| عزيزتـي الجزيرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين,, اما بعد: فإن الادب في الحوار والمناقشة من الصفات الحميدة التي ترتقي بالفرد وتميزه عن غيره من الناس وهو دليل على المستوى الذي تصل اليه المجتمعات الانسانية.
ولذا يسرني ان اعرض بين يدي المسؤولين عن التعليم في المملكة العربية السعودية، موضوعاً في نظري جدير بالعناية والاهتمام، ويتعلق بتطوير اسلوب الحوار والمناقشة بين فئات المجتمع، بمختلف المستويات والطبقات والاعمار، وذلك من خلال تدريس مادة علمية بهذا الخصوص، يتم تعليمها في جميع المراحل الدراسية، وخصوصاً الجامعات، والتي يتخرج فيها افواج من المدرسين والموجهين والمربين والمسؤولين.
ومنها نتعلم طريقة التأدب والحوار مع رجال الدولة، والتأدب مع العلماء وطلبة العلم، ويتعلم الطالب كيفية التعامل مع معلمه، والابن مع والده، وافراد المجتمع عموماً مع بعضهم البعض، حيث ان الحوار في العصر الحديث اصبح وسيلة للغزو الثقافي والحضاري، ومعياراً للحضارة والتقدم والرقي من خلال علاقات الافراد، ودماثة الاخلاق, ان التأدب بآداب الحوار اساس في نجاح الانسان في حياته الاجتماعية، وعلاج لكثير من المشكلات الاجتماعية المشاهدة والواقعة من جراء فقدان تلك الآداب.
ان التأدب بتلك الآداب يفضي الى شيوع الاحترام المتبادل بين افراد المجتمع، والوحدة، والمحبة، وتقارب وجهات النظر، ونبذ للفرقة والتحزب والخلافات.
ان التمسك بآداب الحوار توفير للجهد والوقت والمال، ويساعد في انجاح العديد من الامور كالمؤتمرات والندوات والادارات عموماً.
وفيها اثراء للمعلومات وتنمية للثقافات وتصحيح للاخطاء.
والمادة العلمية لهذا الموضوع متوافرة من كتب ورسائل في القديم والحديث، ومن خلالها يتم الوصول الى وضع منهج ومادة علمية تتلاءم ومستويات الدارسين، وتعطي جرعات علمية، تسمو بالمجتمع الى الرقي والتقدم.
ولهذا اقترح على جميع هيئاتنا التعليمية في وزارة المعارف، ووزارة التعليم العالي دراسة هذا الامر واعطاءه ما يستحق من العناية.
وختاماً، فهذه إشارة عن الموضوع، اتمنى ان تجد القبول والاستحسان.
والله اسأل ان يوفقنا لما فيه الخير والصلاح والرفعة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
عبدالرحمن بن محمد البديع وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الإدارة العامة للمستشارين |
|
|
|
|