحقة و(الزن) على الاذن ليل نهار في أن المركز الفلاني ينتظرك للفوز بالجوائز ولتكسب أكبر تخفيضات ممكنة تصل الى 70%,
وهذه نسبة كبيرة بالفعل يسيل لها اللعاب وان كانت تؤكد أمرين اولهما انها استدراج وتدليس على الزبون.
وثانيهما ان أصحاب المراكز التجارية يتبرعون للمستهلك بمكسبهم، ولأن المكسب لن يصل الى تلك النسبة فبالتأكيد أنهم كرماء جدا لأنهم يتنازلون بشيء من رأس المال.
وهذا الأمر الأخير لا يمكن تصديقه والا لأفلست تلك الأسوق منذ أن بدأت.
إلا أنني أرى انه رغم تسيدها الساحة الآن دون منازع إلا انها سوف تعاني في السنوات المقبلة من هجر السياح لها, والسبب هو التوجه الجاد للسياحة المحلية وبرامجها وتفعيلها بما يخدم المواطن من خلال صناعة سياحية حقيقية تواكب طموحات السائح المحلي الذي يرغب ان يقضي اجازته في بلده وعندما يجد الخيارات السياحية الجيدة والمتعددة له ولاسرته واطفاله والتي تجلب له المتعة والتسلية البريئة التي يبحث عنها ربما ندم على تلك الأيام الخوالي التي قضاها مضطرا بين المراكز التجارية وكأنه جاء للتسوق والتبضع وليس للسياحة وتغيير الجو!
Fdsh.ayana. com *
|
|
|
|
|